اخر الاخبار

أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 159)‎

د. فاضل حسن شريف

3201- يقول الشيخ حسين العايش عن حقوق النبي صلّى الله عليه وآله: كان نبينا الأعظم محمد صلى اللّه عليه وآله، المثل الأعلى في سائر نواحي الكمال، اصطفاه اللّه من الخلق واختاره من العباد، وحباه بأرفع الخصائص والمواهب التي حبا بها الأنبياء عليهم السلام، وجمع فيه ما تفرق فيهم من صنوف العظمات والأمجاد ما جعله سيدهم وخاتمهم. وناهيك في عظمته أنه استطاع بجهوده الجبارة ومبادئه الخالدة، أن يحقق في أقل من ربع قرن من الانتصارات الروحية والمكاسب الدينية، ما لم يستطع تحقيقه سائر الأنبياء والشرائع في أكثر من قرون. جاء بأكمل الشرائع الالهية، وأشدها ملائمة لأطوار الحياة، وأكثرها تكفلاً بإسعاد الانسان مادياً وروحياً، ديناً ودنياً، فأخرج الناس من ظلمة الكفر الى نور الاسلام، ومن شقاء الجاهلية الى السعادة الأبدية. وجعل أمته أكمل الأمم ديناً، وأوفرهم علماً، واسماهم أدباً وأخلاقاً، وأرفعهم حضارة ومجداً. وقد عانى في سبيل ذلك من ضروب الشدائد والأهوال، ما لم يعانه أي نبي. طاعة النبي فرض محتم على الناس، كطاعة اللّه تعالى، إذ هو سفيره الى العباد، وأمينه على الوحي، ومنار هدايته الوضاء. وواقع الطاعة هو: اتباع شرعته، وتطبيق مبادئه الخالدة، التي ما سعد المسلمون ونالوا آمالهم وأمانيهم، الا بالتمسك بها والحفاظ عليها. وما تخلفوا واستكانوا الا باغفالها والانحراف عنها. أنظر كيف يحرض القرآن الكريم على طاعة النبي صلى اللّه عليه وآله، ويحذر مغبة عصيانه ومخالفته، حيث قال: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (الحشر 7). وقال تعالى: “َمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا” (الأحزاب 36). وقال سبحانه: “وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ” (النساء 13-14). وقال عز وجل: “إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ. كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ” (المجادلة 20-21).

3202- جاء في الصواعق (ص87)، قال: ويروى (لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء. فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صل على محمد وتمسكون. بل قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد).

