د. فاضل حسن شريف
صلاة الجمعة لليوم الحادي والعشرين من رمضان:
تحدث خطيب جمعة مسجد الإمام الحسين عليه السلام الشيخ حسن العامري بمدينة تورونتو الكندية عن موضوع (مقامات أمير المؤمنين عليه السلام) حيث قدم الشيخ العامري التعازي بمناسبة استشهاد أمير المؤمنين أسد الله الغالب عليه السلام. وقال إن الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام وعظمته يعني الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصبره “وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ” (آل عمران 61) وكما قال عنه صلى الله عليه وآله وسلم (لحمه لحمي ودمه دمي ، فهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي). وقال صلى الله عليه وآله وسلم (والذي نفسي بيده لو عمل أحدكم عمل سبعين نبيا لم يدخل الجنة حتى يحب هذا أخي عليا وولده، إن لله حقا لا يعلمه إلا أنا وعلي، وإن لي حقا لا يعلمه إلا الله وعلي، وله حق لا يعلمه إلا الله وأنا)، و (على مع الحق والحق معه يدور حيث دار ولن يفترقا حتى يردا على الحوض).
ان ايمان الامام علي عليه السلام يختلف عن إيمان الآخرين وهو القائل في صفة الله تبارك وتعالى (لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان). أن صبر وايمان وعلاقة علي عليه السلام مع الله سبحانه تختلف عن علاقة الآخرين معه سبحانه. علي عليه السلام يخاف الله والأكثر حبا له لانه الأكثر معرفة بالله سبحانه، فالشخص الذي لا يعرف الله لا يخافه ولا يحبه.
قال الإمام علي لابنه الحسن عليهما السلام عن قاتله عبد الرحمن بن ملجم عليه لعائن الله (ارفق يا ولدي بأسيرك، وارحمه، وأحسن إليه، وأشفق عليه، بحقي عليك أطعمه يا بني مما تأكله، واسقه مما تشرب)، و (فإن أنا مت، فاقتص منه بأن تقتله، وتضربه ضربة بضربة). وقال أمير المؤمنين لولديه الحسن والحسين عليهم السلام (أوصيكما بتقوى الله، وأن لا تبغيا الدنيا، وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما. وقولا بالحق، واعملا للأجر، وكونا للظالم خصما، وللمظلوم عونا).
كان علي عليه السلام في حكمه عادلا يقتص من الظالم ويعطي حق المظلوم مهما كان دينه مؤمنا أو غير مؤمن. وكان لا يفرق في العطاء الى المساكين وان كان غير مسلم فكل الناس أمامه سواسية فكان يعطي المال حسب الحاجة الى السيدة العربية والخادمة غير العربية.
يقول الامام علي عليه السلام: الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ * أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ * وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ وَإِنَّما أُمَّهاتُ الناسِ أَوعِيَةٌ * مُستَودِعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ * يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ * عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ ما كاَن يُحسِنُهُ * وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ اسماءُ وَضِدُّ كُلِّ اِمرِئٍ ما كانَ يَجهَلُهُ * وَالجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أَعداءُ.
قال الله تعالى “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” (المجادلة 11) فالامام علي عليه السلام علمه وحكمته وصفاته مهما كتب عنها الى يوم القيامة لا يستوفي حقها. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أن الأشجار أقلام والبحر مداد والجن حساب والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب.