المصالح الاستعمارية سبب الحروب، نعيم الخفاجي
كل الحروب التي وقعت عبر تاريخ البشرية، تجد أسبابها تدور حول سرقة واستعباد الآخرين، على مستوى القبائل والشعوب والدول، تتعدد الحروب، وتتنوع أسبابها.
موضوع أسباب اندلاع الحروب، حصل على بحث من قبل الباحثين والمختصين بعلوم الاجتماع والفلسفة، وأبحاثهم وضعت نظريات متعددة لأسباب نشوب الحروب، الفلاسفة وعلماء الاجتماع تحدثوا عن ذلك بالعالم الغربي، أما العالم العربي لم يتطرقوا لأسباب اندلاع الحروب، لأنهم يعتبرون الغزو والسلب والكذب والتدليس ذكاء وشجاعة.
من الفلاسفة الذين تحدثوا عن ذلك، على سبيل المثال النظرية الماركسية والتي نشأت بالغرب من خلال الفيلسوف الألماني كارل ماركس مؤسس النظرية الماركسية، ترى أن
الحروب تحدث نتيجة للصراع الطبقي، ما بين أصحاب المال فئة البرجوازية رجال الأعمال ومابين الطبقات العمالية والتي تسمى في البروليتاريا، تقسيم المجتمع إلى طبقات مستفيدة وطبقات محرومة على مستوى أي بلد يفتح المجال لتشويه سمعة الطبقات السياسية الحاكمة، وللاسف استعملت القوى الاستعمارية واذنابهم الطائفيين من بعثيين اراذل ووهابيين تكفيريين لزرع الفرقة والخلاف بين أوساط أبناء المكون الشيعي العراقي بشكل خاص، رغم أن فساد ساسة السنة وبقية الشركاء، اكثر ملايين المرات من ماهو موجود لدى الشيعة، يوجد ايضا فرق بعض المسؤولين الشيعة يعمل ضد أبناء طائقته في إيجاد وسائل إلى حرمان الشيعي من حقه التي تحتاج موافقة هذا المسؤول الظالم والغبي.
علماء النفس والاجتماع اوجدوا الكثير من النظريات لتشخيص أسباب نشوب الحروب، وقالوا أن نزعة الحروب متأصلة في طبيعة الإنسان، وأنها نتيجة للتنافس على البقاء.
مؤتمر كامبل الذي عقدته دول الاستعمار الغربي قسموا العالم إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى أسياد العالم أوروبا وأمريكا، الفئة الثانية الصين واليابان وجنوب شرق آسيا، لا تتعارض حضارتهم مع قيم الحضارة الاوربية، لذلك يتم اعطائهم العلوم والتكنولوجيا، أما العرب فهم أعداء الحضارة الغربية، يجب تقسيمهم، وزجهم بصراعات قومية ومذهبية، ودعم أنظمة تعمل لصالح الغرب، تضطهد الشعوب العربية، ومنع أي محاولة لتوحيد الشعوب العربية والإسلامية.
خططوا وقسموا العالم، وجعلوا العرب في أسفل السافلين، وسخروا من زعيم العرب والعالم السني مفتي مكة شريف حسين، وبعدها سلموه إلى عبدالعزيز ال سعود وقطعان الوهابية، وقتلوا عشرات آلاف من رجاله.
إسرائيل القاعدة الامامية إلى أمريكا وحلف الناتو بالشرق الاوسط، تم دعم اليهود من قبل السوفيت وأمريكا والعالم الغربي لإنشاء هذه الدولة بالشرق الاوسط، وتقصدوا في عدم إيجاد حل الدولتين لتبقى منطقتنا تشهد صراعات لاستنزاف وسرقة ثروات الشعوب العربية، وإشعال الحروب الطائفية وماشاء الله ساحتنا العربية تنفتح شهيتهم اذا كان الضحايا شيعة روافض واكراد وامازيغ ومسيح كفرة…….الخ.
ماحدث من جرائم ابادة بالعراق وسوريا يصل إلى استئصال وتطهير عرقي، المجاميع الاخوانية الوهابية السنية عندما سيطرت على الأراضي في سوريا ومناطق غرب العراق وبعض مناطق الشمال والوسط، ابادوا كل القرى والبلدات الشيعية والايزيدية والمسيحية والكاكائية بطرق همجية قل نظيرها بالتاريخ.
