اخر الاخبار

اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 36)‎

د. فاضل حسن شريف

عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: و كانت نتيجة صلف و عناد بني إسرائيل أنّهم لاقوا عقابهم، إذ استجاب اللّه دعاء نبيه موسى عليه السّلام، فحرم عليهم دخول الأرض المقدسة، المليئة بالخيرات مدّة أربعين عاما، و في هذا المجال تقول الآية القرآنية الكريمة: قالَ “فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً” (المائدة 26) و زادهم عذابا إذ كتب عليهم التيه و الضياع في البراري و القفار طيلة تلك الفترة، حيث تقول الآية في ذلك: “يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ” (المائدة 26) و قد سميت الصحراء التي تاه فيها بنو إسرائيل باسم (التيه) أيضا، و كانت جزءا من صحراء سيناء، كما ذكرنا في الجزء الأوّل من تفسيرنا هذا. بعد ذلك تذكر الآية أنّ ما نال بني إسرائيل من عذاب في تلك المدة، كان مناسبا لما فعلوه، و تطلب من موسى عليه السّلام أن لا يحزن على المصير الذي لا قوه حيث تقول الآية الكريمة: فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ‌. و ربما كان سبب ورود الجملة الأخيرة، هو أنّ موسى عليه السّلام قد ثارت عاطفته بعد أن علم بالعذاب الذي كتبه اللّه على بني إسرائيل، فطلب من اللّه العفو لقومه- كما ورد في التوراة المتداولة- فأجابه برد سريع أوضح له أن بني إسرائيل يستحقون ذلك العذاب، و هم لا يستحقون العفو الإلهي لأنّهم أناس فاسقون و عصاة، متكبرون، و من كان هذا شأنه سيلاقي حتما مثل هذا المصير. و يجب الأنتباه إلى أنّ حرمان بني إسرائيل من الدخول إلى الأرض المقدسة، لم يكن له طابع للأنتقام كما أن جميع العقوبات الإلهية ليس فيها طابع انتقامي، بل هي إما أن تكون لأجل تقويم شخصية الفرد، أو تكون نتيجة لأخطائه و معاصيه. و قد اشتمل هذا الحرمان على فلسفة خاصّة، حيث تحرر بنو إسرائيل بعد معاناة طويلة قاسوها في ظل الكبت و القمع الفرعوني اللذين خلفا فيهم عقد الإحساس باحتقار النفس و الذل و الضعة و النقص، لذلك فهم لم يبدوا استعدادا لتطهير أنفسهم و أرواحهم في تلك الفترة بعد التحرر و في ظل قيادة و زعامة نبيّهم موسى عليه السّلام كما لم يكونوا مستعدين لتلك القفزة المعنوية التي كان من شأنها أن تهي‌ء لهم حياة جديدة مقرونة بالفخر و العز و السؤدد، و جوابهم لموسى عليه السّلام- الذي اشتمل على رفضهم الدخول إلى ميدان الجهاد التحرري في الأرض المقدسة- خير دليل على هذه الحقيقة. لذلك كان من الضروري أن يعاني بنو إسرائيل من التيه و الضياع في الصحراء، ليزول الجيل الضعيف العاجز منهم بشكل تدريجي و ليحل محله جيل جديد في محيط الصحراء، محيط الحرية و في أحضان التعاليم الإلهية، و قد صقلت نفوسهم حياة الصحراء القاسية الضارية، و وهبت لأرواحهم و أنفسهم القوة و القدرة، و أعدتهم لخوض غمار ذلك الجهاد ليقيموا حكومة الحق في تلك الأرض المقدسة.

