هــنأ ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري العالم الإسلامي بقرب حلول ليلة القدر المباركة ، قائلا،إن هذه الليلة فرصة عظيمة للمؤمنين للتقرب إلى الله تعالى بالدعاء والعبادة.
ليلة القدر هي إحدى الليالي المباركة التي تتميز بمكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية،وهي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم. وقد وردت الإشارة إليها في العديد من النصوص الدينية، سواء في القرآن الكريم أو في الروايات والأحاديث الشريفة.وتعد ليلة القدر ليلة التقدير والبركة، مما يجعلها فرصة عظيمة للمؤمنين للتقرب إلى الله تعالى بالدعاء والعبادة.
وتقع هذه الليلة الشريفة في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان على الأقرب، وقد نصت بعض الروايات على أنها الليلة الثالثة والعشرون فقد ورد عن الصادق (ع) أنه قال:( إن ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان هي ليلة الجهني فيها يفرق كل امر حكيم وفيها تثبت البلايا والمنايا والآجال والارزاق والقضايا وجميع ما يحدث الله فيها إلى مثلها من الحول فطوبى لعبد أحياها راكعا وساجدا ومثل خطاياه بين عينيه ويبكى عليها فإذا فعل ذلك رجوت أن لا يخيب ان شاء الله).
ولعل السائل يسأل عن مزايا ليلة القدر فنقول:
١. تقدير الأقدار
قال الله تعالى: “فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ” . ليلة القدر هي الليلة التي يُقدّر فيها مصير الناس للعام المقبل من حياتهم من رزق أو مرض أو عمر أوغير ذلك من الأقدار التي تحدد للمؤمنين كما أشارت إليه الرواية المتقدمة.
٢. أفضل من ألف شهر
قال الله تعالى : “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ” . هذه الآية تشير إلى عظمة هذه الليلة، وأن العبادة فيها تعادل عبادة ألف شهر من الأعمار العادية. ومن هنا، ينبغي للمؤمنين أن يجتهدوا فيها بالطاعة والعمل الصالح.
٣.غفران الذنوب
في الروايات الواردة عن أهل البيت (ع)، تُذكر ليلة القدر بأنها ليلة مغفرة الذنوب. فعن النبي (ص) أنه قال:(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
٤.التحولات الروحية
تعد ليلة القدر فرصة للابتعاد عن الدنيا والانشغال بالعبادة والتضرع إلى الله، ما يساعد المؤمنين على تجديد توبتهم وتحقيق تقوى قلبية عالية.
٥.استجابة الدعاء
في ليلة القدر، تكون أبواب السماء مفتوحة والدعاء مستجاب. وقد ورد في روايات متعددة عن أهل البيت (ع) أن الدعاء في هذه الليلة له أثر عظيم في تغيير الأقدار وتوجيه الرغبات والنيات.
وعليه فمما ينبغي للمؤمن فعله في هذه الليلة ما يلي:
١.الإكثار من العبادة
يستحب للمؤمنين أن يكثروا من الصلاة، والقراءة، والذكر في هذه الليلة، وأن يتوجهوا إلى الله بالدعاء المستمر والتوبة الخالصة وقد ورد عن الإمام موسى بن جعفر(ع) أنه قال:(من اغتسل ليلة القدر وأحياها إلى طلوع الفجر خرج من ذنوبه).
٢.التضرع والدعاء للمؤمنين يستحب أن يدعو المؤمن في هذه الليلة لنفسه ولوالديه ومن له حق عليه ولعامة المسلمين.وينبغي للمؤمن الاجتهاد في الدعاء لتعجيل فرج قائم آل محمد(عج) ففي الرواية:(تكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا وقائما وقاعدا وعلى كل حال وفي الشهر كله و كيف أمكنك ومتى حضرك من دهرك تقول بعد تحميد الله تبارك وتعالى والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله): ” اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة، وفي كل ساعة وليا وحافظا وناصرا ودليلا وقائدا وعونا (وعينا) حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا).
كما ويستحب في هذه الليلة أن يدعو بما ورد عن النبي(ص): (اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني) وأن يسأل الله العافية.
٣.التوجه إلى الله بالتوبة
ليلة القدر هي فرصة عظيمة للتوبة من الذنوب والمعاصي، فينبغي على المؤمن أن يندم على ما فات وأن يطلب العفو والمغفرة من الله عز وجل، وقد قال تعالى:(يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).
إن هذه الليلة المباركة تحمل في طياتها العديد من البركات والمزايا.وهي ليلة الفرص العظيمة للتوبة والدعاء، ومغفرة الذنوب، وتغيير الأقدار.فيجب على المؤمنين أن يغتنموا هذه الفرصة فإنه محروم من حرم خيرها.
(اللهم إني أسألك فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم في الأمر الحكيم في القضاء الذي لا يرد ولا يبدل أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم المشكور سعيهم المغفور ذنوبهم المكفر عنهم سيئاتهم وأن تجعل فيما تقضي وتقدر أن تطيل عمري في خير وعافية وتوسع رزقي وأن تجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري) والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.