اخر الاخبار

مبادرة الشيخ الناصري والقرآن الكريم: صانع القرار (ما لها من قرار) (ح 55)‎

د. فاضل حسن شريف

عن شبكة المعارف الاسلامية الثقافية كيف تتحقق الدقة في اتخاذ القرارات؟: يعتبر اتخاذ القرار، خصوصاً في الأمور الإدارية والقيادية، أمراً حساساً ومؤثراً جداً على النتائج المتوخاة. وتوجد ضوابط يمكن من خلال مراعاتها الخروج بقرارات جيدة ودقيقة. من هنا، ينبغي أن يراعي القرار عدة أمور أهمها: العنصر الأوّل: أن يكون القرار سديداً صالحاً: ولإحراز ذلك لا بدّ من اتخاذ القرار بالتأنّي والدراسة المعمّقة والنظر في أبعاده فلا يكون القرار هشّاً سريعاً كردّ فعل للظروف الطارئة التي تستفزّ المسؤولين فتضطرّهم لاتخاذ القرار المستعجل. بل يجب التخطيط الدقيق وإجراء مقارنة بين احتمالات الخسارة واحتمالات النجاح. يروى أنّه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أوصني، فقال صلى الله عليه وآله وسلم “فهل أنت مستوص إن أوصيتك”؟ حتى قال ذلك ثلاثاً. وفي كلّها يقول الرجل: نعم يا رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “فإنّي أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن يك رشداً فأمضه وإن يك غيّاً فانته عنه”. وعن أمير المؤمنين عليه السلام: “من تورّط في أمر بغير نظر إلى عواقبه فقد تعرّض للنوائب”. وعنه عليه السلام قال لعبد الله بن جندب: “وقِفْ عند كلّ أمر حتى تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم”.  فالقرار ليس أمراً شخصياً لكي يغامر القائد باتخاذه وتنفيذه، بل يشمل مصير الأمّة والجماعة برمّتها. ومن هنا يأمر أمير المؤمنين عليه السلام المسؤولين بالتدبٌّر الشديد قبل الندم من التسرُّع في القرار بقوله: “التدبُّر قبل العمل يؤمنك من الندم”.

قال الله تعالى عن قرار ومشتقاتها “وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ” ﴿المؤمنون 50﴾ ذات قرار اي يستقر فيه ويعمر، وَمَعِينٍ: وَ حرف عطف، مَعِينٍ اسم. المعين: الماء الجاري الظاهر المنكشف. وَمَعِينٍ: نبع الماء الجاري وهو النهر. ذات قرار أي يستقر فيه ويعمر. وجعلنا عيسى بن مريم وأمه علامة دالة على قدرتنا؛ إذ خلقناه من غير أب، وجعلنا لهما مأوى في مكان مرتفع من الأرض، مستوٍ للاستقرار عليه، فيه خصوبة وماء جار ظاهر للعيون. و “وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ” ﴿ابراهيم 26﴾ قرار اسم اي ثبات وسكن، و”جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ الْقَرَارُ” ﴿ابراهيم 29﴾ القرار اي المقر،”ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ” ﴿المؤمنون 13﴾ قرار مكين اي الرحم، و”أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ” ﴿النمل 61﴾ الارض قرارا اي ساكنة لا تهتز، و”قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ” ﴿ص 60﴾ القرار اي المقر او المصير، و”يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ” ﴿غافر 39﴾ دار القرار اي دار الاقامة الابدية، و”اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ” ﴿غافر 64﴾ الارض قرارا اي مستقرا للعيش، و”فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ” ﴿المرسلات 21﴾ قرار مكين اي الرحم، و”وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا” ﴿الأحزاب 33﴾ قرن في بيوتكن اي ألزمن بيوتكن، و”مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ” ﴿الحج 5﴾ ونقر: الواو حرف عطف، نقر فعل، نقر في الارحام اي نبقي في الرحم الجنين حيا اذا شاء الله سبحانه.

