اخر الاخبار

إلى سماحة السيد مقتدى الصدر أعزه الله، نعيم الخفاجي

شاء قدرنا أن نولد بالعراق المنطقة المضطربة تعاني من صراعات وحروب دائمة ومستدامة لها أول وليس لها نهاية، العراق مركز الصراع في الشرق الأوسط والعالم بسبب موقعه الجغرافي ومكانته الدينية ومنبع الحضارات والاديان بالعالم.

سماحة السيد مقتدى الصدر المحترم، اسمح لي أن أخاطبكم عبر مواقع الصحافة الالكترونية لعل كلامي يصل اليكم، ماحدث ويحدث بالعراق من قتل وما يحدث من عمليات إبادة وقتل للشيعة وللمكونات الأخرى،  وللمتصوفة السنة،  في الكثير من الدول العربية، لأن العرب عبر تاريخهم محكومين وليسوا حاكمين وإن توفرت لهم فرصة الحكم يعم الخراب والدمار والقتل والفقر، وانعدام العدالة الاجتماعية، من رسم حدود الدول العربية بريطانيا وفرنسا، بعد قرون طويلة من سيطرة الأمم الاخرى، العرب تطبعوا على الخيانة والتعامل مع المحتلين، لنقولها الأمم الأخرى  حكمتهم ونكحتهم بظل رضا من قادة العرب، تصوروا تم إحضار عبيد ( مماليك) حكموا مصر قرون، مجاميع من اللصوص يتم إحضارهم من الهند والقوقاز، يحكمون مصر أم الدنيا،  بحقبة الدولة العثمانية الأتراك كانوا يشترون أطفال من جورجيا والقوقاز والبلقان ويتم تدريبهم وتنشئتهم بكنف الخليفة العثماني ويرسلوهم ولاة على العراق، تصوروا والي مملوكي يحكم شيوخ القبائل العربية الأصيلة من أحفاد عدنان وقحطان في بغداد والموصل والجنوب، حكمونا المماليك الغلمان الذين اشتراهم خلفاء بني عثمان الأتراك  قرنين من الزمان، بل وعملوا تحالفات قبلية عجيبة غريبة، لضرب اصل العرب وتمكين أتراك لتزعم والسيطرة على القبائل العربية في العراق والشام والجزيرة العرببة، وبقي الغلمان المماليك يحكمون العراقيين  إلى منتصف القرن التاسع عشر يجلدون في اجدادنا العظماء رحمهم الله.

سماحة السيد مقتدى الصدر المحترم، الأنظمة العربية وخاصة أنظمة دول الرجعية العربية واجبهم تمويل حروب الناتو الساخنة والباردة، والقتال نيابة عن الناتو ولنا في  تجربة مجاهدة السوفيت في أفغانستان، النتيجة تحطم وتهيكل  السوفيت من خلال العصابات الإرهابية الوهابية وبتمويل مالي من دول الخليج الوهابية البترولية.

سماحة السيد مقتدى الصدر المحترم، تعرض الشيعة بالعراق للظلم والاضطهاد من يوم دخول معاوية الضال إلى مسجد الكوفة وتمزيقه الاتفاق الذي وقعه مع الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ع وقال قولته لم أقاتلكم لكي تصلوا وتصوموا لأنكم تصلون وتصومون لكن قاتلتكم لكي اتأمر عليكم، ما تعرض له الشيعة من قتل وابادة عبر تاريخ العراق كان بحق جرائم ابادة، وتطهير عرقي، الشيعة قاتلوا إلى جانب الدولة العثمانية السنية، والتي كانت تكفرهم، بينما مفتي مكة وقف مع القوات البريطانية والفرنسية الغازية، قاتل أجدادنا في معارك الشعيبة والعمارة والكوت، لي جد اسمه كاطع البدري خال أبي، قتل بمعركة الكوت عشرين جندي غازي وكان يفتخر انه قتل الجنود السمان هههه ولم يقتل الجنود الذين أجسامهم نحيفة.

