اخر الاخبار

أصحاب الحسين عليه السلام (ح 1) (أنس بن الحارث الكاهلي الأسدي)‎

د. فاضل حسن شريف

شارك أنس الكاهلي الأسدي وهو من أنصار الحسين عليه السلام في معركتي بدر وحنين بالإضافة الى معركة الطف. ورد في الموسوعة الحرة أنس بن الحارث الكاهلي الأسدي (توفي في 61هـ/ 680 م) من أصحاب النبي محمد ومن أصحاب الحسين بن علي بن أبي طالب، شارك في غزوة بدر وغزوة حنين، وشارك في واقعة الطف وقتل بها. نسبه: هو أنس بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي الكاهلي. مقتله: إستشهد في موقعة كربلاء عام 61 هـ بعد أن قتل 18 رجلاً من جيش يزيد، وكان يقاتل وهو يقول: قد علمت كاهلنا وذودان * والخندفيون وقيس علان   بان قومي آفة للاقران * يا قوم كونوا كأسود خفان   آل علي شيعة الرحمن * وآل حرب شيعة الشيطان.

أمر الحسين عليه السلام الشيخ أنس الكاهلي وهو من بطون بني أسد بوعظ الجيش الأموي. وقد روى الكاهلي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الامام الحسين عليه السلام. عن  الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم ‌السلام: أنس بن الحارث الکاهلي، من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن شهداء كربلاء الطاعنين في السن. أبوه الحارث بن نبيه من أصحاب الصفة. نَقَل عنه وعن أبيه كلا الفريقين من أهل السنة والشيعة حديثاً في مقتل الحسين عليه السلام بأرض العراق ولزوم نصرته. قام أنس يعظ جيش عمر بن سعد يوم عاشوراء بأمر من الحسين عليه السلام ليتمّ الحجة عليهم حين امتنعوا من سقيه الماء، ثم ارتجز هو والحسين عليه السلام في لعن القوم ووصْف بني أمية بشيعة الشيطان. اسمه ونسبته: هو أنس بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي الكاهلي. وكاهل بطن من أسد بن خزيمة. عدّوه من أهل الكوفة. أبوه: أبوه الحارث بن نبيه، من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن أصحاب الصفة. وقد يقال: الحرث. وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذُكِر اسم أبيه تحت عنوان”هزلة”، قال ابن الأثير: وما أقرب أن يكونا واحدً، لأنه قد ذكر في أنس بن الحارث (أيضاً) أنه قتل مع الحسين. صحبته مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم. صحِب أنس النبيَّ، وقيل عنه إنه شهِد بدراً وحُنين. يشهد له بذلك تقدمه في العمر يوم عاشوراء. حديث أنس في مقتل الحسين: روی أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً في مقتل الحسين، ذكره كلا الفريقين من السنة والشيعة. قال البخاري: (أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي، سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحرانيّ، عن عطاء بن مسلم، حدثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه، سمعت أنس بن الحارث.) ورواه البغويّ، وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه، ومتنه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: (إنّ ابني هذا يعني الحسين يُقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره). قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء، فقتل بها مع الحسين. حديث والد أنس في مقتل الحسين: ذكر ابن الأثير أنّ أنس بن الحارث روى الحديث عن أبيه الحارث بن نبيه وهو الذي تقدم ذكره أنه من أهل الصفة أنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسين في حجره، يقول إن ابني هذا يقتل في أرض يقال لها العراق فمن أدركه فلينصره). وجه الإرسال في أحاديث أنس: قال ابن الأثير بعد ذكره للرواية الثانية: (أخرجه الثلاثة إلا أن أبا نعيم قال: ذكره بعض المتأخرين يعنى ابن مندة في الصحابة وهو من التابعين.) هذا ووقع في التجريد للذهبي في حديث أنس عن النبي: (لا صحبة له، وحديثه مرسل، ثم قال: وقال المزّي: له صحبة، فوهم.) ثم علّق على كلامه ابن حجر وقال: ولا يخفى وجه الرد عليه مما أسلفناه (في صحبته)، وكيف يكون حديثه مرسلاً وقد قال سمعت، وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدّغولي وابن زبر، والباوردي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم.