3203- كان مصعب نازلاً على أسعد بن زرارة وكان يخرج في كل يوم فيطوف على مجالس الخزرج يدعوهم الى الاسلام فيجيبه الأحداث، وكان عبد الله بن اُبيّ شريفاً في الخزرج، وقد كان الأوس والخزرج أجتمعت على أن يملّكوه عليهم لشرفه وسخائه وقد كانوا اتخذوا له إكليلاً إحتاجوا في إتمامه الى واسطة كانوا يطلبونها وذلك أ نّه لم يدخل مع قومه الخزرج في حرب بعاث ولم يعلن على الاُوس وقال: هذا ظلم منكم للأوس ولا اُعين على الظلم فرضيت به الاوس والخزرج فلمّا قدم أسعد كره عبد الله ما جاء به أسعد وذكوان وفتر أمره فقال أسعد لمصعب إنّ خالي سعد بن معاذ من رؤساء الاوس وهو رجل عاقل شريف مطاع في بني عمرو بن عوف فان دخل في هذا الأمر تمَّ لنا أمرنا فهلّم نأتي محلّتهم، فجاء مصعب مع أسعد الى محلّة سعد بن معاذ فقعد على بئر من آبارهم و إجتمع اليه قوم من أحداثهم وهو يقرأ عليهم القرآن فبلغ ذلك سعد بن معاذ فقال لاُسيد بن حضير وكان من أشرافهم بلغني أنّ أبا اُمامة أسعد بن زرارة قد جاء الى محلتنا مع هذا القرشيّ يفسد شبابنا فائته وانهه عن ذلك فجاء اُسيد بن حضير فنظر اليه أسعد فقال لمصعب إن هذا رجل شريف فان دخل في هذا الأمر رجوت أن يتمّ أمرنا فاصدق الله فيه فلمّا قرب اُسيد منهم قال: يا أبا اُمامة يقول لك خالك: لا تأتينا في نادينا ولا تفسد شبابنا واحذر الاوس على نفسك فقال مصعب أوَتجلس فنعرض عليك أمراً فان أحببته دخلت فيه وان كرهته نحيّنا عنك ما تكره فجلس فقرأ عليه سورة من القرآن فقال: كيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الأمر ؟ قال: نغتسل ونلبس ثوبين طاهرين ونشهد الشهادتين ونصلي ركعتين فرمى بنفسه مع ثيابه في البئر ثم خرج وعصر ثوبه ثمَّ قال أعرض عليّ فعرض عليه شهادة: (أن لا اله إلاّ الله وان محمّداً رسول الله فقالها ثمَّ صلّى ركعتين ثم قال لأسعد: يا أبا اُمامة أنا أبعث اليك الآن خالك وأحتال عليه في أن يجيئك فرجع اُسيد الى سعد بن معاذ فلمّا نظر اليه سعد قال: اُقسم أنّ اُسيداً قد رجع الينا بغير الوجه الّذي ذهب من عندنا، وآتاهم سعد بن معاذ فقرأ عليه مصعب (حم، تنزيل من الرّحمن الرّحيم) فلمّا سمعها قال مصعب: والله لقد رأينا الاسلام في جهة قبل أن يتكلّم، فبعث الى منزله وأتى بثوبين طاهرين واغتسل وشهد الشهادتين، وصلّى ركعتين، ثمَّ قام وأخذ بيد مصعب وحوّله اليه، وقال: أظهر أمرك، ولا تهابنّ أحداً ثمَّ جاء فوقف في بني عمرو بن عوف وصاح: يا بني عمرو بن عوف لا يبقيّن رجل ولا إمرأة ولا بكر ولا  ذات بعل ولا شيخ ولا صبيّ إلاّ أن يخرج فليس هذا يوم ستر ولا حجاب فلمّا إجتمعوا قال: كيف حالي عندكم ؟ فقالوا: أنت سيّدنا والمطاع فينا ولا نردّ لك أمراً فامرنا بما شئت فقال: كلام رجالكم ونسائكم وصبيانكم عليّ حرام حتّى تشهدوا أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، فالحمد لله الّذي أكرمنا بذلك وهو الذي كانت اليهود تخبرنا به فما بقي من دور بني عمرو بن عوف في ذلك اليوم إلاّ وفيها مسلم أو مسلمة وحوّل مصعب بن عمير اليه وقال له: أظهر أمرك وادعو النّاس علانّية وشاع الاسلام في المدينة وكثر ودخل فيه من البطنين جميعاً أشرافهم وذلك لما كان عندهم من أخبار اليهود، وبلغ رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله أنّ الأوس والخزرج قد دخلوا في الإسلام وكتب اليه مصعب بذلك وكان كلّ من دخل في الإسلام من قريش ضربه قومه وعذّبوه فكان رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله يأمرهم أن يخرجوا إلى المدينة فكانوا يتسللون رجلاً رجلاً فيصيرون إلى المدينة فينزلهم الأوس والخزرج عليهم ويواسونهم.

3204- كان صلى الله عليه وآله وسلم يُقلم أظفاره ويقص شاربيه يوم الجمعة، قبل أن يخرج إلى الصلاة.

3205- كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أخذ في طريق، ذهب فيه، رجع في غيره، ذهب في طريق و رجع من آخر، و هكذا كان بفعل حفيده مولانا الرضا عليه السلام و يأمر بفعله.

3206- و من السنة و البر أن يكنى الرجل باسم أبيه.

3207- عن ابي عبد الله عليه السلام قال: إنّ ناضحاً كان لرجل من النّاس فلمّا أسنّ قال بعض أصحابه: لو نحرتموه، فجاء البعير إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل يرغو فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله الى صاحبه فلما جاء قال له النبيّ صلى الله عليه وآله: إنّ هذا يزعم أ نّه كان لكم شابّاً حتّى هرم، وأ نّه قد نفعكم وأ نّكم أردتم نحره، قال: فقال: صدق، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تنحروه ودعوه، قال: فتركوه فكان يأتي دور الأنصار مثل السائل يشرف على الحجر فكان العواتق يجبين له حتّى يجيء فيقلنّ هذا.

