د. فاضل حسن شريف
جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ” قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ” وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ” (البقرة 215) “يسألونك” يا محمد “ماذا ينفقون” أي الذي ينفقونه والسائل عمرو بن الجموح وكان شيخاً ذا مال فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عما ينفق وعلى من ينفق، “قل” لهم “ما أنفقتم من خير” بيان لما شامل للقليل والكثير وفيه بيان المنفق الذي هو أحد شقي السؤال وأجاب عن المصرف الذي هو الشق الآخر بقوله: “فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل” أي هم أولى به “وما تفعلوا من خير” إنفاق أو غيره، “فإن الله به عليم” فمجاز عليه.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ” ﴿البقرة 215﴾ قوله تعالى: “يبين لنا ما هي” وقوله تعالى: “إنها بقرة لا ذلول”، سؤال وجواب جاريان على أصل اللغة، وهو السؤال عما يعرف الشيء ويخصه والجواب بذلك. وأما قول القائل: إن الماهية لما كانت معلومة تعين حمل ما على السؤال عن الكيفية دون الماهية فهومن أوضح الخطأ، فإن ذلك لا يوجب تغير معنى الكلمة مما وضع له إلى غيره. ويتلوهما في الغرابة قول من يقول: إن السؤال كان عن الأمرين جميعا: ما ينفقون؟ وأين ينفقون فذكر أحد السؤالين وحذف الآخر، وهو السؤال الثاني لدلالة الجواب عليه! وهو كما ترى. وكيف كان لا ينبغي الشك في أن في الآية تحويلا ما للجواب إلى جواب آخر تنبيها على أن الأحق هو السؤال عن من ينفق عليهم، وإلا فكون الإنفاق من الخير والمال ظاهر، والتحول من معنى إلى آخر للتنبيه على ما ينبغي التحول إليه والاشتغال به كثير الورود في القرآن، وهومن ألطف الصنائع المختصة به كقوله تعالى: “وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ” (البقرة: 171) وقوله تعالى: ” مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ ” (آل عمران: 117) وقوله تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ” (البقرة: 261)، وقوله تعالى: “يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” (الشعراء: 88، 89)، وقوله تعالى: “قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا” (الفرقان: 57)، وقوله تعالى: “سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ” (الصافات: 159، 160)، إلى غير ذلك من كرائم الآيات. قوله تعالى: “وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم”، في تبديل الإنفاق من فعل الخير هاهنا كتبديل المال من الخير في أول الآية إيماء إلى أن الإنفاق وإن كان مندوبا إليه من قليل المال وكثيره، غير أنه ينبغي أن يكون خيرا يتعلق به الرغبة وتقع عليه المحبة كما قال تعالى: “لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ” (آل عمران: 92)، وكما قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ” (البقرة 267). وإيماء إلى أن الإنفاق ينبغي أن لا يكون على نحو الشر كالإنفاق بالمن والأذى كما قال تعالى: “ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى” (البقرة 262)، وقوله تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ” (البقرة 219).
جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى “مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ” ﴿الصافات 25﴾ ﴾ تَنَاصَرُونَ: تَنَاصَرُ فعل، ونَ ضمير، ما لكم لا تناصرون: لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا ويقال لهم، ويقال لهم توبيخًا: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضًا؟ و جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ” ﴿الصافات 25﴾ أي لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم تفعلونه في الدنيا فتستعينون به على حوائجكم ومقاصدكم.
عن وكالة أنباء الحوزة العتبة العلوية المقدسة تخصّص مركزاً لاستقبال العوائل اللبنانية النازحة بتأريخ 28 أيلول 2024: استقبل مركز الإمام علي (ع) التابع للعتبة العلوية المقدسة باستقبال النازحين من لبنان القادمين إلى النجف الأشرف. وكالة أنباء الحوزة – باشر مركز الإمام علي (ع) التابع للعتبة العلوية المقدسة (المقر الرئيسي للجنة دعم الشعب اللبناني) باستقبال النازحين القادمين إلى النجف الأشرف وتسجيلهم وفق الآلية التي وضعتها اللجنة. وتحدّث عضو لجنة دعم الشعب اللبناني قائلًا: “باشر المركز باستقبال العوائل النازحة من الشعب اللبناني الواصلة الى مطار النجف الأشرف في مركز خاص أُقيم لهذا الغرض، ويتم نقلهم إلى المقر واستقبالهم من قبل اللجنة المُشكّلة لإجراء عملية التسجيل وفق استمارة خاصة بالنازحين لحفظ بياناتهم. بعدها، يتم نقلهم إلى الفنادق ومدن الزائرين ودور الضيافة التي هيأتها العتبة المقدسة. إذ تُقدَّم الضيافة والرعاية الصحية والدواء للمرضى وتُوفر كافة المستلزمات حتى عودتهم إلى بلدهم سالمين.” يُذكر أن العتبة العلوية المقدسة أعلنت عن فتح جميع فنادقها ومدن الزائرين التابعة لها لاستقبال النازحين اللبنانيين، وتشكيل لجنة خاصة للإشراف على تقديم الخدمات اللازمة للعوائل المستضافة، مع تخصيص أرقام هواتف للتواصل وتنسيق عمليات الاستقبال والإقامة.