لولا الشيعة لما نشأ العراق الحديث، لكن تم تسليم الحكم إلى المكون السني، النتيجة حدث ما حدث بسبب إبعاد الشيعة عن الجيش والحكومات، بل انفرد جدكم الكبير السيد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه في العمل السياسي وتقلد منصب رئاسة الوزراء بالعراق لفترة قصيرة من الزمن، تقلد السيد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه لمنصب رئاسة الوزراء بالحقبة الملكية هو تطور كبير لدور الشيعة، خلفه السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه في تأسيس حزب الدعوة ليكون حلقة وصل مابين الجماهير والمرجعية الرشيدة ونجح نجاح كبير، لكن نظام البعث المجرم بأوامر غربية شرقية وبشهادة قريب صدام الجرذ صلاح عمر العلي رحمه الله، قال صدام نفذ أوامر غربية وشرقية لإشعال حرب والقيام في أعمال وحشية من الاعدامات بحق أبناء الشعب العراقي.

وبعد استشهاد الشهيد السيد آية الله تط العظمى محمد باقر الصدر قدس وفي بداية التسعينات نهض السيد الشهيد والدكم اية الله العظمى محمد محمد صادق  الصدر ليقوم في أعظم ثورة ثقافية في أوساط أبناء الشيعة، لا اخفيكم سرا، انا عارضت نظام صدام الجرذ وكنت ضابط بوقتها بسبب طائفيته واعدامه إلى علمائنا وعلى رأسهم الشهيد الصدر الأول  واخته العلوية  رضوان الله عليهم، مشكلتي مع صدام بسبب طائفيته واجرامه بحق أبناء شيعة العراق وكورده، تركت العراق وانا لا أعرف كيف أتوضأ للصلاة رغم انه علمني معلم داعية الصلاة وانا كنت في الصف الرابع ابتدائي وللاسف نظام صدام قام في إعدامه بدعوى انتمائه لحزب الدعوة الاسلامي، اسم المعلم الشهيد نصار حسين البدري من قضاء الحي.

نهضة السيد الشهيد الصدر الثاني رضوان الله عليه وعلى أولاده الشهداء، علمت أبناء الشيعة كيف يصلون ويصومون وعلمهم تحدي الظالم بقت شعارات كلا كلا للظالم ونعم نعم للحوزة ماثلة في عقول من كان بالعراق وعاصر تلك الحقبة، إلى يومنا هذا، انا بوقتها كنت لاجئا خارج العراق، وكان دوري في فضح جرائم صدام بوسائل الإعلام الأوروبية.

سقط نظام صدام في أيدي أجنبية، بعد أن عمل صدام على الاستفادة من الموضوع الطائفي بحيث جعل ضباط وقادة غالبية المكون السني يقفون معه إلى آخر دقيقة، بل بقي قادة الجيش وقفوا بقفص الاتهام وصدام معهم بالسجن ويرفضون التبرؤ من جرائمه والاعتذار من الشعب العراقي بسبب وقوفهم مع الدكتاتور المهزوم صدام جرذ العوجة الهالك وعارها.

سقط نظام صدام الجرذ وفلول البعث أطالوا لحاهم واصبحوا أئمة مساجد واستغلوا وجود المحتل لكي يقوموا بدعم عمليات الإرهاب التكفيري الذي فتك في مئات آلاف الشهداء من أطفال ونساء الشيعة، كان التيار الصدري وبشهادة الجنرال الأمريكي كينيث، أن جيش المهدي هم  الذين قاتلوا عصابات القاعدة والتكفيريين وهزمهم من بغداد، كلام كينث قاله عدة مرات عبر قناة الجزيرة، حاول مذيع الجزيرة تحريض الجنرال الأمريكي كينث على إيران والشيعة، لكن كينث قال الحقيقة التي أساءت وجه مذيع قناة الجزيرة.

سماحة السيد مقتدى الصدر، شركاؤنا بالوطن جربوا الإرهاب والذبح والقتل واستعانوا بالقاعدة وداعش، لكن تم هزيمتهم بفضل فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع السيد السيستاني، وبفضل تضحيات أبطال الحشد ومنهم قوات سرايا السلام، الذين لازالوا يقدمون الشهداء ليومنا هذا.

سماحة السيد مقتدى الصدر، هناك خطة خبيثة مدعومة غربيا واقليميا بأدوات محلية عراقية قذرة، تراهن على إعادة عقارب الساعة إلى حقبة نظام البعث الطائفي من خلال صناديق الانتخاب.