3208- كان صلى الله عليه وآله وسلم يخرج بعد طلوع الشمس، لأن الجلوس للتعبد و الدعاء و الذكر بين الطلوعين أفضل من طلب الرزق.

3209- قال أبو عقبة الأنصارى: كنت في خدمة رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء نفر من اليهود فقالوا لي: استأذن لنا على محمّد فأخبرته فدخلوا عليه، فقالوا: أخبرنا عمّا جئنا نسألك عنه قال: جئتموني تسألونني عن ذي القرنين، قالوا: نعم، فقال: كان غلاماً من أهل الرّوم ناصحاً لله عزّ وجلّ فأحبّه الله وملك الأرض، فسار حتّى أتى مغرب الشمس ثمَّ سار الى مطلعها، ثمَّ سار الى جبل يأجوج ومأجوج فبنى فيها السدّ، قالوا: نشهد إنّ هذا شأنه وأ نّه لفي التوراة.

3210- كان صلى الله عليه وآله وسلم جل ضحكه التبسم، فلا يقهقه و لا يرفع صوته كما يفعل أهل الغفلة.

3211- رد في الحديث عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه الصادق عليه السلام قَالَ: اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلّم حَارِثَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيَّ فَقَالَ لَه:  كَيْفَ أَنْتَ يَا حَارِثَةَ بْنَ مَالِكٍ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّه مُؤْمِنٌ حَقّاً.  فَقَالَ لَه رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلّم: لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكَ؟  فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّه عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا فَأَسْهَرَتْ لَيْلِي وأَظْمَأَتْ هَوَاجِرِي وكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي (وَ) قَدْ وُضِعَ لِلْحِسَابِ، وكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِي الْجَنَّةِ وكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ.  فَقَالَ لَه رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلّم: عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّه قَلْبَه، أَبْصَرْتَ فَاثْبُتْ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّه ادْعُ اللَّه لِي أَنْ يَرْزُقَنِي الشَّهَادَةَ مَعَكَ.  فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْ حَارِثَةَ الشَّهَادَةَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا أَيَّاماً حَتَّى بَعَثَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلّم سَرِيَّةً فَبَعَثَه فِيهَا فَقَاتَلَ فَقَتَلَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً ثُمَّ قُتِلَ.

3212- قال صلّى الله عليه وآله: لا يلقى الله عبد بمثل خصلتين: طول الصمت، وحسن الخُلق.

3213- ورد في الحديث أنّ أبا ذر وقد كان شخصاً معروفاً بانقطاعه إلى عليٍّ وأهل البيت عليه السلام، قال: (يا نبيّ الله، إنّي أحبّ أقواماً ما أبلغ أعمالهم؟ قال: فقال: يا أبا ذر، المرء مع من أحبّ، وله ما اكتسب.  قلت: فإنّي أحبّ الله ورسوله وأهل بيت نبيّه؟ قال: فإنّك مع من أحببت).

3214- اذا قام صلّى الله عليه وآله من نومه قال: (الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني و إليه النشور).

3215- في حديث أبي موسى قال: قيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: الرجل يحبّ القوم ولمّا يلحق بهم، قال: المرء مع من أحب”، صحيح البخاري ج 7 ص 113.

3216- كان صلى الله عليه وآله وسلم من أحب الهدايا إليه الطيب.

