اخر الاخبار

مشاريع تغير الشرق الأوسط صعبة، نعيم الخفاجي‎

مشاريع تغير الشرق الأوسط صعبة، نعيم الخفاجي

شعوب الشرق الأوسط ضحية مقررات دول الاستعمار الغربي المسمى في مقررات ( مؤتمر كامبل) الذي قسم دول العالم إلى ثلاث مجموعات، العرب وأفريقيا حصتهم المجموعة الثالثة، اتفقوا على تجزئتهم وزرع الحروب والفتن والصراعات بين شعوبهم، اصلا أراضيهم هي خصبة للصراعات القومية والمذهبية والقبلية، من مقررات كامبل، دعم أنظمة ظالمة لاضطهاد أبناء  الشعوب العربية والافريقية والمسلمة  المغلوب على أمرها.

بالتأكيد شعوب الشرق الأوسط تطمح في وجود تغيير حقيقي، يتم إنشاء دول ديمقراطية تحكم من خلال مؤسسات دستورية وليس من خلال حكام تنتخبهم أجهزة المخابرات والاستخبارات للدول الاستعمارية، يدعمون الاشرار للفتك بالشعوب، وإيهاب الثروات لدول الاستعمار.

دائما نسمع تصريحات تصدر من نتنياهو حول تغيير الشرق الأوسط، والعمل على إعادة تشكيله حسب ما هو يريده، نتنياهو بشهادة القوى اليهودية اليسارية والليبرالية يمثل تيار يميني ديني متطرف، فكيف يريد إعادة تشكيل صياغة الشرق الأوسط، رأينا كيف دعم زعيم تنظيم القاعدة والنصرة الجولاني السفياني ليكون رئيسا إلى سوريا، فهل قدر الشعب السوري يخلص من نظام بعثي ويكون البديل رئيس جمهورية ذباح ومتزعم في تنظيم النصرة فرع القاعدة الوهابي التكفيري في سوريا.

تغير النظام في سوريا لم يجلب الأمن إلى اسرائيل، طموحات نتنياهو في فرض سلام وتطبيع بالقوة على الشعوب العربية والاسلامية بالشرق الاوسط مصيره الفشل، ودليل على جشعه وتطرفه، نعم سقط النظام في سوريا، كان ممكن إلى إسرائيل العمل على فرض صيغة جديدة للحكم في سوريا من خلال انشاء دويلات في سوريا، أو سوريا موحدة فدرالية، سوريا دولة مجاورة إلى إسرائيل، ومهمة إلى أمن اسرائيل، لكن رأينا  نتنياهو شن حروب ضد دول كثيرة بعيدة عن حدود اسرائيل، ظنا منه، إنه يستثمر حالة الصراعات القومية والمذهبية في تدمير دول لها تاريخ حضاري تاريخي كبير بالشرق الأوسط، منذ آلاف السنين.

أطماع نتنياهو سوف تجعله يخسر كل شيء وبما فيها سوريا، لأنه يفكر في طريقة تدمير كل شعوب ودول الشرق الاوسط، ظنا منه أن مشروعه ينجح، وهذا الظن مجرد أوهام.

هجوم نتنياهو وبموافقة من صديقه الاعور الدجال على ايران، بوقت كانت تجرى مفاوضات، مضاف إلى ذلك إيران موقعه على عدم انتشار الأسلحة النووية، بينما نتنياهو لديه أسلحة نووية وغير موقع على اتفاقيات عدم انتشار الأسلحة النووية، هذا التصرف دليل على نفاق العالم، وكذب دعم الشعوب العربية والشرق الأوسطية في ترسيخ الديمقراطية.

