د. فاضل حسن شريف
2601- عن علي بن الحسين عليه السلام قال: (خرج رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وصلى الفجر ثم قال: معاشر الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا باللات والعزى ليقتلوني وقد كذبوا ورب الكعبة، قال عليه السلام: فأحجم الناس وما تكلم أحد. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما أحسب علي بن أبي طالب عليه السلام فيكم. فقام إليه عامر بن قتادة فقال: إنه وعك في هذه الليلة ولم يخرج يصلي معك أفتأذن لي أن أخبره؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: شأنك. فمضى إليه فأخبره، فخرج أمير المؤمنين عليه السلام كأنه نشط من عقال وعليه إزار قد عقد طرفيه على رقبته فقال عليه السلام: يا رسول اللـه ما هذا الخبر؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: هذا رسول ربي يخبرني عن ثلاثة نفر قد نهضوا إلي لقتلي وقد كذبوا ورب الكعبة. فقال علي عليه السلام: يا رسول اللـه أنا لهم سرية وحدي هو ذا ألبس علي ثيابي. فقال رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم: بل هذه ثيابي وهذا درعي وهذا سيفي، فدرعه وعممه وقلده وأركبه فرسه، وخرج أمير المؤمنين عليه السلام فمكث ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبره ولا خبر من الأرض وأقبلت فاطمة بالحسن والحسين على وركيها تقول: أوشك أن يؤتم هذين الغلامين. فأسبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عينه يبكي ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس من يأتيني بخبر علي أبشره بالجنة، وافترق الناس في الطلب لعظيم ما رأوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرج العواتق فأقبل عامر بن قتادة يبشر بعلي عليه السلام وهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره بما كان فيه، وأقبل علي أمير المؤمنين عليه السلام ومعه أسيران ورأس وثلاثة أبعرة وثلاثة أفراس. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: تحب أن أخبرك بما كنت فيه يا أبا الحسن؟ فقال المنافقون: هو منذ ساعة قد أخذه المخاض وهو الساعة يريد أن يحدثه. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: بل تحدث أنت يا أبا الحسن لتكون شهيداً على القوم. قال عليه السلام: نعم يا رسول اللـه لما صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركبانا على الأباعر فنادوني من أنت؟ فقلت: أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم. فقالوا: ما نعرف لله من رسول، سواء علينا وقعنا عليك أو على محمد، وشد علي هذا المقتول ودار بيني وبينه ضربات وهبت ريح حمراء سمعت صوتك فيها يا رسول اللـه وأنت تقول: قد قطعت لك جربان درعه فاضرب حبل عاتقه، فضربته فلم أخفه أحفه، ثم هبت ريح صفراء سمعت صوتك فيها يا رسول اللـه وأنت تقول: قد قلبت لك الدرع عن فخذه فاضرب فخذه فضربته ووكزته وقطعت رأسه ورميت به، وقال لي هذان الرجلان: بلغنا أن محمداً رفيق شفيق رحيم فاحملنا إليه ولا تعجل علينا وصاحبنا كان يعد بألف فارس. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أما الصوت الأول الذي صك مسامعك فصوت جبرئيل عليه السلام وأما الآخر فصوت ميكائيل عليه السلام، قدم إلي أحد الرجلين فقدمه. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قل لا إلـه إلا اللـه وأشهد أني رسول الله. فقال: لنقل جبل أبي قبيس أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة. قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أخره واضرب عنقه. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: قدم الآخر. فقال: قل لا إلـه إلا اللـه واشهد أني رسول اللـه، قال: ألحقني بصاحبي. قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أخره واضرب عنقه، فأخره وقام أمير المؤمنين عليه السلام ليضرب عنقه، فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: لا تقتله فانه حسن الخلق، سخي في قومه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أمسك فإن هذا رسول ربي عز وجل يخبرني أنه حسن الخلق، سخي في قومه. فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربك يخبرك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم. قال: واللـه ما ملكت درهماً مع أخ لي قط ولا قطبت وجهي في الحرب وأنا أشهد أن لا إلـه إلا اللـه وأنك رسول الله. فقال رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم: هذا ممن جره حسن خلقه وسخاؤه إلى جنات النعيم).
2602- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وَ مَعَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ هَذَا عَلَى عَاتِقٍ وَ هَذَا عَلَى عَاتِقٍ وَ هُوَ يَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً وَ هَذَا مَرَّةً فَقَالَ جَبْرَائِيلُ إِنَّكَ تُحِبُّهُمَا قَالَ إِنِّي أُحِبُّهُمَا وَ أُحِبُّ مَنْ يُحِبُّهُمَا فَإِنَّ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَ إِنَّ مَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي.
2603- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب رجل مسلم: إخلاص العمل لله عزّ وجل).
2604- عن أمير المؤمنين سلام الله عليه قال: قال النبيّ صلى الله عليه وآله: يا عليّ خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم، فأفرغ ذلك النور في صلبه، فأفضى به إلى عبدالمطّلب، ثمّ افترق من عبدالمطّلب أنا في عبدالله، وأنت في أبي طالب، لا تصلح النبوّة إلاّ لي، ولا تصلح الوصيّة إلاّ لك، فمن جحد وصيّتك جحد نبوّتي، ومن جحد نبوّتي أكبّه الله على منخريه في النار.
2605- يكره النوم على سطح غير محجر من غير فرق بين الرجل والمرأة، لنهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن من نام على سطح غير محجر برئت منه الذمة، وإن أصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه. ولا يكفي تحجير ثلاثة جوانبه بل يعتبر تحجير الجوانب الأربعة. وأقل التحجير ذراع وشبر، ثم ذراعان، ولا تقدير لأكثره.