أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 141)
د. فاضل حسن شريف
2804- عن شبكة المعارف الاسلامية لسماحة الشيخ اكرم بركات في مقالته ابو طالب مؤمن آل قريش: يقول تعالى: “وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا” (الانفال 74) كثير من الناس يدخلون بعد النصر أفواجاً، لكنّ القليل الذين ينصرون الحقّ في أوقات المحن والبلاء. من هؤلاء القليل القليل أحد أولياء شهر رمضان أبو طالب عمران بن عبد المطلب (رض) الذي يجرّنا الحديث عنه إلى الحديث عن طهارة آباء النبيّ صلى الله عليه وآله قال تعالى: “الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ” (الشعراء 218-219). عن النبي صلى الله عليه وآله: (لم أزل انقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات). وعن أمير المؤمنين عليه السلام: (فاستودعهم في أفضل مستودع، وأقرّهم في خير مستقر، تناسختهم كرائم الأصلاب إلى مطهرات الأرحام. كلما مضى منهم سلف قام منهم بدين الله خلف، حتى أفضت كرامة الله سبحانه إلى محمد صلى الله عليه وآله، فأخرجه من أفضل المعادن منبتاً وأعزِّ الأرومة مغرساً، من الشجرة التي صدع منها أنبياءه وانتجب منها أمناءه). في ليلة الاسراء افتقد أبو طالب محمداً، فدعا فتيان بني هاشم، وأمر كلاًّ منهم أن يخبّئ تحت ثيابه سلاحاً، وأن يقف كل واحد منهم عند زعيم من رجال قريش، وبعد أن عاد النبيّ صلى الله عليه وآله أعلن أبو طالب رضي الله عنه لقريش ما كان يريد أن يفعل، فقال لهم: (يا معشر قريش أتدرون ما هممتُ به، والله لو قتلتموه ما أبقيت منكم أحداً، حتى نتفانى نحن وأنتم)، وأنشد: ألا أبلغ قريشاً حيث حلَّت وكل سرائر منها غرور لآل محمد راع حفيظ وداد الصدر مني والضمير ويشرب بعده الولدان رّياً وأحمد قد تضمنه القبور أيا ابن الأنف أنف بني قصي كان جبينك القمر المنير. لقد كان رسول الله يشعر بدعم عمِّه الكبير الذي كان يحثّه على إظهار دعوته، بقوله: لا يمنعنّك من حقٍّ تقوم به أيدٍ تصول ولا سلقٌ بأصوات فإن كفَّك كفي إن بليت بهم ودون نفسك نفسي في الملمَّات. وفاة أبو طالب: في شهر رمضان وفيما كان شعره الإيماني يملأ قريشاً: يا شاهد الله عليَّ فاشهدِ آمنت بالواحد ربِّ محمدِ من ضلَّ في الدين فإني مهتدِ يا ربِّ فاجعل في الجنان موردِ. نزل جبرئيل قائلاً لمحمد: إن الله يأمرك أن تخرج من هذه القرية الظالم أهلها فإنّ ناصرك قد مات.
2805- يقول الشيخ عبد الحافظ البغدادي: بيان لنعمة أخرى أنعم بها الله على نبيه وهي طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والآيات الواردة في القرآن بشأن طاعته كثيرة جدًا، معظمها جاء الأمر بها مقترنًا بطاعته سبحانه وتعالى وطاعة نبيه على حد سواء.قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ” (النساء 59) وقال: وقال: “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (آل عمران 132) وقال: “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ” هذا شرف عظيم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال “مَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” (الحشر 7). وجاءت الأحاديث الشريفة تؤكد في ميدان التطبيق للعقيدة ان الخضوع لأمر الله ورسوله خضوعًا تامًا في كل الأحوال،في السراء والضراء.عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي فقال: (ألم يقل الله: “اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ” (الأنفال 24)). فهل طبق المسلمون مضمون هذه الايات؟ وفي حجة الوداع أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمممن ليس معهم هدي أن يحلوا من إحرامهم ويجعلوها عمرة.. فتلكأ بعضهم. قالت عائشة: فدخل عليَّ وهو غضبان، فقلت: من أغضبك يا رسول الله،. قال: (أَوَما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذا هو يترددون؟) كان غضبه لمجرد ترددهم، وذلك خوفًا عليهم من غضب الله عليهم لمعصيتهم رسوله. ودرس غزوة أحد درس لا ينسى.وبيعة الغدير التي خانها المسلمون، وحوادث كثيرة خالف المسلمون فيها نبيهم ومنها حين طلب كتف ودواة ليكتب كتابا لا تظل الامة بعده ابدا..فخالفوه. هل قتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته عليه السلام الواقع الذي نعرفه انهم ماتوا بالقتل او بالسم.. شانهم شان الانبياء والاولياء ولعب أعداءهم دورا للتخلص منهم قتلوهم ولفقوا عليهم اقوالا لم يقولوها. منها اول تلفيق على النبي صلى الله عليه وآله وسلم”نحن معاشر الانبياء لا نورث.زورا وكذبا وهجومهم على بيت النبي.سم ما شئت من التضييق وفي نهاية تخلصوا من النبي قتلا.
2806- جاء في البيان في تفسير القرآن للسيد أبو القاسم الخوئي: ترجمة: الحارث وافتراء الشعبي عليه: هو الحارث بن عبد الله الاعور الهمداني، وقد اتفقت كلمات علماء الامامية على أنه من أعاظم أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وعلى نزاهته ومكانته السامية، ووصفوه بالورع والتقوى، والقيام بخدمة سيده أمير المؤمنين عليه السلام. ونص على توثيقه الاعلام في كتبهم الرجالية وغيرها، وذكر غير واحد من أكابر علماء السنة الحارث فأثنى عليه. قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب في ترجمة الحارث: قال الدوري عن ابن معين: الحارث قد سمع من ابن مسعود وليس به بأس. وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة. وقال أشعث بن سوار عن ابن سيرين: أدركت الكوفة وهم يقدمون خمسة، من بدأ بالحارث ينى بعبيدة، ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث. وقال ابن أبي داود: (كان الحارث أفقه الناس، وأحسب الناس، وأفرض الناس، تعلم الفرائض من علي). وقال أبو جعفر الطبري في المنتخب من كتاب ذيل المذيل تحت عنوان من هلك سنة 161: (وكان الحارث من مقدمي أصاحب أمير المؤمنين عليه السلام وعبد الله في الفقه والعلم بالفرائض والحساب). قال الذهبي في ترجمة الحارث، وحديث الحارث في السنن الاربعة، والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به وقوى أمره وكان من أوعية العلم. قال مرة ابن خالد أنبأنا محمد بن سيرين قال: كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم، أدركت منهم أربعة وفاتني الحارث فلم أره، وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم. أقول: قد شاء التعصب والهوى أن يقول الشعبي: حدثني الحارث الاعور وكان كذابا وان يتابعه جماعة على رأيه. قال أبو عبد الله القرطبي في الجزء الأول من تفسيره ص 5: الحارث رماه الشعبي بالكذب وليس بشئ ولم يبين من الحارث كذب، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي عليه السلام وتفضيله له على غيره، ومن ههنا ـ والله أعلم ـ كذبه الشعبي لان الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنه أول من أسلم. قال ابن حجر في ترجمة الحارث: وقد فسر ابن عبد البر في كتاب العلم السر في طعن الشعبي على الحارث فقال: إنما نقم عليه لافراطه في حب علي عليه السلام، وأظن أن الشعبي عوقب على تكذيبه الحارث لانه لم تبن منه كذبة أبدا. وقال ابن شاهين في الثقات: قال أحمد بن صالح المصري: الحارث الاعور ثقة ما أحفظه وما أحسن ما روى عن علي وأثنى عليه، قيل له فقد قال الشعبي: كان يكذب، قال: لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه. بربك أخبرني أيها الناقد البصير هل يجوز في شريعة العلم؟ أو هل يسوغ الدين نسبة الفاحشة إلى المسلم، وقذفه بالكذب بمجرد ولائه لامير المؤمنين عليه السلام وتفضيله إياه على غيره؟ أليس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي جاهر بتفضيل علي عليه السلام على غيره، حتى جعله منه بمنزلة هارون من موسى وأثبت له خصالا لم يحظ بمثلها رجل من الصحابة، وقد شهد بذلك ـ على ما رواه الحاكم في المستدرك ـ الجزء 3 ص 1٠8 ـ سعد بن أبي وقاص أمام معاوية حين حمله على سبه فقال: (كيف أسب رجلا كانت له خصال من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لو أن لي واحدة منها لكان أحب إلي من حمر النعم) ثم ذكر قصة الكساء، وحديث المنزلة وإعطاء الراية له في يوم خيبر، ولم يكتف نبي الاسلام صلى الله عليه وآله وسلم بذلك حتى أعلم الامة بمنزلة الرفيعة ـ كما في نفس المصدر ص 1٠8 ـ فقال لعلي: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني)، وغير ذلك من فضائله التي لا تعد ولا تحصى.