د. فاضل حسن شريف
2451- قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله: إنّي أحبّك، فقال صلى الله عليه وآله: إنّك لتحبّني؟ فقال الرجل: إي والله، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: أنت مع من أحببت.
2452- قال سلمان الفارسي: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ جاء أعرابي من بني عامر فوقف وسلّم، فقال: يا رسول الله، جاء منك رسول يدعونا إلى الإسلام فأسلمنا، ثمّ إلى الصلاة والصيام والجهاد فرأيناه حسناً، ثمّ نهيتنا عن الزنا والسرقة والغيبة والمنكر فانتهينا، فقال لنا رسولك: علينا أن نحبّ صهرك عليّ بن أبي طالب، فما السرّ في ذلك وما نراه عبادة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لخمس خصال: أوّلها: أنّي كنت يوم بدر جالساً بعد أن غزونا إذ هبط جبرئيل عليه السلام وقال: إنّ الله يقرئك السلام ويقول: باهيت اليوم بعليّ عليه السلام ملائكتي وهو يجول بين الصفوف ويقول: الله أكبر، والملائكة تكـبّر معه، وعزّتي وجلالي، لا ألهم حبّه إلّا من أحبّه، ولا ألهم بغضه إلّا من أبغضه. والثانية: أنّي كنت يوم أحد جالساً وقد فرغنا من جهاز عمّي حمزة، إذ أتاني جبرئيل عليه السلام وقال: يا محمّد، إنّ الله يقول: فرضت الصلاة ووضعتها عن المريض، وفرضت الصوم ووضعته عن المريض والمسافر، وفرضت الحجّ ووضعته عن المقلّ المدقع، وفرضت الزكاة ووضعتها عمّن لا يملك النصاب، وجعلت حبّ عليّ بن أبي طالب ليس فيه رخصة. الثالثة: أنّه ما أنزل الله كتاباً ولا خلق خلقاً إلّا جعل له سيّداً، فالقرآن سيّد الكتب المنزلة، وجبرئيل سيّد الملائكة أو قال: إسرافيل وأنا سيّد الأنبياء، وعليّ سيّد الأوصياء، ولكلّ أمر سيّد، وحبّي وحبّ عليّ عليه السلام سيّد ما تقرّب به المتقرّبون من طاعة ربّهم. الرابعة: أنّ الله تعالی ألقى في روعي أنّ حبّه شجرة طوبى التي غرسها الله تعالی بيده. الخامسة: أنّ جبرئيل عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة نصب لك منبر عن يمين العرش، والنبيّون كلّهم عن يسار العرش وبين يديه، ونصب لعليّ عليه السلام كرسيّ إلى جانبك إكراماً له، فمن هذه خصائصه يجب عليكم أن تحبّوه، فقال الأعرابي: سمعاً وطاعة.
2453- عن برّة ابنة اُميّة الخزاعي أنّها قالت: لمّا حملت فاطمة عليها السّلام بالحسن خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله في بعض وجوهه، فقال لها: (إنّكِ ستلدين غلاماً قد هنّأني به جبرئيل، فلا ترضعيه حتّى أصير إليكِ).
2454- من وصيّة لرسول الله صلى الله عليه وآله لعليّ سلام الله عليه جاء فيها: (وأمّا الصدقة فجهدك جهدك، حتّى تقول قد أسرفت ولم تسرف).
2455- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أول أهل بيتي لحاقاً بي فاطمة ). المصادر: الصواعق المحرقة باب 11 الفصل الثالث.
2456- وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: أن الأرض لتنادي كل يوم سبعين مرة يا بني آدم كلوا ما شئتم واشتهيتم، فوالله لأكلن لحومكم وجلودكم.
2457- عن أبي ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته له قال: يا أبا ذر الكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة. يا أبا ذر من أجاب داعي الله وأحسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله الجنة، فقلت: كيف يعمر مساجد الله؟ قال: لا ترفع الأصوات فيها، ولايخاض فيها بالباطل، ولا يشترى فيها ولا يباع، واترك اللغو ما دمت فيها، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك.
2458- كان صلى الله عليه وآله إذا استاك، استاك عرضاً.
2459- عن أبي جعفر عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يصلي بعد العشاء حتى ينتصف الليل ثم يصلي ثلاثة عشر ركعة منها الوتر ومنها ركعتا الفجر قبل الغداة فإذا طلع الفجر وأضاء صلى الغداة. (التهذيب ج2 ص 262)
2460- عن عليّ سلام الله عليه: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله ليسرّ الرّجل من أصحابه إذا رآه مغموماً بالمداعبة).