مجازر قتل شعب غزة الوحشية أعطت انطباع للغالبية الساحقة من أبناء شعوب عالم الجنوب بكذب شعارات حفظ دماء الأطفال والنساء الأبرياء، اذا كان الشعب اليهودي تعرضوا للظلم والاضطهاد، وهم فعلا تعرضوا للظلم والقتل،  يفترض عليهم قبول العيش المشترك مع شعوب الشرق الأوسط بسلام، والكف عن محاولة إذلال كل شعوب العرب والمسلمين وفرض تطبيع بالقوة، مصر أول دولة وقعت على السلام مع إسرائيل ولازال غالبية الشعب المصري ضد التطبيع، يفترض الكف عن أسلوب الحروب، وفتح مجالات التعاون الاقتصادي، فلسطين سلمت لبني صهيون بتوافق من السوفيت وأمريكا والناتو وحكام العرب، لذلك واجب على أمريكا والغرب إيجاد حل الدولتين، أو بالقليل إسكان الفلسطينيين في شمال مدينة تبوك السعودية، صحاري السعودية واسعة، وعبدالعزيز ال سعود وصل للحكم من خلال توقيعه على وعد بلفور، قال لابأس في إعطاء كل فلسطين لليهود المساكين، ولي العهد السعودي رجل سلام، لايمانع من إعطاء الشريط الحدودي بشمال تبوك إلى الفلسطينيين، ويتم اسكانهم بهذا الشريط،  ويوصلون لهم طريق عبر الشريط الحدودي السعودي الأردني إلى جزء صغير من الضفة الغربية لمدينة جنين معقل الرئيس الهمام محمود عباس، ونخلص من قوانة فلسطين التي باعها أهلها العرب السنة،  بكل الاحوال العرب يستحقون ماحل بهم،  اضطهدوا مواطنيهم بسبب المذهب والدين والقومية، لذلك الرب العظيم سلط عليهم نتنياهو وشارون وموشي ديان ليسقوهم من نفس الكأس.

انا لست حزين على الذي جرى على الدول العربية، هم من فعلوا ذلك بأنفسهم، مواقفهم دنيئة، ياويل الذي يتبنى قضاياهم، يقفون مع نتنياهو لكي يدمروه، استطاعت أمريكا واسرائيل دعم ما يسمى في ثورات الربيع لعمل التغيير بالشرق الأوسط وفق مصالحهم، دعموا  ثورات في دول عربية ذات انظمة جمهورية رفضت التطبيع مع اسرائيل، لذلك اسقطوا هذه الأنظمة ليس لنشر الديمقراطية والحرية، ولو كان هناك فعلا دعم ديمقراطية لوجدوا حل منصف يعطي الفلسطينيين جزء صغير من أراضيهم لإقامة دولة لهم لإنهاء كل هذه المآسي، الربيع العربي كان كذبة، استهدف  سوريا واليمن والسودان وليبيا،  ومنع الربيع أن يصل إلى البحرين والسعودية ههههه رغم أن مطالب شعب البحرين ليس إسقاط النظام، وإنما لتحويل النظام إلى نظام ملكي دستوري، يبقى الملك بمنصبه مثل ملوك الدنمارك والسويد وبريطانيا.

غزوة السنوار كانت مخترقة من الموساد، الهدف كان كبير، بحيث نتنياهو ضحى في الأسرى اليهود بسابقة جديدة لم تحدث سابقا، وهذا دليل ان مشروع نتنياهو كبير يستحق التضحية بحياة الأسرى اليهود لدى منظمة حماس الإخوانية.

ورد بالأثر، قصة،  أن زعيم قوم عمل وليمة وقام بذبح شاة كبيرة، اعطوا تقسيم هذه الشاة إلى رجل أحمق  يقوم في توزيع لحم الشاة على الضيوف، قالوا له أول مرة خذ حصتك من الشاة، الأخ أخذ لحم الشاة كله له، ورفض يعطي البقية، اخذ لحم الشاة كلها له، وضعنا بالشرق الاوسط، توجد إمكانية في إيجاد تغيير في سوريا المجاورة إلى إسرائيل، لكن نتنياهو طمع في تدمير شعوب عربية ومسلمة بعيدة عن حدود اسرائيل، لذلك بالاخير سوف يخسر نتنياهو حتى سوريا بالمستقبل القريب، نحن في انتظار تجدد القتال مع إيران مرة ثانية وبعدها مرة ثالثة مع خالص التحية والتقدير .

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.