د. فاضل حسن شريف
جاء في كتاب موازين الهداية ومراتبها المؤلف للدكتور نور الدين أبو لحية: السبق بين المسلمين: قال الإمام الصادق: (إن الله عز وجل سبق بين المؤمنين كما سبق بين الخيل يوم الرهان، قال الله تعالى: “سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ” (الحديد 21)، وقال: “وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ” (الواقعة 10-11) وقال: “وَالسَّابِقُونَ الأولون مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ” (التوبة 100) فبدأ بالمهاجرين على درجة سبقهم، ثم ثنى بالانصار، ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان، فوضع كل قوم على درجاتهم ومنازلهم عنده). عن القاسم الصيقل قال: كنا جلوسا عند الإمام الصادق، فتذاكرنا رجلا من أصحابنا، فقال بعضنا: ذلك ضعيف، فقال الإمام الصادق: (إن كان لايقبل ممن دونكم حتى يكون مثلكم لم يقبل منكم حتى تكونوا مثلنا).
وعن الابتلاء يقول الدكتور نور الدين أبو لحية: عن الإمام الصادق قال: قال النبي صلی الله علیه وآله وسلم: قال الله عزوجل: (إن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة والصحة في البدن، فأبلوهم بالغنى والسعة والصحة في البدن فيصلح لهم أمر دينهم. وقال: (إن من العباد لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم، فأبلوهم بالفقر والفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم فيصلح لهم أمر دينهم). عن الإمام الصادق، قال: ضحك رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: (ألا تسألوني عما ضحكت؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: (عجبت للمرء المسلم أنه ليس من قضاء يقضيه الله له إلا كان خيرا له في عاقبة أمره). عن الإمام الصادق قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: (مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا وكذا، وكذلك المؤمن تكفئه الأوجاع والأمراض، ومثل المنافق كمثل الأرزبة المستقيمة التي لا يصيبها شيء حتى يأتيه الموت فيقصفه قصفا).
وما روي عن الإمام علي يقول الدكتور أبو لحية في كتابه: قال الإمام الصادق: كان في وصية الإمام علي لأصحابه: (اعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار، ونور الليل المظلم، على ما كان من جهد وفاقة، فإذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم فاعلموا أن الهالك من هلك دينه، والحريب من حرب دينه، ألا وإنه لا فقر بعد الجنة، ألا وإنه لا غنى بعد النار، لا يفك أسيرها ولا يبرأ ضريرها). قال الإمام الصادق: إن في كتاب علي: (أن أشد الناس بلاء النبيون، ثم الوصيون، ثم الأمثل فالأمثل، وإنما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر، ومن سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض).
ويستطرد الدكتور نور الدين أبو لحية عن الابتلاء قائلا: قال الإمام الصادق: (إن اشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الأمثل فالأمثل). قال الإمام الصادق في قول الله عز وجل: “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا” (غافر 45): (أما لقد بسطوا عليه وقتلوه، ولكن أتدرون ما وقاه؟ وقاه أن يفتنوه في دينه). عن يونس بن يعقوب، عن بعض أصحابه قال: كان رجل يدخل على الإمام الصادق من أصحابه فصبر زمانا لا يحج فدخل عليه بعض معارفه فقال له: فلان ما فعل؟ قال: فجعل يضجع الكلام فظن أنه انما يعني الميسرة والدنيا، فقال الإمام الصادق: يف دينه؟ فقال: كما تحب، فقال: هو والله الغنى. قال الإمام الصادق: (أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لا تصدق مقالته، ولا ينتصف من عدوه، وما من مؤمن يشفي نفسه إلا بفضيحتها لان كل مؤمن ملجم). يعني إذا أراد المؤمن أن يشفي غيظه بالانتقام من عدوه افتضح وذلك لانه ليس بمطلق العنان خليع العذار يقول ما يشاء ويفعل ما يريد، إذ هو مأمور بالتقية والكتمان، والخوف من العصيان، والخشية من الرحمان، ولان زمام أمره بيد الله سبحانه لأنه فوض أمره إليه، فيفعل به ما يشاء مما فيه مصلحته وقيل أي ممنوع من الكلام الذي يصير سببا لحصول مطالبه الدنيوية في دولة الباطل. عن الإمام الصادق، قال: (ما أفلت المؤمن من واحدة من ثلاث ولربما اجتمعت الثلاثة عليه: إما بعض من يكون معه في الدار يغلق عليه بابه يؤذيه، أو جاره يؤذيه، أو من في طريقه إلى حوائجه يؤذيه، ولو أن مؤمنا على قلة جبل لبعث الله عز وجل إليه شيطانا يؤذيه، ويجعل الله له من إيمانه انسا لا يستوحش معه إلى أحد). قال الإمام الصادق: (أربع لا يخلو منهن المؤمن أو واحدة منهن مؤمن يحسده، وهو أشد هن عليه، ومنافق يقفو أثره، أو عدو يجاهده، أو شيطان يغويه). عن محمد بن عجلان قال: كنت عند الإمام الصادق: فشكا إليه رجل الحاجة، فقال: اصبر فان الله سيجعل لك فرجا، قال: ثم سكت ساعة، ثم أقبل على الرجل فقال: أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو؟ فقال: أصلحك الله ضيق منتن وأهله بأسوء حال، قال: فانما أنت في السجن فتريد أن تكون فيه في سعة؟ أما علمت أن الدنيا.