د. فاضل حسن شريف
قال الله تعالى في سورة البقرة التي فيها مواضع ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي “وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ” (البقرة 55)، “فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ” (البقرة 59)، “وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ” (البقرة 60)، “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (البقرة 62)، “فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) لِلْمُتَّقِينَ” (البقرة 66).
جاء في موقع موضوع عن الفرق بين النون والتنوين للكاتبة براءة أبو محمد: حروف اللغة العربيّة اللغة العربية مليئة بالحروف والأصوات والكلمات والمفردات والمعاني، وفي اللغة حروف تُنطق ولا تُكتَب وحروفٌ تكتَب ولا تُنطق، ومنها (النون والتنوين) فالمعروف أن النون حرف أصلي وأن التنوين نون ساكنة زائدة، وسنفرّق في هذا المقال بين النون والتنوين مع الاستشهاد بأمثلة توضح ذلك الفرق بين النون والتنوين ذكرنا أن النون هو حرف أصلي والتنوين زائد ويمكن حذفه ويظهر ذلك جليًّا عند الوقف. لو نظرنا إلى الكلمات التي تحتها خط في المثال الآتي: ” مَنْزِلُ جدّتي دافئٌ وواسعٌ ” لوجدنا أن الكلمة الأولى وهي (منزل) احتوت على نون ساكنة في منتصف الكلمة ولو أردنا أن نحذفها لاختلّ معنى الكلمة فلو قلنا “مزل” تكون كلمة خاطئة، لذلك فالنون هنا حرف أصلي لا يمكن الاستغناء عنه، ولو نظرنا إلى كلمتيّ دافئٌ وواسعٌ، لوجدنا أن كلًّا منهما تنهتي بتنوين ضم، ولو أردنا أن نحذف التنوين فالمعنى صحيح والكلمة لم تختلف في تركيبها، فلو قلنا (دافئ، واسع) هي كلمات صحيحة لا يوجد فيها أي خطأ، لذلك فالتنوين هنا زائد ويمكن الاستغناء عنه. أيضًا جاء التنوين في الكلمات السابقة في نهاية الكلمة وعلى رأس الحرف الأخير (دافئٌ، واسعٌ) وقد جاء منفصلًا عن الكلمة، أما كلمة (مَنْزل) فالنون جاءت في منتصف الكلمة وقد تأتي في نهاية الكلمة مثل: (مازن، وحنان) وقد جاءت متصلة في الكلمة. ونلاحظ أن (دافئٌ وواسعٌ) هي عبارة عن أسماء، فالتنوين لا يدخل إلا على الأسماء، أما النون فهي تدخل على الأسماء كما في المثال السابق (منزل) والأفعال مثل: (أَمِنَ) والحروف مثل: (مِن، عَن)، ولو وقفنا على كلمة (واسعٌ) في نهاية الجملة فسيظهر لنا أن التنوين قد اختفى مع الوقف، أما في حرف النون فلو وقفنا على كلمة (السابقون) فالنون موجودة وثابتة، لذلك نستطيع القول إن النون هي حرف والتنوين هو حركة وصوت.
تنوين الضم ( ٌ ) فوق الحرف: يدل على أن الحرف منون بالضم نحو (الدال) في: ﴿أَحَدٌ﴾ (الإخلاص 1). تنوين الفتح ( ً ) فوق الحرف: يدل على أن الحرف منون بالفتح نحو (الواو) في: ﴿كُفُوًا﴾ (الإخلاص 4). تنوين الكسر ( ٍ ) تحت الحرف: يدل على أن الحرف منون بالكسر نحو (الدال) في: ﴿حَاسِدٍ﴾ (الفلق 5). قال الله تعالى في سورة البقرة التي فيها مواضع ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي “وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ” (البقرة 67)، “ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي عند الوصل) وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ (ادغام و اخفاء نون تنوين الكسر مع الحرف التالي) عَمَّا تَعْمَلُونَ” (البقرة 74)، “فَوَيْلٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) قَلِيلًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) فَوَيْلٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ” (البقرة 79).
جاء عن معهد آفاق التيسير للكاتبة نورة الأمين: عادات القرآن: -حقيق على المفسر دراسة عادات القرآن من نظمه وكلمه. أمثلة على بعض العادات: – كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر. قالها ابن عباس وذكرها الطبري عن الضحاك أيضا. -ما سمى الله مطرا في القرآن إلا عذابا، كما قال تعالى: “وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا”. قاله بان عيينة في صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال. -كل ما جاء من “يا أيها الناس” فالمقصود به أهل مكة المشركون. ذكره ابن عباس. -في القرآن معان لا تفترق، مثل الصلاة والزكاة، والجوع والخوف، والجنة والنار، والرغبة والرهبة، والمهاجرين والأنصار، والجن والإنس. ذكره الجاحظ في البيان. وزاد المؤلف: والنفع والضر، والسماء والأرض. – ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد، وما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة. ذكره صاحب الكشاف وفخر الدين الرازي. -إذا ذكر القرآن أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف أتبعها إما بالإلهيات وإما بشرح أحوال الأنبياء وأحوال القيامة ليصير ذلك مؤكدا لما تقدم ذكره من التكاليف والشرائع. ذكره فخر الدين الرازي. -أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة كقوله تعالى: “بل متعت هؤلاء وآباءهم”. -إذا حكى القرآن المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى، انظر قوله تعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها” إلى قوله: “أنبئهم بأسمائهم”.
قال الله تعالى في سورة البقرة التي فيها مواضع ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي “وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة 80)، “بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” (البقرة 81)، “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ” (البقرة 83)، “ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ (ادغام و اخفاء نون تنوين الكسر مع الحرف التالي عند الوصل) الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ (ادغام و اخفاء نون تنوين الكسر مع الحرف التالي عند الوصل) فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” (البقرة 85).