اخر الاخبار

مبادرة الشيخ الناصري والقرآن الكريم: التكافل الاجتماعي (ح 32)‎

د. فاضل حسن شريف

عن شبكة الامام علي عليه السلام التكافل الاجتماعي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام: التعاون والإحسـان: في الإسلام رصيد معرفي ضخم يدعو إلى قيم التعاون والإحسان في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد، الأمر الذي يرسي أساس التكافل ويعمّق من مساره، فالقرآن الكريم وهو المصدر المعرفي الأساسي يحثّ في آيات عديدة على التعاون، يقول في هذا الصدد: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ” (المائدة 2). وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: (من مشى في عون أخيه ومنفعته، فله ثواب المجاهدين في سبيل الله). تجدر الإشارة إلى أن الإنسان خلق وحده ضعيفاً لا يقدر على شيء إلاّ إذا توفرت له ظروف التعاون مع غيره، والقليل إلى القليل كثير، والضعيف إذا ساند الضعيف قوى، ومن هنا تظل الحاجة إلى التعاون ماسة عبر الزمن. يروي إسحاق بن عمّار أنّه سمع الإمام الصادق عليه السلام يقول: (يأتي على الناس زمان من سأل الناس عاش، ومن سكت مات، قلت: فما أصنع إنّ أدركت ذلك الزمان؟ قال عليه السلام: تعينهم بما عندك، فإن لم تجد فبجاهك). فالدعوة إلى التعاون ـ إذن ـ لازمة مهما تغير الزمان، وتعاقبت الأجيال، وتغيرت العادات والتقاليد واختلفت الظروف. أما الإحسان فهو قيمة عليا تؤدي إلى تنمية روح التكافل، وتطلق الفرد من عقال الأنا أو (الذات) إلى مدارات اجتماعية رحبة، وتجعله متضامناً مع إخوته وأبناء جنسه. وحقيقة الإحسان: هي التطوع بأعمال الخير التي لم يلزم بها الشارع المقدس. إن الإنسان المحسن هو الذي يمارس العطاء المالي، أو يبذل جهوداً إضافية في خدمة الناس، والقرآن يحثّ على ذلك بقوله: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ” (النحل 90). فنجد العطاء هنا مقروناً بالإحسان، ونجد دائرة القرابة هي الأقرب من حيث الاستحقاق. يقول الإمام علي عليه السلام: (رأس الإيمان الإحسان إلى الناس). وعنه عليه السلام: (نِعمَ زاد المعاد الإحسان إلى العباد). وكان آل البيت عليه السلام: يحثون أتباعهم على الإحسان بقدر الاستطاعة انطلاقا من حرصهم الدائم على توفير الأجواء المعيشية الكريمة بعيداً عن مبدأ الرّبح والخسارة الذي يشكل حجر الزاوية في الحضارة المادية المعاصرة. ومن الشواهد ذات الدلالة على تنمية أهل البيت عليه السلام: للشعور الاجتماعي تجاه المؤمنين، ما قاله الإمام الصادق عليه السلام: (لأن أطعم مؤمناً محتاجاً أحبّ إليّ من أن أزوره، ولأن أزوره أحبّ إليّ من أن أعتق عشر رقاب). إذن هنالك أولوية وتقدم رتبي لبعض أعمال الإحسان على بعض، وإنّ لكلِّ عمل خيري ثوابه الخاص به حسب أهميته وبمقدار ما يدخله من نفع أو خدمة على المؤمنين، والمثير في الأمر هنا أنّ الإمام الصادق عليه السلام ينظر إلى قضية الإحسان من منظار أعمق وأرحب، فهو يرى أنّ فضل المحتاجين عند الإحسان إليهم يكون أعظم من فضل المحسنين أنفسهم. تمعّن جيداً في المحاورة التالية: عن حسين بن نعيم الصحّاف قال: قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: (أتحبّ إخوانك يا حسين؟ قلت: نعم، قال: تنفع فقراءهم؟ قلت: نعم، قال: أما إنه يحقّ عليك أن تحبّ من يحبّ الله، أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه. أتدعوهم إلى منزلك؟ قلت: نعم، ما آكل إلاّ ومعي منهم الرجلان والثلاثة والأقلّ والأكثر، فقال أبو عبد الله: أما إنّ فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت: أطعمهم طعامي وأوطئهم رحلي ويكون فضلهم عليّ أعظم؟ قال: نعم، إنّهم إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك، وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك). هكذا أراد الإسلام العظيم أن يتّخذ المسلمون ـ أفراداً وجماعات ـ منهجاً جديداً تجاه مسألة التكافل، يسوده الشعور بأداء الواجب، لكي تتحرّك علاقاتهم في المجتمع الإسلامي في إطار يفتح فيه مجتمعهم نافذة واسعة للمحرومين من أبنائه ليطلّوا من خلالها على الحياة ويسهموا في بنائها، وعندئذ سينطلق الكلّ في خدمة القوّة الاجتماعية التي تحمي للمجتمع الإسلامي حياته وتساعده على نموّه وازدهاره، وإلاّ سادته الأنانية الجشعة حتى يفقد توازنه الاجتماعي وينتهي به الأمر إلى ضعفه وتدهوره لفقده عنصر التماسك المطلوب.