عن موقع لينكد إن الاسترشاد بالسنة النبوية في اتخاذ القرار: تعد عملية اتخاذ القرار من أصعب المواقف التي يقع فيها الفرد في مختلف مراحل الحياة المختلفة، فعند الرغبة في التخطيط لأي شيء في حياتك أو أثناء اتخاذ موقف يتعلق بمصير البلاد يجد الشخص نفسه مدفوعاَ إلى اتخاذ القرار بداية من أول خطوة وهي تحديد الهدف وكيفية الوصول إليه والانتهاء باختيار أفضل الطرق لمواصلة العمل على تحقيق الهدف. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فيجب على الشخص أن يقوم بالبحث عن الاحتمالات التي تواجهه عند اتخاذ أي نوع من القرارات ثم يقوم باختيار أفضلها، ويكون الاختيار الأفضل ناتج عن الدراسة الشاملة للموضوع من جميع جوانبه حتى لا يكون اختيارا عشوائيا. من هنا يتضح لنا أن اتخاذ القرار له أهمية بالغة، إذ إنه بالدراسة الجيدة يجنب صاحبه المشاكل الكبيرة التي يمكن أن تنشأ عن اتخاذ القرار الخطأ، خاصة وأن اتخاذه لا يقف عند لحظة واحدة، بل هو متجدد ويتابع صاحبة أثره في الواقع، ويمكن له تعديله في أي مرحلة وبهذه الطريقة التي نشير إليها يكون القرار المتخذ معقولا، وأثره يكون إيجابيا مما يؤدي إلى نجاح العمل المراد تحقيقه. هل تعرف كيف كان يتخذ أفضل الخلق محمد صل الله عليه وسلم قراراته؟ دعونا نناقش أهمية الموضوع وكيف كانت خطواته في السنة النبوية الشريفة ونحاول إبراز أهم الطرق التي سلكها رسول الله صل الله عليه وسلم في اتخاذ القرار.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن قرار “وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ” ﴿ابراهيم 26﴾ و الكلمة “الخبيثة ” هي كلمة الكفر و الشرك، و هي القول السي‌ء و الردي‌ء، و هي البرنامج الضالّ و المنحرف، و الناس الخبثاء، و الخلاصة: هي كلّ خبيث و نجس. و من البديهي انّ مثل هذه الشجرة ليس لها اصل، ولا نمو ولا تكامل و لا ثمار و لا ظلّ و لا ثبات و لا استقرار، بل هي قطعة خشبيّة لا تصلح الّا للاشتعال. بل اكثر من ذلك هي قاطعة للطريق و تزاحم السائرين و أحيانا تؤذي الناس. و من الطريف انّ القرآن الكريم فصل الحديث في وصف الشجرة الطيّبة بينما اكتفى في وصف الشجرة الخبيثة بجملة قصيرة واحدة “اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ” (ابراهيم 26)، و هذا نوع من لطافة البيان ان يتابع الإنسان جميع خصوصيات ذكر المحبوب بينما يمرّ بسرعة في جملة واحدة بذكر المبغوض. و مرّة اخرى نجد المفسّرين اختلفوا في تفسير الشجرة الخبيثة، و هل لها واقع خارجي؟ قال البعض: انّها شجرة الحنظل و التي لها ثمار مرّة و رديئة. و اعتقد آخرون انّها الكشوت و هي نوع من الأعشاب المعقّدة التي تنبت في الصحراء و لها اشواك قصيرة تلتفّ حولها و ليس لها جذر ولا أوراق. و بما انّ الآيات السابقة جسّدت حال الايمان و الكفر، الطيّب و الخبيث من خلال مثالين صريحين.

جاء في صفحة مركز التضامن للاعلام: خطيب جمعة الناصرية: ينتقد بعض المسؤولين في الدوائر الخدمية لعدم القيام بواجبهم اثناء سقوط الامطار بتأريخ  2018/11/16 : انتقد خطيب وإمام الجمعة في الناصرية،الشيخ محمد مهدي الناصري، بعض المسؤولين في الدوائر الخدمية لعدم القيام بواجبهم أثناء سقوط الأمطار مطالبا المحافظ ورئيس مجلس المحافظة بمتابعة الدوائر الخدمية  بشكل جدي. وذكـر الشيخ الناصري في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي حضرها مراسل “مركز التضامن للإعلام، عدة قضايا مهمة، منها النظر في سلم الرواتب واصحاب العقود والاجور اليومية،والخلل الكائن في الدوائر الخدمية من عدم القيام بالواجب اثناء سقوط الامطار وموقف القضاء من بعض القضايا العشائرية المؤثرة سلبا على المجتمع،والمواقف الانساني لبعض الاطباء والصيادلة في تعاملهم مع الفقراء. وبين الشيخ الناصري، ان قضية سلم الرواتب تشكل نقطة سلبية بين أبناء المجمتع مما تولد حقدا بين أبناء الطبقات،مطالبا الحكومة بالنظر بجدية لسلم الرواتب ازالة الفوارق الكبيرة بين الموظفين. وأشار الى اصحاب العقود والاجور اليومية، متسائلا عن دور الحكومة  في ابقاء اصحاب العقود على هذه الحالة لمدة عشرة سنوات،مؤكدا ان تلك القضايا، تخلق الفجوة بين المواطن والحكومة.  وأنتقد الشيخ الناصري، بعض المسؤولين عن الخلل في الدوائر الخدمية من عدم القيام بواجبهم اثناء سقوط الامطار، مشيرا في الوقت نفسه الى رفضهم للاستماع الى آراء المواطنين في العديد من القضايا ذات الشأن. وطالب من المحافظ ورئيس مجلس المحافظة بمتابعة تلك الدوائر بشكل جدي في تنفيذ الخدمات، مشيرا الى امكانية تقسيم المحافظة ومتابعته. وأكــد، انسجامه  مع قرار القضاء الأخير بشأن بعض السلبيات العشائرية  التي تؤثر سلبا على المجتمع وان القرار الاخير منسجما مع العقل والشرع واحترام النظام والقانون. ولفت الشيخ الناصري، الى المواقف الانسانية لبعض الاطباء والصيادلة  في دعم الفقراء والمحتاجين سائلا الله تعالى لهم التوفيق والسداد، مؤكدا ان تلك الرعاية والاهتمام تنجسم مع أصحاب تلك المهن الانسانية، مذكرا بعض الأطباء والصيادلة مواقف الابتزاز من الفقراء والمحتاجين الغير انسانية.