كل الحملات الإعلامية تستهدف زرع الإحباط واليأس بين أبناء المكون الشيعي وخاصة في بغداد وديالى وكركوك وسهل نينوى وتلعفر لأخذ مقاعد في البرلمان تمكن القوى الطائفية لتحقيق أهدافهم التي عجزوا عن تحقيقها في ارهابهم منذ ثلاث وعشرين سنة.

سماحة السيد مقتدى الصدر، بعد ماحدث في سوريا هناك استهداف لأبناء المكون الشيعي العراقي بحجة ايران، الرجاء نريد منكم موقف يقلب ويربك ويسقط مشاريع القوى الطائفية المدعومين من قوى غربية وإقليمية طائفية قذرة.

صحيح الأوضاع ليست جيدة بسبب أنانية وحقد بعض القوى الشيعية التي انشقت من القوى الشيعية المؤثرة التي مثلت الحركة الإسلامية الشيعية التي اسسها الشهيد الصدر الأول والشهيد الصدر الثاني رضوان الله عليهم، هناك حقيقة  المشاركة الانتخابية، أمر ضروري لتثقيف المواطن في أهمية معرفة صوتهم الانتخابي له تأثير في العملية الانتخابية، المشاركة القوية تقطع الطريق على المتطفلين والمتاجرين،  المشاركة في الانتخابات، سواء كانت انتخابات نيابية أو بلدية فهي مهمة.

بسبب إرهاب فلول البعث وهابي تم استنزاف ميزانية الدولة العراقية وللاسف ذهبت إلى شراء الأسلحة وإلى توظيف جنود وشرطة وتشكيل قوى إسناد وصحوات وحشد وفصائل، ودفع مرتبات للشهداء والجرحى والمتضررين، وتم حرمان شعب العراق من صرف الأموال في مجال الاعمار والتصنيع، وبسبب الإرهاب تفشت ظاهرة السرقات والظلم وسلب حقوق المواطنين.

بعام ٢٠١٨ وما تلاها بدأت عمليات الاعمار، وللحق أن نواب التيار الصدري والموظفين والمسؤولين من اتباع التيار الصدري كانوا بخدمة المواطن، أي مواطن يتعرض للظلم وإذا كان المسؤول من التيار الصدري مجرد الذهاب للصدريين الذين لهم مكانة، يهبون جميعا لتقديم الخدمة إلى المواطن المظلوم وإعادة حقه، وكذلك لاحظنا نفس هذه الخصلة الطيبة التي لدى النواب والموظفين والمسؤولين في التيار الصدري أيضا موجودة لدى نواب ومسؤولي وموظفي حزب الدعوة وبالذات الدعوة الأصل وليس المتفرعين من حزب الدعوة، أيضا يهبون لمساعدة اي مواطن مظلوم يذهب اليهم، كلامي ليس نسج خيال، وإنما من تجربة عملية، وراجعت دوائر الدولة العراقية وجدت المسؤولين والموظفين في التيار الصدري وحزب الدعوة الأصل الأم خير الناس في خدمة إخوانهم المظلومين.

خلال زياراتي للعراق وجدت رغبة واضحة لدى نواب التيار الصدري في خدمة المواطنين وانا شخصيا لمست ذلك بنفسي، على عكس بعض القوى الشيعية الأخرى حيث تفنن مسؤوليهم في ظلم إخوانهم الشيعة بطرق قذرة اسوء من طرق صدام القذر بحق أبناء الشيعة، لذلك مشاركة التيار الصدري ضرورة وواجب إنساني في الانتخابات لخدمة أبناء المكون الشيعي العراقي.

سماحة السيد مقتدى الصدر المحترم نحن أمام حقبة زمنية حساسة تحتاج موقف منكم في التصدي إلى المؤامرات الخارجية والتي تنفذ بأدوات محلية بعثية طائفية قذرة، مصلحة أبناء الشيعة تستوجب منكم نسيان الخلافات بينكم وبين اخوانكم في حزب الدعوة الاسلامية، بل المصلحة تستوجب التعاون والوقوف في صف واحد.