3217- قال أنس: لمّا قدم رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله  المدينة اُخبر عبد الله بن سلام بقدومه فأتاه فقال: إنّي سائلك عن أشياء لا يعلمها إلاّ نبيّ، فان أخبرتني بها آمنت بك، قال: وما هنّ؟ قال: نسائلك عن الشبه، وعن أوّل شيء يأكله أهل الجنّة، وعن أوّل شيء يحشر النّاس فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله: أخبرني بهنّ جبرئيل آنفاً، قال: ذاك عدوّ اليهود، قال: أمّا الشبه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة ذهب الشبه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرّجل ذهبت بالشبه، وأمّا أوّل شيء يأكله أهل الجنّة فرائد كبد الحوت، وأمّا أوّل شيء يحشر الناس فنار تجي من قبل المشرق فتحشرهم الى المغرب فأمسك، وقال: أشهد أنّك رسول الله، وقال: يا رسول الله إنّ اليهود بهت و إنّهم إن سمعوا باسلامي بهّتوني فأخبأني عندك، وابعث إليهم فسلم عنّي، فخبأه رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله وبعث اليهم فجاؤوا فقال: أيّ رجل عبد الله بن سلام فيكم؟ قالوا: هو خيرنا وابن خيرنا، وسيّدنا وابن سيّدنا وعالمنا وابن عالمنا، قال: أرأيتم إن أسلم أتسلمون؟ فقالوا: أعاذه الله من ذلك، فقال: يا عبد الله بن سلام أخرج اليهم، فلمّا خرج اليهم قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله، قالوا: شرّنا و إبن شرّنا، وجاهلنا وابن جاهلنا، فقال ابن سلام: قد اُخبرتك يا  رسول الله إن اليهود قوم بهت.

3218- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نية المؤمن خير من عمله، ونية الكافر شر من عمله.

3219- كان صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل، قعد عند أول مكان يجد من طرف دخوله.

3220- عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: (أبى الله لصاحب الخلق السيّىء بالتوبة، فقيل: يا رسول الله، وكيف ذلك؟ قال صلى الله عليه وآله: لأنّه إذا تاب من ذنب وقع في أعظم منه).

3221-  كان صلى الله عليه وآله وسلم يخيطُ ثوبه، و يخصف نعله، و كان أكثر عمله في بيته الخياطة.

3222- وروي ان نهيك الأزديّ عن عمرو بن أخطب قال: إستسقى النبيّ صلى الله عليه وآله فأتيته بإناء فيه ماء وفيه شعرة فرفعتها، فقال: (اللّهم جمّله جمّله) قال: فرأيته بعد ثلاث وتسعين سنة ما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء.

3223- كان صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أبلغوني حاجةَ منْ لا يقدرُ على إبلاغ حاجته)، حتى لا يكون محجوباً عن حاجات الناس، و يقضيها إن استطاع.

3224- قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: حسن الخُلق نصف الدِّين.

3225- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المهديّ منّا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة).

3226- من كتاب النبوة عن علي عليه السلام قال: ما صافح رسول الله صلى الله عليه واله أحدا قط فنزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده، وما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل ينصرف، وما نازعه الحديث حتى يكون هو الذي يسكت، وما رأى مقدما رجله بين يدي جليس له قط، ولا عرض له قط أمران إلا أخذ بأشدهما، وما انتصر نفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالى، وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا، وما سئل شيئا قط فقال: لا، وما رد سائلا حاجة إلا بها أو بميسور من القول، وكان أخف الناس صلاة في تمام، وكان أقصر الناس خطبة وأقله هذرا، وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل، وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ، وآخر من يرفع يده، وكان إذا أكل أكل مما يليه، فإذا كان الرطب والتمر جالت يده، وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس، وكان يمص المآء مصا، ولا يعبه عبا، وكان يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وإعطائه، كان لا يأخذه إلا بيمينه، ولا يعطي إلا بيمينه، وكان شماله لما سوى ذلك من بدنه، وكان يحب التيمن في كل اموره: في لبسه وتنعله وترجله، وكان إذا دعا دعا ثلاثآ، وإذا تكلم تكلم وترا، وإذا استأذن استأذن ثلاثا، وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رأى كالنور يخرج من بين ثناياه، وإذا رأيته قلت: أفلج الثنيتين، وليس بأفلج، وكان نظره اللحظ بعينه، وكان لا يكلم أحدا بشئ يكرهه، وكان إذا مشى ينحط من صبب، وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقا، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده، وكان المحدث عنه يقول: لم أر بعيني مثله قبله ولا بعده صلى الله عليه وآله. عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر.