اخر الاخبار

إحياء اليوم الثامن عشر من شهر رمضان المبارك مساء الثلاثاء الذي يقيمه مسجد الإمام الحسين عليه السلام بمدينة تورونتو الكندية

د. فاضل حسن شريف

إحياء اليوم الثامن عشر من شهر رمضان المبارك مساء الثلاثاء الذي يقيمه مسجد الإمام الحسين عليه السلام بمدينة تورونتو الكندية:

ابتدأ بقراءة الجزء التاسع عشر من القرآن الكريم صفحة لكل حاضر فدعاء الافتتاح فمحاضرة الشيخ حسن العامري بعنوان (مظلومية الإمام علي عليه السلام) وأذن لصلاة المغرب وتناول الحضور مأدبة إفطار مؤسس المسجد الحاج عطا علي، وبعدها صلاة ركعتين ليلة 19 رمضان وتسبيحات ورفع المصاحف لليلة القدر الأولى ثم قراءة دعاء الجوشن الكبير.:

بسم الله الرحمن الرحيم “وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ” (النحل 89) نعى الشيخ العامري بداية ونهاية محاضرته بمناسبة جرح الامام علي عليه السلام بعدها قال: بينت هذه الآية المباركة أن القرآن الكريم تبيان لكل شيء في الوجود. والسؤال هل أن القرآن نفسه يبين كل شيء أم الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده يبين ذلك؟ والجواب هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده يبين ويوضح ما ورد في القرآن. والرسل وأوصيائهم هم الذين يحملون علم القرآن “لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ” (الحديد 25) الهدف هو نشر العدل أو القسط.

بين الله تعالى للبشر أن لا يتحاكموا الا بحكم الكتاب أو القرآن “فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ” (يونس 32) فاما الحكم بالحق والا فهو ضلال. فبعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فان أمير المؤمنين عليه السلام هو الوصي والذي يبين حكم القرآن الحق ولكن القوم اختلفوا في الرجوع الى الحق فذهبوا الى هذا أو ذاك كما اشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله (أفأمرهم الله تعالى بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه أم أنزل الله سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له، فلهم أن يقولوا، وعليه أن يرضى أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول عن تبليغه وأدائه، والله سبحانه يقول: “ما فرطنا في الكتاب من شئ” (الأنعام 38)، وفيه تبيان كل شئ، وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا، وأنه لا اختلاف فيه، فقال سبحانه: “ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا” (النساء 82). وإن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به.).

كان علي عليه السلام أعلم الناس بعد النبي محمد محمد صلى الله عليه وآله وسلم بشهادة المذاهب الاسلامية حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إن الله عز وجل أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي. و أنزلت هذه الآية: “وتعيها اذن واعية” (الحاقة 12) فأنت الاذن الواعية. والاذن الواعية أي الاذن التي تعي العلم فلا يصدر منها الا الحق.

قال الامام علي عليه السلام: (وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة. وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره، ويكنفني إلى فراشه، ويمسني جسده ويشمني عرفه. وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه. وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره. ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به. ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما. أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه).

بعد كل هذا يستبدل علي عليه السلام بمعاوية ليصبح كاتب الوحي وهو ان اسلم فرضا فقد حصل ذلك في فتح مكة عام 8 هجرية ولم يتصل بالنبي محمد صلى الله عليه وآله 20 سنة قبل ذلك خلال نزول الوحي فكيف أصبح الكاتب خلال هذه السنوات وقد ورد في الحديث: أن معاوية يموت على غير ملتي.

النبي محمد صلى الله عليه وآله هو معلم علي عليه السلام حيث يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها على فكتبتها بخطي، وعلمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، ودعا الله عز وجل أن يعلمني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب الله عز وجل.

جاء في الحديث الشريف: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: علي مع القرآن والقرآن مع علي. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: أنا أقاتل على تنزيل القرآن، وعلي يقاتل على تأويل القرآن. ويقول الإمام علي عليه السلام: سلوني عن القرآن أخبركم عن آياته فيمن نزلت، وأين نزلت.

فعلي عليه السلام أخذ علم القرآن الرسول صلى الله عليه وسلم منذ نزول الرسالة “وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ” (الشعراء 214) حيث رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أنت خليفتي على أمتي من بعدي. وعلي عليه السلام نزلت بحقه آيات قرآنية عديدة منها المباهلة والتطهير وخير البرية والمودة، بالاضافة الى أحاديث كثيرة منها الثقلين والسفينة ومن كنت مولاه والطائر. كل ذلك فان القوم جحدوا عليا عليه السلام “وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا” (النمل 14). جاء في الحديث الشريف: سدوا الأبواب إلا باب علي. وقال صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه‎.

بعد كل هذا في ليلة من شهر رمضان الفضيل نفذ المتآمرون جريمتهم بضرب الامام علي عليه السلام عن طريق ابن ملجم وهو في محرابه يصلي فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.