2461- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ الْحَسَنِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ رحمهم الله قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونَ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَا عَلِيُّ أَنْتَ صَاحِبُ حَوْضِي وَ صَاحِبُ لِوَائِي وَ مُنْجِزُ عِدَاتِي وَ حَبِيبُ قَلْبِي وَ وَارِثُ عِلْمِي وَ أَنْتَ مُسْتَوْدَعٌ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَنْتَ أَمِينُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى رَعِيَّتِهِ وَ أَنْتَ رُكْنُ الْإِيمَانِ وَ أَنْتَ مِصْبَاحُ الدُّجَى وَ أَنْتَ مَنَارُ الْهُدَى وَ أَنْتَ الْعَلَمُ الْمَرْفُوعُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا مَنْ تَبِعَكَ نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْكَ هَلَكَ وَ أَنْتَ الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ وَ أَنْتَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَ أَنْتَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ أَنْتَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنْتَ مَوْلَى مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ وَ أَنَا مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا طَاهِرُ الْوِلَادَةِ وَ مَا عَرَجَ بِي رَبِّي إِلَى السَّمَاءِ قَطُّ وَ كَلَّمَنِي رَبِّي إِلَّا قَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ عَلِيّاً مِنِّي السَّلَامَ وَ عَرِّفْهُ أَنَّهُ إِمَامُ أَوْلِيَائِي وَ نُورُ أَهْلِ طَاعَتِي فَهَنِيئاً لَكَ هَذِهِ الْكَرَامَةُ.
2462- روى أنس بن مالك قال: لمّا ولد إبراهيم ابن النبيّ من مارية أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: (السلام عليك أبا إبراهيم)، أو: (يا أبا إبراهيم).
2463- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من أبدى إلى الناس ضره فقد فضح نفسه).
2464- (الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، واُمّهما أفضل نساء أهل الأرض).
2465- مسجد الغدير، فإن في الصلاة فيه فضلا سيما ميسرة المسجد.فقد ورد في الكافي، عن حسان الجمال، قال: حملت أبا عبد الله عليه السلام من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال: ذلك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال: ذلك موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم ومولى أبي حذيفة وأبي عبيدة الجراح، لما أن رأوه رافعاً يديه قال بعضهم لبعض: انظروا إلى عينيه تدور كأنهما عينا مجنون، فنزل جبرائيل عليه السلام بهذه (وأن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون أنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين).
2466- عن الإمام الصادق سلام الله عليه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أمرني ربّي بسبع خصال: حبّ المساكين والدنوّ منهم، وأن أكثر من قول لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، وأن أصل رحمي وإن قطعني، وأن أنظر إلى من هو أسفل منّي، ولاأنظر إلى من هو فوقي، وأن لا يأخذني في الله لومة لائم، وأن أقول الحق وإن كان مرّاً، وأن لاأسأل أحد شيئاً).
2467- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى التَّنُوخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى عَنْ عَمَّارِ بْنِ زُرَيْقٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ زَيْدِ بْنِ مِطْرَفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي وَ يَمُوتَ مَوْتِي وَ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ الَّتِي وَعَدَنِي رَبِّي فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍعليه السلاموَ ذُرِّيَّتَهُ فَإِنَّهُمْ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى وَ لَمْ يُدْخِلُوكُمْ فِي بَابِ ضَلَالَةٍ.
2468- عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام عَنِ الْمَمَرِّ فِي مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وَ لاَ أُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: (لَمْ يَكُنْ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام يَصْنَعُ ذَلِكَ) قُلْتُ: فَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَيُسَلِّمُ مِنْ بَعِيدٍ لا يَدْنُو مِنَ الْقَبْرِ؟ فَقَالَ: (لا قَالَ سَلِّمْ عَلَيْهِ حِينَ تَدْخُلُ وَ حِينَ تَخْرُجُ وَ مِنْ بَعِيدٍ). (الكافي)
2469- ورد عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (كاد الفقر أن يكون كفرا).
2470- قال حسان بن ثابت: يا رسول الله أقول في علي شعرا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله إفعل، فقال: يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخمٍّ واسمع بالرسول مناديا وقد جاءه جبريل عن أمر ربه * بأنك معصوم فلا تك وانيا وبلّغهم ما أَنزَل الله ربهم * إليك ولا تخشَ هناك الأعاديا فقام به إذ ذاك رافع كفه * بكف علي معلن الصوت عاليا فقال فمن مولاكم ونبيكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانا وأنت نبينا * ولم تلق منا في الولاية عاصيا. فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إمامًا وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أتباع صدق مواليا هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادا عليًّا معاديا فيا رب انصر ناصريه لنصرهم * إمام هدىً كالبدر يجلو الدياجيا.
