اخر الاخبار

من منبر خطبة الجمعة في الناصرية... دعوة لتأسيس مجلس وطني لتشخيص المصلحة العامة

من على منبر خطبة الجمعة في جامع الشيخ عباس الكبير وسط مدينة الناصرية، طرح سماحة الشيخ محمد مهدي الناصري، في خطبة يوم الجمعة الموافق 18 نيسان 2025، مبادرة وطنية لافتة تمثلت في الدعوة إلى تأسيس مجلس تطوعي لتشخيص مصلحة البلد، يتألف من شخصيات كفوءة من مختلف الاختصاصات، يعمل من دون رواتب أو امتيازات.

وحدد الشيخ الناصري انطلاق هذه الفكرة من محافظة ذي قار كنواة أولى، بهدف أن تتوسع لاحقاً لتشمل عموم محافظات العراق. ويضطلع المجلس المقترح بمهمة تقييم القضايا المثيرة للجدل، وتقديم رؤية مهنية مستقلة للدولة، تنقل صوت الشارع وتوجهات الرأي العام إلى صناع القرار، بعيداً عن الضغط السياسي أو الحزبي.

ملامح المبادرة:

مجلس تطوعي غير مرتبط برواتب أو امتيازات.

يضم كفاءات علمية واجتماعية من مختلف المحافظات العراقية.

يعتمد الحياد والمهنية في تقييم القضايا الوطنية.

ينقل تطلعات الشارع إلى مؤسسات الدولة.

يساهم في تقويم القرارات المرتبكة أو المربكة للحكومة.

هدف المبادرة:

سعى سماحة الشيخ من خلال هذا المقترح إلى إنشاء مساحة مؤسسية للرأي المستقل الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويسهم في تحقيق الاستقرار ومعالجة الاحتقان الاجتماعي الناتج عن الفجوة بين الشعب والسلطة، لا سيما في قضايا مثل التمييز في سلم الرواتب الذي اعتبره “أزمة كامنة” تهدد الاستقرار الاجتماعي، وتُستغل بين الحين والآخر لخلق الفوضى.

التحديات المتوقعة:

غياب الإطار القانوني الذي يمنح المجلس صفة اعتبارية.

مخاوف من الاستغلال السياسي لفكرة المجلس.

احتمال ضعف استجابة السلطات لمقترحاته وتوصياته.

صعوبة الحفاظ على الاستقلال والحياد التام للأعضاء في ظل الانقسامات السياسية.

معالجات مقترحة:

1. تبني رسمي من قبل الحكومة أو البرلمان لتأسيس المجلس بصفة استشارية قانونية.

2. اعتماد معايير شفافة لاختيار الأعضاء، تضمن تمثيل جميع الاختصاصات والمكونات.

3. دمج ممثلين عن النقابات والمجتمع المدني في آليات الإشراف.

4. الاستفادة من الخبرات الوطنية في الداخل والخارج ضمن لجان مساندة داعمة.

5. إيجاد منصة إلكترونية تفاعلية تربط المجلس بالمواطنين ومؤسسات الدولة.

قراءة في الأبعاد:

رغم أن البعد الاجتماعي والأخلاقي لم يُذكر صراحة في الخطبة، إلا أن بعض المتابعين اعتبروا أن هذه المبادرة تفتح آفاقًا جديدة نحو تأطير العمل الوطني التشاركي وتنشيط الحس المدني، بعيداً عن الاحتكار السياسي للقرار. كما أنها تقدم نموذجًا للمواطنة الفاعلة التي تبحث عن حلول عملية دون مقابل.

وأخيراً، يبقى السؤال: هل ستلتقط الجهات الرسمية هذه المبادرة بروح مسؤولة؟ وهل تمتلك الدولة الجرأة على إشراك العقول الوطنية في رسم خارطة طريق جديدة تتسم بالعدالة والمهنية؟

منبر الناصرية قال كلمته… والكرة باتت في ملعب الدولة.

محمـــد النـاصــري