جاء في موسوعة التفسير الموضوعي عن اليهود: الفرق بين بني إسرائيل واليهود: بنو إسرائيل: هم ذرية سيدنا يعقوب عليه السلام، فإسرائيل هو اسم سيدنا يعقوب. (اتفق المفسرون على أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، ومعناه: عبدالله، لأن (إسرا) في لغتهم هو العبد و(إيل) هو الله، وقيل: إن له اسمين. وقيل: إسرائيل لقب له. وهو اسم أعجمي غير منصرف). ولعل الفرق يتضح جليًّا بين مصطلحي اليهود وبني إسرائيل من خلال آيات القرآن الكريم: فلقد ذكر مصطلح (بني إسرائيل) إحدى وأربعين مرةً في القرآن الكريم، والمتتبع للآيات التي ذكر فيها بنو إسرائيل في القرآن الكريم يجد أن ذكرهم قد قصد به أزمان وأوقات مختلفة: فآية واحدة فقط تحدثت عن بني إسرائيل قبل زمن سيدنا موسى عليه السلام، بقوله تعالى: “كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ” (آل عمران 93). ونصف الآيات التي ذكر فيها مصطلح (بني إسرائيل) قصدت الذين عاصروا سيدنا موسى عليه السلام، ومثال ذلك قوله تعالى: “وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ” (الأعراف 138). وهناك بعض الآيات تحدثت عن بني إسرائيل بعد عهد سيدنا موسى عليه السلام، كقوله تعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ” (البقرة 246). وقوله سبحانه: “لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” (المائدة 78). كما أن هناك بعض الآيات التي تحدثت عن بني إسرائيل الذين عاصروا سيدنا عيسى عليه السلام، كقوله سبحانه: “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ” (المائدة 72). ومن الآيات ما تحدثت عن بني إسرائيل الذين عاشوا زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كقوله سبحانه: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ” (النمل 76). ولقد ذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (يقول تعالى مخبرًا عن كتابه العزيز، وما اشتمل عليه من الهدى والبينات والفرقان، أنه يقص على بني إسرائيل -وهم حملة التوراة والأنجيل- أكثر الذي هم فيه يختلفون، كاختلافهم في عيسى وتباينهم فيه، فاليهود افتروا، والنصارى غلوا، فجاء إليهم القرآن بالقول الوسط الحق العدل، أنه عبد من عباد الله وأنبيائه ورسله الكرام عليه أفضل الصلاة والسلام، كما قال تعالى: “ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ” (مريم 34)).

جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم ‌السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن النبي إسحاق عليه السلام: هو أحد أنبياء الله تعالى، وهو ابن النبي إبراهيم وأخو النبي إسماعيل، والجد الأعلى لبني إسرائيل، والكثير من الأنبياء من ذريته، منهم: يعقوب، ويوسف، وداود، وسليمان، وموسى، وهو من الذين ورد اسمهم ونبوتهم في القرآن الكريم. بناء على ما ورد في التوراة والمصادر السنية أن ذبيح الله هو إسحاق، ولكن يعتقد الشيعة أن إسماعيل الابن الآخر لإبراهيم هو ذبيح الله. ولد إسحاق حينما تقدم والداه في العمر، فبلغ سن أبيه عند ولادته 100 سنة وأمه 90 سنة، وذكر القرآن أنهما بُشِّرا بولادته قبل ولادته، ثمّ أصبح نبيا بعد وفاة أخيه إسماعيل. سيرته الذاتية: إسحاق هو ابن النبي إبراهيمعليه السلام من زوجته سارة “وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ” (هود 71) وُلد في فلسطين، وعاش فيها، وكانت ولادته بعد النبي إسماعيل بخمس سنوات، وكان أبوه آنذاك قد بلغ 100 سنة من عمره وأمّه قد بلغت 90 سنة. إسحاق مفردة عبرية تعني الضاحك، وقيل إنها عربية. تزوج إسحاق في الأربعين من عمره من رفقة، فرُزقا توأمين عيص ويعقوب. هو جدّ بني إسرائيل. اليسع عليه السلام، هو أحد أنبياء بني إسرائيل الذي أُرسل نبياً بعد النبي إلياس عليه السلام. ذُكر اسمه مرتين في القرآن الكريم، كما تناول الكتاب المقدس شخصيته بشكلٍ مفصّل. يعتبر بعض المفسرين أن اليسع مرتبط بشخصيات أخرى كالخضر ويوشع وذي الكفل.