2471- أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زوّج ابنة عمّته زينب بنت جحش القرشية الهاشمية الرفيعة الشأن جدّا قبل الإسلام وبعده من مولاه زيد بن حارثة وهو عبد فقير.
2472- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّمِيمِيُّ بِنَيْشَابُورَ سَلْخَ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ عِشْرِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفَارِسِيُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَامِدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْكُوفِيُّ بِهَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَبَّابُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ رَافِعٍ مَوْلَى عَائِشَةَ قَالَ: كُنْتُ غُلَاماً أَخْدُمُهَا إِذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عِنْدَهَا فَجَاءَ جَائِيٌ فَدَقَّ الْبَابَ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا جَارِيَةٌ مَعَهَا إِنَاءٌ مُغَطًّى فَرَجَعْتُ إِلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا فَقَالَتْ ادْخُلْ فَوَضَعَتْ بَيْنَ يَدَيْ عَائِشَةَ فَوَضَعَتْ عَائِشَةُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَأَكَلَ فَقَالَ لَيَأْتِينِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ فَقَالَتْ لَهُ وَ مَنْ ذَاكَ؟ ثُمَّ أَعَادَهَا النَّبِيُّ فَعَادَتْ عَائِشَةُ تَسْأَلُهُ إِذْ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَدَقَّ الْبَابَ فَخَرَجْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ أَدْخِلِيهِ فَلَمَّا دَخَلَ عليه السلام قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مَرْحَباً وَ أَهْلًا تَمَنَّيْتُكَ حَتَّى لَوْ أَبْطَأْتَ عَلَيَّ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ تَجِيئَنِي تَأْكُلُ مَعِي فَأَكَلَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قَاتَلَ اللَّهَ مَنْ قَاتَلَكَ وَ عَادَى اللَّهَ مَنْ عَادَاكَ فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثاً.
2473- قال صلى الله عليه وآله: (من سرّه أن يدفع عنه نحس يومه فليفتح يومه بصدقة).
2474- ورد عن عائشة: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلاّ عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها فغضب حتى اهتزّ مُقدّم شعره من الغضب، ثم قال: (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت إذ كفر الناس، وصدّقتني وكذّبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء). قالت عائشة: فقلت في نفسي: لا أذكرها بسيئة أبداً.
2475- يقول الشيخ عبد الحافظ البغدادي: روي أن رسول اللّه لم يزل بعد يوم الغدير يكرّر من قوله: يا أيها الناس إني فرطكم، وأنتم واردون عليَّ الحوض، ألا واني سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني إنّهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسألت ربّي ذلك فأعطانيه، ألا وإني قد تركتهما فيكم: كتاب اللّه، وعترتي أهل بيتي، فلا تسبقوهم فتفرّقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم، أيها الناس لا ألفينّكم بعدي ترجعون كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض وكان يحرص على انفاذ جيش اسامة. ولما يئس منهم جمعهم وقال أأتوني بكتف لاكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي أبدا فقال عمر لا تأتوه ان الرجل ليهجر. ثم خرج الى البقيع وزار الشهداء والموتى ثم أقبل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له: يا أخي إنّ جبرئيل كان يعرض عليّ القرآن كل سنة مرة، وقد عرضه عليّ في العام مرتين، ولا أراه إلاّ لحضور أجلي ثم قال: يا علي إني خيّرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها، وبين لقاء ربّي والجنّة، فاخترتُ لقاء ربّي والجنّة خالداً فيها، فإذا أنا متّ فتغسلني وأوصاه أن يكون هو الذي يلي أمره. كان رسول اللّه لشدّة شكاته تلك الليلة لا يفارقه الامام علي والفضل بن العباس، وكان بلال عندما يؤذّن لكل فريضة يأتي إلى النبي صلى الله عليه وآله فيقول: الصلاة يا رسول اللّه، فإن قدر رسول على الخروج إلى الصلاة خرج وصلّى بالناس، وإن لم يقدر أمر عليا أن يصلّي بهم. وفي صباح تلك الليلة أتاه بلال على عادته يؤذنه بالصلاة، فوجده قد ثقل عن الخروج، فنادى: الصلاة رحمكم اللّه، فأذّن رسول اللّه صلى الله عليه وآله بندائه ورأسه في حجر الإمام. لم يتمكّن من الخروج إلى المسجد. هذا والمسلمون جالسون للصلاة فتقدّم ابو بكر إلى المحراب، فلمّا كبّر سمعه رسول اللّه فقال لمن حوله: سنّدونـــي وأخرجوني إلى المسجد. فخرج وهو معصّب الرأس معتمداً بين علي عليه السلام والفضل بن العبّاس ورجلاه يخطّان في الأرض من الضعف، أي وا نبياه وا سيداه.