د. فاضل حسن شريف
هنالك كلمات مذكورة في القرآن الكريم وغير شائعة او مألوفة أو متداولة بين الناس حاليا. وعدم معرفتها او فهمها يشكل عائقا لتدبر وفهم آيات القرآن. من كلمات سورة البقرة: صيب، أندادا، أبى، يسومونكم، فرقنا، بارئكم، جهرة، المن، السلوى، قثائها، المسكنة، خاسئين، نكالا، فارض، فاقع، تثير، مسلمة، ادارئتم، عقلوه، تظاهرون، تفادوهم، قفينا، غلف، نبذ، راعنا، ثم، مثابة، صبغة، الممترين، جناح، ينعق، باغ، عاد، موص، جنفا، الرفث، تختانون، احصرتم، محله، خلاق، يشري، السلم، ظلل، الغمام، بغيا، أعنتكم، تبروا، يؤلون، تربص، فاؤا، قروء، افتدت، ضرارا، هزوا، تعضلوهن، فصالا، عرضتم، أكننتم، الموسع، قدره، المقتر، قانتين، رجالا، يذرون، الحول، متاع، يقبض، يبسط، الملأ، عسيتم، بسطة، التابوت، سكينة، خلة، سنة، يؤده، الرشد، الغي، الطاغوت، العروة، انفصام، خاوية، عروشها، يتسنه، ننشزها، صرهن، صفوان، رئاء، وابل، تغمضوا، سيماهم، يربي، يمحق، نظرة، ميسرة، يأب، يملل، يبخس، تسأموا، أدنى، يضار، فسوق، اصرا.
تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى عن صيب أي مطر نازل “أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ” (البقرة 19) “أو” مثلهم “كصيِّب” أي كأصحاب مطر وأصله صيوب من صاب يصوب أي ينزل “من السماء” السحاب “فيه” أي السحاب “ظلمات” متكاثفة “ورعد” هو الملك الموكَّل به وقيل صوته “وبرق” لمعان صوته الذي يزجره به “يجعلون” أي أصحاب الصيِّب “أصابعهم” أي أناملها “في آذانهم من” أجل “الصواعق” شدة صوت الرعد لئلا يسمعوها “حذر” خوف “الموت” من سماعها. كذلك هؤلاء: إذا نزل القرآن وفيه ذكر الكفر المشبه بالظلمات والوعيد عليه المشبه بالرعد والحجج البينة المشبهة بالبرق، يسدون آذانهم لئلا يسمعوه فيميلوا إلى الإيمان وترك دينهم وهو عندهم موت، “والله محيط بالكافرين” علماً وقدرة فلا يفوتونه.
وعن تفسير الميسر: قوله تعالى عن يسومونكم أي يذيقونكم أو يلزومونكم “وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ” (البقرة 49) يَسُومُونَكُمْ: يَسُومُ فعل، ونَ ضمير، كُمْ ضمير. يسومونكم: يُولونكم و يُلزمونكم أو يُذيقونكم، أو يُديمون تعذيبكم، و السَّوم: الدوام.. و السَّوم: الذهاب في ابتغاء شيء. يسومونكم: يكلِّفونكم ويذيقونكم. واذكروا نعمتنا عليكم حين أنقذناكم من بطش فرعون وأتباعه، وهم يُذيقونكم أشدَّ العذاب، فيُكثِرون مِن ذَبْح أبنائكم، وترك بناتكم للخدمة والامتهان. وفي ذلك اختبار لكم من ربكم، وفي إنجائكم منه نعمة عظيمة، تستوجب شكر الله تعالى في كل عصوركم و أجيالكم.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن الانداد أي أمثال لله تعالى مثل الأوثان والأصنام “الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ” (البقرة 22) قوله تعالى: “فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم تعلمون”، الأنداد جمع ند كمثل، وزنا و معنى و عدم تقييد قوله تعالى: و أنتم تعلمون بقيد خاص و جعله حالا من قوله تعالى فلا تجعلوا، يفيد التأكيد البالغ في النهي بأن الإنسان و له علم ما كيفما كان لا يجوز له أن يتخذ لله سبحانه أندادا و الحال أنه سبحانه هو الذي خلقهم و الذين من قبلهم ثم نظم النظام الكوني لرزقهم و بقائهم.
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن أبى أي امتنع “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ” (البقرة 34) أن الله تعالى أظهر فعلا دلهم به على أنه أمرهم بالسجود فإن قيل لم حكم الله بكفره مع أن من ترك السجود الآن لا يكفر قلنا لأنه جمع إلى ترك السجود خصالا من الكفر منها أنه اعتقد أن الله تعالى أمره بالقبيح و لم ير أمره بالسجود حكمة و منها أنه امتنع من السجود تكبرا و ردا على الله تعالى أمره و من تركه الآن كذلك يكفر أيضا و منها أنه استخف بنبي الله و ازدراه و هذا لا يصدر إلا من معتقد الكفر و في هذه الآية دلالة على بطلان مذهب الجبر من وجوه منها قوله ” أبى ” فدل على قدرته على السجود الذي أباه و تركه و إلا لم يصح وصفه بالآباء و منها قوله “فسجدوا” فدل على أن السجود فعلهم و منها أنه مدح الملائكة بالسجود و ذم إبليس بترك السجود و عندهم إنما لم يسجد لأنه لم يخلق فيه السجود و لا القدرة الموجبة له.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن فرقنا أي فصلنا “وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ” (البقرة 50) أي فصلنا البحر وجعلناه اثني عشر طريقا على عدد الأسباط، والباء من ( بكم ) للسببية أي بسببكم، والسبط هو ولد الولد، والأسباط من بني إسرائيل عشائر من نسل يعقوب. والخلاصة لقد كان اليهود في غاية الضعف والمذلة، وكان خصمهم في غاية القوة والعزة، فعكس اللَّه الآية على يد نبيه موسى عليه السلام فصاروا هم الأعزاء، وخصمهم الذليل، وعاينوا “وأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ” ذل من بالغ في إذلالهم، وهلاك من حاول إهلاكهم، وبهذا لزمتهم الحجة، ووجب عليهم أن يتعظوا ويعتبروا ولا يعاملوا غيرهم بما كان يعاملهم الغير. وما أشبه معاملة اليهود اليوم لعرب فلسطين بمعاملة الفراعنة لليهود من قبل. وستنعكس الآية، وتدور الدائرة على اليهود كما دارت على فرعون لا محالة، وعليهم في يد بختنصر والرومان. ان للباطل جولة، ثم يضمحل. وأعجب ما في الإنسان انه يقع في الشدائد، فإذا أنجاه اللَّه منها طغى وبغى، ونسي كل شيء. وقال كثير من أهل التفسير: ان البحر المذكور هو بحر القلزم أي البحر الأحمر.