عن الألوكة الشرعية التكافل الاجتماعي للكاتب عبدالكريم بن صنيتان: خصال الخيْر وصنائع المعروف التي حثَّ الإسلام على فِعْلها مُتَعَدِّدة الطرُق، واسعة الأبواب، فالمجتمع الإسلامي تتهيَّأ فيه الفرَص لأعمال الخير والإحسان، وبذْل المعروف للإخوان. وما أعظمَ الأجرَ الذي ينالُه مَن يسعى في قضاء حاجة إخوانه، ويفرج كُرَب أقاربه وخِلاَّنه إذ ينالُ ذلك الثواب في موقف هو أحوج فيه للحسنات، يوم يقف بين يدي رب الأرباب، يوم العرض والحساب، حيث يشمل كل عمل قام به نحو المحتاجين، ومَن ضاقتْ عليهم أحوالهم، سواء يسَّرَ عليه في قضاء دينه، أو سدده عنه، أو فَكَّ ضائقته، أو شفع له عند مَن يعينه، أو سهل له مهمته، قال: (مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَنْ فَرَّج عن مسلم كربةً، فرَّج الله عنه بِها كربةً من كرَب يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة). وبيَّن أنَّ من عباد الله مَن أوجد الله فيه صفة مساعدة إخوانه، وقضاء مصالحهم، وتلمس احتياجاتهم، ولذلك فإنَّ هؤلاء يلجؤون إليه بعد الله تعالى لعونهم ومساعدتهم، فقد رُويَ عنه أنه قال: (إن لله أقوامًا يختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم فحوَّلها إلى غيرهم). إن مساعدة الآخرين وعونهم التي دعا الإسلام إليها لا تتوقَّف عند حدٍّ، ولا تختص بقريب أو صديق، ولا بوقت دون آخر، بل كلَّما سنحت الفرصةُ للعوْن والمساعدة، وكان المسلم قادرًا على فعلها وقضائها، فحريٌّ به أن يسارعَ إلى تقديمها، فإن ذلك مما يؤلِّف القلوب، ويقرب النفوس، ويضفي على العلاقات رباطًا قويًّا من المودَّة والمحبة والأنس، كما قيل: أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبَهُمُ * فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إِحْسَانُ   مَنْ كَانَ لِلْخَيْرِ مَنَّاعًا فَلَيْسَ لَهُ * عَلَى الحَقِيقَةِ إِخْوَانٌ وَخِلاَّنُ   أَحْسِنْ إِذَا كَانَ إِمْكَانٌ وَمَقْدِرَةٌ * فَلَنْ يَدُومَ عَلَى الإِنْسَانِ إِمْكَانُ. ورد عن الحسن بن علي رضي الله عنهما: أنه قال في الحث على قضاء الحوائج وبذل المعروف: “نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغارم، ولا تحتسبوا بمعروف لَم تُعَجِّلوه، ولا تكسبوا بالمطل ذمًّا، واعلموا أن حوائج الناس من نعَم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتكون نقمًا، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه، وإن أعفى الناس مَن عفا عمن قدر عليه، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين”. ن على كلِّ قادر على بذل المعروف، وقضاء حاجة أخيه المسلم، أو المساعدة في ذلك والمشاركة فيه – أن يسهمَ على قدر جهده وطاقته ومكانته، وأن يحتسبَ أجرَ ذلك عند الله تعالى.قال: (تَلَقَّت الملائكة روحَ رجل ممن كان قبلكم، فقالوا: أعملتَ من الخير شيئًا؟ قال: لا، قالوا: تذكَّر، قال: كنتُ أداين الناس، فآمُر فِتْياني أن ينْظِروا المعسر، ويتجاوزوا عن الموسر، قال: قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه، فتجاوزوا عنه). لكن الخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة، وفي الناس من زرَع الله في أفئدتهم محبة الضعفاء والمساكين، وإعانة ذوي الحاجات والمعوزين، ومسح دموع اليتامى والمساكين، وجبر خواطر الأرامل والثكالى والمكلومين، كتب الله لهم الأجر والمثوبة، وتقبَّل منهم ما قدّمت أيديهم، ورفع مكانتهم، وأعلى قدرهم ومنزلتهم.

عن صفحة محمد محمد جابر: العين الدولية تتشرف بلقاء سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله وتحظى ببركة دعائه وتوجيهاته السديدة. تشرفت مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية الدولية بلقاء سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله في زيارة ميمونة أجراها أعضاء المؤتمر الدولي، الذي ضم كلًّا من المشرف العام على المؤسسة ونائبه، وممثل المرجعية الدينية العليا في محافظة المثنى، ورئيس المؤسسة الدولية، بالإضافة إلى ممثلي المكاتب الأعضاء المنتشرة حول العالم. خلال اللقاء، استمع الوفد إلى توجيهات سماحته السديدة ونصائحه القيمة التي حثّت على تعزيز وتطوير العمل الخيري. كما أشاد سماحته بالجهود المبذولة من قبل المؤسسة في خدمة الأيتام والمحتاجين، وعبّر عن دعمه المستمر لها، مشيرًا إلى أهمية أن تظل خدمات المؤسسة محكومة بالقيم الإنسانية النبيلة التي تبنتها، وداعياً العاملين فيها إلى المزيد من التفاني والإنجاز في هذا المضمار. من جانبهم، عبّر أعضاء الوفد عن خالص شكرهم وامتنانهم لسماحته على دعمه المتواصل وتوجيهاته السديدة، مؤكدين على التزامهم الراسخ بمواصلة الخدمة بكل إخلاص وتفانٍ، ومضاعفة الجهود لتوسيع نطاق الدعم ليشمل المزيد من الأيتام والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.

عن شبكة أخبار الناصرية بتأريخ 2017 الشيخ الناصري يدعو لتشكيل لجنة لدراسة سلم رواتب الموظفين في العراق: بارك خطيب وإمام الجمعة في الناصرية، سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري،بمسجد الشيخ عباس الكبير في وسط الناصرية، اليوم الجمعة، للحكومة الاتحادية باتخاذها قرارا بزيادة رواتب العمال، معتبرها خطوة بالاتجاه الصحيح. وقال الناصري في الخطبة الثانية من صلاة، أن قرار مجلس الوزراء الأخير بتحديد أجور رواتب العمال بـ 350 الف دينار كحد ادنى هو خطوة بالاتجاه الصحيح في تحقيق العدالة والمساواة بين الموظفين. ودعا الناصري الى تشكيل لجنة لدراسة سلم رواتب الموظفين في العراق، واتخاذ هذه الدراسة في إنصاف الموظف العراقي. وفي سياق آخر، تطرق سماحته الى بعض الظواهر السلبية في المجتمع  معتبرا تلك الظواهر لها تأثيرا سلبيا على الشباب، داعيا الأب والمدرس والخطيب للتعاون بهذا الشأن. وأضاف، إن على الأب اذا تلقى دعوة من المدرسة أو الجامعة أو سمع دعوة من خطيب بحضور الأبناء الى الجامع، عليه التفاعل مع تلك الدعوات، وان الجميع يشترك في تحمل المسؤولية، مؤكدا على الجميع مناقشة القضايا والظواهر التي يعيشها المجتمع بدلا من مناقشة القضايا الغير مهمة.