اخر الاخبار

المغرب عليهم ليس بالرقيب

المغرب عليهم ليس بالرقيب

قاس : مصطفى منيغ

يُشغِلونَ بما يُبعِد عن المفيد ، يُشعِرون البسطاء أن الأسباب كامنة فيهم وعنهم لا تحيد ، يشعلون فتيل المراوغات بأسلوب ظنوه فريد ، إلى أن عمَّهم ما حسبوه إليهم عائد ، يُصَعِّب التكيُّف معه التعقيد ، مادام المتدبر في إحاطته بما يولِّد الحيرة عنيد ، إذ ليست تلك النوعية من السلطة المتسلطة الأذكى بل مَن يُقابلها يؤكد ، أن المغاربة بحر من النبوغ مُتجدِّد ، يوفرون الحركة المفصلية لليوم الموعود ، ليتم الحاصل في لمح البرق ذي البريق المحدَّد بالكافي من الزمن المَحدود ، ولهؤلاء الراقصين جل الليالي مع مجون بعض النوادي في عصرٍ بالمفاسد يسود ، تكون الصحوة نهاية ذاك الغد من فجره بالبشائر المُنتَظَرَةِ ممدود ، الطالع عليهم بحقيقة نسوا حكمتها “صبر المظلوم نهايته نصر معلوم” على من اتخذوه ذات يوم كأحقر ما في العبيد من عبد مربوط بألعن قيود ، لو كان للمغرب حكومة خدمتها للشعب على قدر ما لها من رصيد ، تصرفه  بالحسنى استثمارا يراعي المصلحة العامة وليس ذاك المفرد الخارج عن السرب بما كسبه يُغَرِّد ، لكان الوطن كغيره من بلاد المسلمين يومه في عيد ، ولما كان الجفاف وحده السبب من حرمان المغاربة ليكون كل واحد في بيته السيد وليس لما لا يقتنع به منفذ ، فما أُفْرِغَت الدنيا من الأكباش إن كانت خزينة مثل الحكومة لها من أموال الشعب ما توضع رهن حاجيات الشعب بدل إرضاء (مهما سمت بهم المناصب الحاكمة هم في الحق مجرد بضع) أفراد ، تمكنوا من إفقار معظم الشعب ليظلوا أصحاب (بدل العيد الواحد) سلسلة أعياد.

… من الناس عن ملَلٍ في التكرار انسحبوا مؤقتاً للوراء تاركين فيهم الأمل يقود ، ومهما أظهروا اللباقة السياسية في حديثهم يخفون الترقُّب المحمود ، المُغلَّف بطبقة تكييف ما يغلى في الصدور ما دام للحقبة الحالية ما يلائمها من الصمود ، المُغيَّب في محاضر الرقباء الحاضر وقتما الظرف بتنشيطه يجود ، لا بأس من التريث حتى يضيق الغرب بمن داخله موجود ، يقتات من عرق المقهورين في بلد أعظم ما فيها عقول سلاحهم الحكمة ومقاومتهم سلام وإرادتهم متى أرادت اجتازت كل الحدود ، ومع ذلك تقدِّم السماحة وتهدي للطغاة كل أشكال الورود ، عساهم يستيقظون من فوضى تصرُّفٍ أكلَ عليه الدهر وحاصرت غيهم كل السدود ، وآن الأوان لتنطفئ حرارتهم ويذوب صنيعهم ذوبان دخان الروث  بين زوابع رياح مَن تُدخْله في جوفها فهو معدوم ولحالته الأولى غير مردود.  

      مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي