عزى ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري العالم الإسلامي بوفاة السيد خديجة ويقول:
1 كانت السيدة خديجة مثال المرأة الصالحة المؤمنة التي ضحت بما تملكه في سبيل لله
2 لقد كان زواج النبي(ص) بخديجة نقطة تحول في حياته المباركة حيث وجد فيها السند والعون
في ذكرى وفاتها اليوم العاشر من شهر رمضان في السنة الثالثة قبل الهجرة، نتوقف لتذكر سيرة السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام، تلك المرأة العظيمة التي كانت أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله، وأول من وقف بجانبه في دعوته، ومن بذل كل ما يملك في سبيل نصرة الإسلام فضربت المثل الأعلى في الوفاء والإخلاص واستحق بذلك أن تكون إحدى أفضل نساء العالمين.
كانت السيدة خديجة تنتمي إلى أسرة شريفة في مكة، فهي بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.كانت تُعرف قبل الإسلام بلقب “الطاهرة”، و”سيدة قريش” وكانت أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا أي وأحسنهم جمالا فقد كانت تاجرة ذات ثراء واسع، تدير أعمالها بذكاء وحكمة، مما جعلها واحدة من أبرز شخصيات مكة.
وعندما بلغ النبي صلى الله عليه وآله الخامسة والعشرين من عمره، تزوج بالسيدة خديجة، التي كانت تكبره بخمسة عشر عامًا. كان هذا الزواج المبارك نقطة تحول في حياة النبي، حيث وجد في خديجة السند والعون. وقد رُوي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله:( ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة (عليها السلام))وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفك من مالها الغارم والعاني ويحمل الكل، ويعطي في النائبة، ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم الهجرة،
وكانت خديجة عليها السلام أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله من النساء وعندما نزل الوحي على النبي لأول مرة في غار حراء، عاد إلى خديجة مرتعدًا، فقالت له: “والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم،وتحمل الكل، وتكسب المعدم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.” هذه الكلمات كانت بمثابة البلسم لقلب النبي صلى الله عليه وآله، وأظهرت مدى إيمانها العميق به.
لم تكن خديجة عليها السلام مجرد زوجة للنبي، بل كانت شريكته في الدعوة. فقد بذلت كل ما تملك من مال في سبيل نصرة الإسلام، وكانت تتحمل مع النبي أعباء الدعوة في أصعب الظروف ولهذا كان لها مكانة خاصة في قلب النبي صلى الله عليه وآله وروي عن بعض نساء النبي(ص) أنها قالت: كان رسول الله (ص) لا يكاد يخرج من بيته حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزا، فقد أبدلك الله خيرا منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال:(لا والله ما أبدلني خيرا منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء).
توفيت السيدة خديجة عليها السلام في السنة العاشرة للبعثة، بعد أن عاشت حياة مليئة بالإيمان والتضحية. كان وفاتها خسارة كبيرة للنبي صلى الله عليه وآله، حيث فقد فيها السند الروحي والمادي. وقد سُمي ذلك العام “عام الحزن” لما أصاب النبي من حزن شديد على فراقها.
لقد السيدة خديجة عليها السلام كانت مثالًا للمرأة المؤمنة التي ضحت بكل ما تملك في سبيل دينها وزوجها. كانت أول من آمن بالنبي، وأول من وقف بجانبه في دعوته، وأول من بذلت مالها في سبيل الله. فسلام عليها يوم وُلدت، ويوم ماتت، ويوم تُبعث حية.
(السَّلامُ عَلَيْك يَا أُم الْمُؤْمِنِين،السلام عليك يا زوجة سيد المرسلين السلام عليك يا أم فاطمة سيدة نساء العالمين السَّلامُ عَلَيْكِ يَا أَوَّل المؤمنات، السَّلامُ عَلَيْكِ يَا مَنْ بأنفقت مَالَهَا فِي نصرة سيد الأنبياء،ونصرته ما استطاعت ودافعت عنه الأعداء ، السلام عليك يا من سلم عليهاجبرئيل ، وبلغها السلام من الله الجليل ، فهنيئا لك بما أولاك الله من فضل ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته).