اخر الاخبار
ذكرى ولادة الإمام المهدي (عج): أمل الإنسانية ونور الهداية

تحل علينا في الخامس عشر من شعبان ذكرى ولادة الإمام المهدي، الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وهو اليوم الذي يختزن في جوهره معاني الأمل والعدل والانتظار. هذه المناسبة لا تقتصر على كونها حدثًا تاريخيًا، بل تمثل محطة تأملية في مسيرة الإنسانية، حيث يترسخ الاعتقاد بالمنقذ الموعود الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا.
الولادة المباركة: تجسيد للوعد الإلهي
وُلِد الإمام المهدي (عج) في سنة 255 هـ في سامراء، في ظل ظروف معقدة فرضتها السلطة العباسية التي كانت تترصد أي حركة قد تؤدي إلى ظهور الإمام الذي وعد به النبي محمد (ص) وأهل البيت (ع). كانت ولادته محاطة بالسرية والتكتم، إلا أن الروايات الموثقة تؤكد أن والده، الإمام الحسن العسكري (ع)، أعد المؤمنين لاستقبال هذا الحدث العظيم وأعلن عن ولادة ابنه المبارك لبعض أصحابه الموثوقين.
الغيبة: مرحلة الإعداد الإلهي
عاش الإمام المهدي (عج) فترة قصيرة تحت رعاية والده، وبعد استشهاد الإمام الحسن العسكري (ع)، انتقلت قيادة الأمة إليه وهو في سن الخامسة. بدأت عندها مرحلة “الغيبة الصغرى”، حيث تواصل مع شيعته عبر نوابه الأربعة، الذين كانوا حلقة الوصل بينه وبين الأمة. استمرت هذه المرحلة نحو سبعين عامًا، حتى انتقلت الأمة إلى “الغيبة الكبرى”، التي لا يزال يعيشها العالم حتى يومنا هذا، حيث تنتظر البشرية الظهور المبارك.
الإمام المهدي في الفكر الإسلامي والعالمي
فكرة المنقذ والمصلح ليست حكرًا على الإسلام فحسب، بل نجدها في مختلف الديانات والثقافات، حيث تتحدث النصوص الدينية والفلسفية عن مخلّص سيظهر في آخر الزمان ليعيد التوازن إلى العالم. إلا أن ما يميز العقيدة المهدوية في الإسلام هو تحديدها لشخصية هذا المنقذ بوضوح، وارتباطه بسلسلة الأنبياء والأئمة، مما يجعل القضية المهدوية جزءًا أصيلًا من العقيدة الإسلامية.
الانتظار الفعّال: مسؤولية المؤمنين في عصر الغيبة
الانتظار للإمام المهدي (عج) ليس حالة سلبية أو مجرد ترقب للأحداث، بل هو انتظار إيجابي يتجسد في العمل من أجل تحقيق القيم التي سيحملها الإمام عند ظهوره. فالإصلاح الاجتماعي، ومواجهة الظلم، وتعزيز العدالة، هي من أبرز سمات المؤمن المنتظر، الذي يكون بحق جزءًا من التمهيد لدولة الحق الإلهي.
نور الأمل في زمن الظلمات