“شجاعة أب وأمل ابنته: فتاة عراقية تستعيد الابتسامة في مومباي”.. بهذه الكلمات عنون موقع “ديكان هيرالد” الهندي، تقريره الذي يتحدث عن رحلة حافلة بالمخاطر إلى الهند، بطلها أب عراقي أراد فعل المستحيل لعلاج ابنته المريضة.
ولدت ريماس علي كريم، مع تشوه خلقي نادر في الاوعية الدموية في الجانب الأيسر من وجهها، وهي حالة تتسبب بنزيف والتهابات، لكن والدها قرر، رغم حالة الفوضى في العراق، المخاطرة بكل شيء والسفر معها للعلاج في الهند، وفق التقرير.
بقيادة الطبيب نيليش ساتباي رئيس قسم الجراحة التجميلية والترميمية وزراعة الاعضاء، أجرى فريق هندي متخصص، في مستشفى “جلين ايجلز” في مومباي، عملية جراحية للطفلة العراقية ريماس، بهدف إعادة تناسق وجهها وبهجتها.
وبدأت رحلة الأب وابنته في تموز 2019، حيث نجح الدكتور ساتباي حينها، في إزالة التشوه الوعائي الكبير والمعقد، إلا أن العملية الجراحية تسببت بإصابة الطفلة بشلل في الوجه، بحسب التقرير.
ولسوء الحظ، أدى ظهور جائحة كورونا والأوضاع الأمنية المتردية، إلى تأخير علاج ريماس، وفقاً للتقرير الذي لفت إلى أن والدها كان برغم ذلك يتنقل بلا تعب عبر الظروف الخطيرة في العراق، وهو مصمم على تأمين أفضل رعاية لابنته.
وبجهود كبيرة من الأب، استطاعت ريماس العودة مجدداً إلى الهند في أيار 2024، لخوض مرحلة جديدة من العلاج، حيث تنقسم إلى جزأين، بدأ أولها في 30 أيار الماضي من العام الحالي، حيث نجحت عملية زراعة عصب الوجه لريماس.
ومن المقرر وفقاً للتقرير، نقلاً عن الطبيب المشرف ساتباي أن تجرى العملية الجراحية الثانية في العام المقبل، حيث قال: “سننتظر من 8 الى 10 شهور الى ان تتعافى الأعصاب قبل المرحلة الثانية من الجراحة في نيسان 2025”.
وستشمل تلك العملية، زرع عضلة من فخذ ريماس في وجهها، من أجل استعادة الحركة والمماثلة للشفاء.
وعبر والد الطفلة، علي كريم عن امتنانه للأطباء، مبيناً أن “مشاهدة معاناة ابنتي كان مؤلماً مثل الاضطرابات في وطننا”.
وأضاف: “برغم المخاطر، فإني كنت مصمماً على طلب العلاج في الهند، وبفضل الدكتور ساتباي وفريقه، أصبح لدى ابنتي الآن الامل في أن تبتسم بشكل طبيعي وتعبر عن مشاعرها بشكل أكثر فعالية”.