اخر الاخبار

لهذه الاسباب ..تخفيض تصنيف بروكسل الائتماني يثير موجة قلق سياسية

أثار إعلان وكالة ستاندرد آند بورز يوم الجمعة عن تخفيض التصنيف الائتماني لمنطقة بروكسل، مع إرفاقه بنظرة مستقبلية سلبية، موجة ردود فعل قوية في الأوساط السياسية البلجيكية.

وبينما ترى بعض الأحزاب في القرار إنذارًا صارخًا يتطلب تحركًا عاجلًا، اعتبر آخرون أن التخفيض كان متوقعًا نتيجة لسياسات مالية غير مسؤولة دامت لسنوات.

في مقدمة الأصوات المنتقدة، عبّر كريستوف دي بوكيلير، زعيم كتلة “المنخرطين” في برلمان بروكسل، عن قلقه العميق، معتبرًا أن القرار يضع المنطقة في “حلقة مفرغة تهدد استقرارها المالي”.
وأضاف أن هذا التخفيض “سيزيد من تكلفة الديون التي تتحملها بروكسل”، مما سيضغط على الميزانية ويُضعف من قدرة الحكومة المقبلة على المناورة.

أما النائب بنيامين دال عن حزب CD&V، فقد وصف الوضع بأنه “منحدر مالي خطير”، محذرًا من أن التوقعات السلبية المصاحبة لهذا القرار قد تُمهّد لمزيد من التخفيضات ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية.

وأكد أن عدم التصحيح السريع للمسار المالي الحالي قد يقود بروكسل إلى “سيناريو شبيه بالأزمة اليونانية في قلب أوروبا”.

في هذا السياق، دعا كل من دي بوكيلير ودال بشكل عاجل إلى تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات، قادرة على استعادة ثقة المؤسسات المالية.

وأكدا أن المهمة الأساسية لأي حكومة مقبلة يجب أن تكون إرساء مسار مالي موثوق وهيكلي، يتطلب إرادة سياسية قوية وقرارات شجاعة. وفي رأي بنيامين دال، لم يعد من الممكن تأجيل المفاوضات، بل يجب تسريعها لضمان استقرار مالي وسياسي يُعيد بروكسل إلى المسار الصحيح.

أما التحالف الوطني الفلمنكي (N-VA)، فلم يبد أي مفاجأة من قرار ستاندرد آند بورز. بل اعتبر زعيم كتلته في برلمان بروكسل، جيل فيرستراتن، أن القرار هو “النتيجة المنطقية لسنوات من سوء الإدارة وسياسات الميزانية الكارثية”، موجّهًا أصابع الاتهام مباشرة إلى حكومة فيرفورت الثالثة، التي وصف أداءها بـ”الفشل التام”.

وفقًا لفيرستراتن، فإن الوضع المالي للمنطقة كارثي بالفعل، إذ يُتوقع أن يبلغ العجز 1.4 مليار يورو، بينما تلامس نسبة الدين 242% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو رقم مقلق يعكس هشاشة الوضع المالي ويهدد بزيادة عبء الفوائد المالية على بروكسل. “في الحقيقة، المنطقة على حافة الإفلاس”، أعلن النائب دون مواربة.

كما انتقد فيرستراتن حالة الشلل السياسي التي تعيشها بروكسل بعد الانتخابات، مؤكدًا أن “كل يوم تقضيه بروكسل من دون حكومة يُكلفها المزيد من المصداقية والمال”. وألقى باللوم على بعض الأحزاب، التي تمتنع عن بدء المفاوضات بسبب رفضها التحالف مع N-VA، في إشارة مبطنة إلى الحزب الاشتراكي، الذي يرفض الدخول في مفاوضات تشكيل حكومة مع الحزب القومي الفلمنكي.

وفي هذا الإطار، تدخلت الوزيرة الفلمنكية لشؤون بروكسل، سيلتجي فان أختر، والمفاوضة باسم N-VA، لتوجه نداءً مباشرًا: “هل يمكننا أخيرًا بدء المفاوضات والتخلي عن حق النقض غير المُبرر؟ بروكسل بحاجة إلى إصلاحات وسياسة ميزانية جادة، واليوم أفضل من الغد”.

بلجيكا 24