اخر الاخبار

آيات قرآنية من کتاب يتيم عاشوراء للحلي‎

د. فاضل حسن شريف

جاء في کتاب يتيم عاشوراء من أنصار كربلاء للمؤلف ميثاق عباس الحلي: قال الله تعالى “رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً” (الأحزاب 23) قال الإمام الحسين عليه السلام لأصحابه: (اثني على الله أحسن الثناء واحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفهمتنا في الدين وجعلت لنا أبصارا وأسماعا وأفئدة فاجعلنا من الشاكرين، أما بعد فاني لا اعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت ابر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خير الجزاء ألا واني لا أظن يوما لنا من هؤلاء ألا واني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم حرج مني ولا ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً). المبحث الأول فيه مطلبان: الأول: في تسمية أبناء الأئمة عليهم السلام بالأصحاب. والثاني: في حقيقة اسم الخليفة أبي بكر والتسمية به. والمبحث الثاني فيه مطالب: الأول: كثرة اسم عمر في العرب. والثاني: في نهي الخليفة عمر بن الخطاب عن التسمية باسم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. والثالث: في كثرة اسم عثمان عند العرب. وللأمانةِ العلميةِ، فقد إعتَمَدْنا كثيراً على كتابِ التسمياتِ للسيد علي الشهرستاني حَفِظَهُ اللهُ تعالى إتماماً للفائدةِ. وأخيراً نسألُ اللهَ تعالى التوفيقَ لخدمةِ القضيةِ الحسينيةِ والتفضلَ علينا بقبولِ هذا الجهدِ المتواضعِ وأنْ ينفعنا به “يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلاّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” (الشعراء 88) إنَّهُ سميعُ الدعاءِ والصلاة والسلام على محمد وآله الأطهار.

وعن طبيعة الأسماء في الجاهلية يقول المؤلف الحلي: تختلف الأسماء في الجاهلية من حيث الوضع والاستعمال فقد كانت الأسماء توضع للمسميات بحسب المناسبات والأحداث والأماكن وغيرها من المسميات، وهي طبيعة نفسانية وهي المعرفة بالمجهول، من خلال وضع دالة عليه لتحديد هويته فيبحث العقل عن الدالة المناسبة لهذا الشيء أو المولود الجديد بحيث يميزه عن أغياره المشتركين معه في الإنسانية، فينظر المسمي والواضع عما حوله ليبحث عن اسم يمكن أن يناسب المسمى الجديد أو يخلق له اسما من عنده لتكون دلالة وضعية ومختصة به دون غيره. وقد كان النقل في الأسماء بين العرب كثيراً، فان الأسماء المنقولة متداولة فيما بينهم، وهكذا قد يكون النقل من الجملة الفعلية إلى مسمى معين فتكون اسما له كما في (يزيد ويشكر) وغيرهما. ويمكن الإجمال في بيان عدد مناسبات وضع الاسم للمسمى في خمس جهات كانت تلاحظها العرب عند وضع الاسم لمسمى معين قال الجاحظ: الأسماء ضروب، منها شيء أصلي كالسماء، والأرض، والهواء، والماء والنار. وأسماء أُخر مشتقات منها على جهة الفأل. وعلى شكل اسم الأب، كالرجل يكون اسمه عمر َفيسمي ابنه عميراً، ويسمي عمير ابَنه عمران، ويسمي عمران ابنه معمراً. وربما كانت الأسماء بأسماءِ الله، مثل ما سمى اللهُ عزّ وجلّ أبا إبراهيم آزر، وسمى إبليس بفاسق. وربما كانت الأسماء مأخوذة من أمور تحدث في الأسماء، مثل يوم العروبة سميت في الإسلام يوم الجمعة، واشتق له ذلك من صلاة يوم الجمعة. والجاهليون كانوا يحبذون الغرابة في أسمائهم، وقد علل الزمخشري سبب ذلك قائلا: كُلَّما كان الاسم غريباً كان أشهر لصاحبه وأمنع من تعلق النبز به، قال رؤبة: قد رَفع العجاج ذكْري فآدعني * باسمي إذ الأسماءُ طالت يكْفني. ويشهد بفضل غرابة الاسم قوله تعالى: “لم نَجعل لَّه من َقبلُ سميًا” (مريم 7) وقال ابن الجوزي: فإن اعترض معترض فقال: ما وجه المدحة باسم لم يسم به أحد قبله.

ونرى كثيراً من الأسماء لم يسبق إليها؟ فالجواب: وجه الفضيلة أن الله تعالى تولّى تسميته ولم يكلْ ذلك إلى أبويه، فسماه باسم لم يسبق إليه. وفي بحار الأنوار في قوله تعالى: “إن اللهَ يبشِّرك ِبيحيى” (آل عمران 139) سماه الله بهذا الاسم قبل مولده، واختلف فيه لم سمي بيحيى؟ فقيل: لان الله أحيا به عقر أمه، عن ابن عباس، وقيل: لأن الله سبحانه أحياه بالإيمان، عن قتادة، وقيل: لأنه سبحانه أحيا قلبه بالنبوة، ولم يسم قبله أحداً بيحيى.