سبق أن طرحتم سيدنا المحترم فكرة التيار الشيعي، فكرة رائعة نحن لسنا بحاجة إلى وجود مائة حزب شيعي بل نحتاج تيار شيعي واحد يضم كل أبناء الشيعة سواء متدينين ومستقلين وعلمانيين، لإقامة دولة مدنية وكيان شيعي عراقي قوي وصلب، ماحدث بالعراق كان نتيجة طبيعة من قيام بريطانيا وفرنسا في رسم حدود دول الشرق الاوسط ودمج مكونات غير متجانسة مع بعض دون تشريع دساتير تضمن لكل أبناء المكونات المشاركة السياسية والمساواة، لذلك أي شعب   يعاني من  خلافات مذهبية وقومية مستدامة، ينعكس بشكل سلبي على عدم إخلاص نوابه وممثليه في البرلمان والحكومة، وتعمل الفيالق الإعلامية المعادية على نشر ثقافة التخاذل، وزرع روح  مشاعر الإحباط التي تدفع غالبية الناس، إلى الشعور السلبي في عدم جدوى المشاركة في الانتخابات وفي صنع القرار السياسي،  وهذا نراه بشكل واضح بساحتنا العراقية الشيعية للأسف.

سماحة السيد مقتدى الصدر أدامكم الله، أن المشاركة في الانتخابات النيابية تعد واجباً وطنياً وإستحقاقاً دستورياً، يتطلب مشاركة الجميع، تأكيدا على الإلتزام في الأسس والأطر  الديمقراطية، التي من خلالها تشكيل حكومة منتخبة شرعية  وذلك للمشاركة الانتخابية أهمية كبرى في تعزيز سلطة الدولة، والنهوض ومواصلة عمليات الاعمار والبناء.

مشاركة التيار الصدري في الانتخابات يعزز من وجود وعي سياسي واجتماعي يتشكل تدريجيا داخل المجتمع، وإن  المشاركة في الانتخابات يعتبر اهم مظاهر المشاركة السياسية في العملية الانتخابية  الديمقراطية، يعزز الخيار الانتخابي في دعم  إيجاد مؤسسات دستورية  وقانونية وثقافية وسياسية لحكم البلد وتوفير حياة رفاهية وبعز وكرامة.

سماحة السيد مقتدى الصدر أدامكم الله، مشاركة التيار الصدري أمر مهم لإنقاذ شيعة العراق، وإذا كان موقف سماحتكم ضد المشاركة بسبب وجود قوى فاسدة، عدم مشاركة التيار الصدري يعني فسح المجال للفاسدين في الفوز بالانتخابات، في حالة رفضكم للمشاركة في الانتخابات يمكن للتيار الصدري دعم السياسي الشيعي الليبرالي اراس حبيب زعيم حزب المرحوم احمد الجلبي الذي يعتز ويفتخر بشيعيته بشكل علني وواضح، لكن أملنا بالله ان السيد مقتدى الصدر سوف يشارك في الانتخابات لإنقاذ شعب العراق من عودة الفاسدين، نريد مشاركة التيار الصدري بالانتخابات بظل تعثر كبير للقوى الشيعية التي لم تحسن خدمة إخوانهم المظلومين والمضحين من أبناء الشيعة، انا لست متحزب، بل مستقل، لمن هناك حقيقة تلزمني قولها، شهادة لله وللتاريخ، ثبت أن نواب ومسؤولي التيار الصدري وحزب الدعوة الأم هم في خدمة المواطنين العراقيين الشيعة، لااريد أن اتطرق للقوى الشيعية التي للأسف تبوأت مناصب وكان هم هؤلاء للأسف، واعني مسؤليهم وموظفيهم، منصبة  في ظلم اخوهم المواطن الشيعي، لا أريد أن اتكلم واحدد اسماء معينة، اعمارنا تجاوزت الستون عاما،  نسلمهم إلى الله عز وجل، المناصب لم ولن تدوم، انا شخصيا،  خدمت مع ناس انقذتهم من اعدامات، لاتربطني معهم اي علاقة، ولم يكلفني احد، وكان عمري بوقتها ٢٢ سنة شاب، تطوعت للدفاع عنهم رغم أنهم اسائوا إلى رب البعثيبن صدام، ولم أضع في مخيلتي يتم محاسبتي، خليتها وراء الله، وانقذتهم، ورغم خروجي من العراق قبل ٣٥ سنة لازال الناس يتواصلون معي وانا فخور اني أنقذت حياتهم من اعدامات محققة، عملت ذلك لأجل ارضاء ضمري ورضا إلى ربي الله عز وجل وخدمة إلى محمد وآل بيته الأطهار، نسأل الله لكم التوفيق سماحة سيد مقتدى الصدر المحترم  مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.