تركيا وسوريا تشكوان محدودية دور الأمم المتحدة في إرسال المساعدات
    
لا توجد دولة او منظمة بالعالم توازي الأمم المتحدة في القدرات اللوجستية والتجربة والاستعداد لإيصال الإعانات وقت حدوث الكوارث. حيث يمكن للأمم المتحدة إيصال آلاف الأطنان من الغذاء والدواء وجميع الحاجات الأخرى الى أي مكان في العالم بوقت قصير. 
 
وعند حدوث الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، أبدت غالبية الدول المانحة استعدادها لدعم اي مبادرة من الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الى الدولتين المنكوبتين.
 
ومر ما يقرب أسبوعين، ولا يزال المسؤولون الأتراك والمعارضة السورية يشكون محدودية دور المنظمة الأممية، خاصة في شمال غرب سوريا.
 
شبكة رووداو الإعلامية تجري تحقيقها حول هذه القضية، وقد وجهت اسئلة الى مسؤولين في الأمم المتحدة للوصول الى توضيح بشأن المشكلة. 
 
فيما يلي نص اسئلة مراسل رووداو للمتحدث باسم الأمم المتحدة ولمسؤولة إقليمة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، واجابة المسؤولين عليها:
 
رووداو: تحدثت الى مصادر محلية خاصة في جنديرس وعفرين وهما منطقتين تكبدتا اكبر الخسائر جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة، وهؤلاء الناس يعرفون ما المساعدات التي تصل وما لم يصل الى المنطقة. نحن كشبكة إعلامية لدينا فريق داخل المنطقة، وجميعهم يقولون: نحن لم نر اي مساعدات قادمة من الأمم المتحدة الى هذه المنطقة. لا أحد يقول انه شاهد مساعدات الأمم المتحدة بالمنطقة. في حين يؤكدون ان جميع المساعدات التي دخلت، تأتي من دول مثل قطر والعراق واقليم كوردستان والامارات، لكن لم يصل أي شيء بعد من الأمم المتحدة، الى أين تذهب مساعدات الأمم المتحدة؟
 
ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة: نحن نقوم بتوزيع المساعدات عن طريق شركائنا المحليين، في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل "المتمردة". انا لا يمكنني ان اتحدث عن تفاصيل المناطق التي يتواجد فيه فريقكم. يمكنني التحقيق حول هذه التفاصيل. لكن نحن نوزع المساعدات بطرق مختلفة. احدها تلك المساعدات التي كانت موجودة هناك سابقاً. المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة مثل WFP و UNHCR و UNFPA التي نقلت المساعدات من قبل وجهزتها وتوزعها بواسطة الشركاء المحليين.
 
كما أفاد مصدر من الأمانة العامة للأمم المتحدة شبكة رووداو الإعلامية، بأن المشكلة لا تكمن في محدودية دور الأمم المتحدة، بل في عظمة الكارثة وحجم المتطلبات في مواجهتها. لذلك يطالب الأمين العام للأمم المتحدة الولايات المتحدة والدول المانحة بتأمين مساعدات عاجلة، قدرها مليار دولار الى تركيا و397 مليون دولار الى سوريا.
 
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال: "أعلن اليوم أن الأمم المتحدة تدعو الى جمع مبلغ 397 مليون دولار لمساعدة المناطق المنكوبة في سوريا، وذلك كميزانية للمساعدات لثلاثة أشهر".
 
رووداو: في حين سيطرة الفصائل الجهادية العربية على عفرين واطرافها، ما مقدار المساعدات تصل الى المتضررين من الزلزال في سوريا والذين غالبيتهم من الكورد؟
 
المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان "UNFPA" بمنطقة الدول العربية، ليلى بكر: نحن على ثقة تامة بشركائنا المحليين الذين بإمكانهم توزيع منحنا ومساعداتنا بشكل منظّم، وإيصالها الى الأشخاص المعرضين للخطر بشكل أكبر.
 
لا تستطيع الأمم المتحدة توزيع هذا الحجم من المساعدات، وفي هذه الحالة هي مجبرة على نقل المساعدات الى المنظمات المحلية في سوريا وتركيا لتوزيعها، والتي تتبع غالبيتها الحكومة التركية و الفصائل المسلحة المعارضة السورية.
محرر الموقع : 2023 - 02 - 17