انطلقت التنظيمات الاخوانية الوهابية السنية من منطلقات عقائدية دينية، كل جرائم القتل اجازوها وفق تفسيرهم إلى آيات قرآنية وعززوها بأحاديث عن رسول الله ص وسلفهم الطالح، لنكون صريحين نفس الآيات والأحاديث التي استند لها السنة بقتل الشيعة واليهود والمسيح والايزيديين وغيرهم هي موجودة لدى أتباع الديانات الاخرى، لكن انفرد الشيعة عن كل اتباع الديانات حيث أوجدوا تعطيل الحدود ولاتطبق إلا تحت ظل نبي أو أمام معصوم، لذلك تم تعطيل كل فقه إقامة الحدود، لأنه لايوجد النبي محمد ص بيننا اليوم ولايوجد الإمام المعصوم وهو الإمام المهدي، لذلك كل أمور إقامة الحدود معطلة لدى الشيعة، ولا قيمة لها وإن وجدت فتاوى تخص ذلك، فهي مجرد للدراسة وليس للتطبيق، على عكس الإسلام السني من حق أي شخص عنده لحية معفنة وإن كان منكوح فهو يصبح شيخ ويصدر فتاوى وعلى قطعان الأمة تنفيذ فتاوى هذا الشيخ المنكوح الفاقد للشرف.
الحرب الدائرة في غزة والشرق الأوسط والعالم تنطلق من منطلقات عقائدية دينية، نتنياهو يمثل يمين ديني متطرف بشهادة القوى اليهودية المعتدلة واليسارية، نتنياهو يعتقد أن استعمال القوة المفرطة بقتل اطفال ونساء اعدائه، انه ينفذ أوامر الرب له في استعباد بقية بني البشر ليكونوا عبيد إلى بني صهيون، ترامب متدين يميني يرى فرض الجزية على كل شعوب البشرية حق طبيعي له، وياويل الذي يرفض أن يكون بقرة حلوب وخاصة إذا كان الرافض من أبناء الدول العربية والإسلامية، يقوم بالفتك بهم.
للأسف مفهوم الحضارة الإنسانية والعدالة انتهى، وخاصة بعد تسليم الشعب الأفغاني مرة ثانية لحكم منظمة طالبان المتطرفة، والأنكى شاهدنا كيف تم دعم الذباح المجرم الجولاني السفياني ليحكم سوريا ويصبح رئيس الجمهورية العربية السورية، ويوميا نشاهد عرض صور العشرات من نساء الشيعة العلويين يتم خطفهن وسبيهن واهدائهن كجواري إلى قادة واعضاء التنظيمات الاخوانية الوهابية التكفيرية في سوريا، عالم تحكمه مصالح، انفقدت القيم الانسانية، لذلك ساحتنا تبقى ساحة صراعات.
على قادة القوى السياسية الشيعية العراقية بالقليل التعاون وتوحيد الخطاب السياسي للتصدي وإفشال مخططات الأعداء، المشكلة القوى الطائفية تقتل كل من هو شيعي، يعتبرون جرائم القتل عمل مستحب وعظيم ينالون عليه الأجر والثواب العظيم من ربهم الشاب الأمرد الذي ينزل كل ليلة جمعة للأرض على حمار أسود لتفقد رعيته بالأرض هههههه الله خالق كل شيء معقولة ينزل على مطي أسود ههههه في الثلث الأخير من ليلة الجمعة، ماعرفنا ليلة الجمعة بالشرق الأوسط ام ليلة الجمعة في أمريكا والتي تتأخر عشر ساعات عن الليل بالشرق الاوسط ههههههه.
القيم الحضارية هي السبيل الوحيد للعيش المحترم، الله عز وجل وصف رسوله انا بعثناك رحمة للعالمين، وفي آية أخرى وإنك لعلى خلق عظيم، هذا النموذج الراقي يتحقق قريبا في دولة الأمام المهدي، ونحن نعيش على أعتاب دولته العادلة مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