كان أنس الكاهلي كبير العمر ذا شيبة وهو من أبناء الكوفة وقد ورد عن العامة والخاصة حديثه عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حول مقتل الحسين عليه السلام لذلك قدم الى كربلاء عند سماع مقدم أبي عبد الله الحسين عليه السلام ليقاتل معه وينصره. جاء عن موقع اذاعة طهران عن أنس الكاهلي الأسدي: الشيب في الاسلام له احترامه، وذو الشيبة له إجلاله وإكرامه. فأميرالمؤنين عليّ عليه السلام يقول في غرر كلماته وحكمه: (وقار الشيب نور وزينة)، ويقول كذلك: (وقار الشيب أحب إلي من نضارة الشباب). و الشيبة في الإسلام تحطى بمكانة خاصة، ولها حقوق على الناس، فرسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (من إجلال الله، إجلال ذي الشيبة المسلم)، وروي عنه صلى الله عليه وآله في بعض المصادر العامية قوله: (إن من اجلالي توقير الشيخ من أمتي). هذا من أخلاقيات الاسلام وآدابه في شأن الشيبة إذا كانت شابت على دين الله تبارك وتعالى، فكيف بالشيبة إذا سمت الى مراقي الايمان والتقوى، وتوسّمت بالتسليم والطاعة لله ورسوله ولأئمة المسلمين الهداة من آل البيت صلوات الله عليهم؟ وكيف اذا تقدمت الشيبة الكريمة في سوح الجهاد الغيور المدافع عن حرم الدين وحُرم البيت النبوي الشريف؟ وكيف اذا تعطرت تلك الشيبة الوقورة المجاهدة بدماء الشهادة الزكية؟ إن مثل هذه الشيبة كان لها حضورها المشرف على ارض كربلاء، في يوم عاشوراء وكانت ملتحقة بقافلة الشهداء السعداء، كان منهم: الشيخ الشهيد أنس بن الحارث الكاهلي، الاسديّ. كان أنس بن الحارث بن بنيه الاسدي من عداد الكوفيين، إذ منازل كاهل ـ وهم من عدنان عرب الشمال في الكوفة. وانس هذا رضوان الله عليه كان شيخاً كبير السن، ذا منزلة اجتماعية رفيعة، بحكم كونه صحابياً رأى النبي صلى الله عليه وآله وسمع حديثه، وكان ما حدث عن رسول الله قد رواه عنه جم غفير من العامة والخاصة، فمما ورد عن أنس بن الحارث قوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ـ والحسين في حجره: (ان ابني هذا يقتل بأرض العراق، ألا فمن شهده فلينصره). وكان انس بن الحارث الكاهلي من صدق ما سمعه ورواه، فشهد الامام الحسين عليه السلام في العراق فنصره. وقبل ذلك شهد بدراً وحنينا فنصر فيهما رسول الله صلى الله عليه وآله، فإذا مد الله تعالى في عمره واصبح شيخاً مسناً وفق لنصرة آل رسول الله صلى الله عليه وآله. سمع انس بن الحارث الكاهلي بمقدم الامام الحسين الى كربلاء، فخرج من الكوفة حتى التقى به ليلا، فادركته السعادة بانضمامه الى الركب الحسيني الذي كان مستعداً للقتال، وللنزال، بل للشهادة في درجاتها الرفيعة بين يدي سيد شباب اهل الجنة. وكذا أنس بن الحارث كان متاهبا لذلك، فاصطف على كبر سنه مع إخوانه في الايمان والولاء و الجهاد، اصحاب الامام الحسين عليه السلام، ينتظر الفرصة للاذن والدخول الى ساحة المنازلة، حتى حان اوان ذلك. فتقدم أنس يستأذن امام الحق، وحجة الله على الخلق، وهو يشد وسطه بعمامته، لكبر سنه وضعف ظهره رضوان الله عليه، وكان دعا بعصابة فعصب بها حاجبيه اللذان قد تدلاً على عينيه بعد ان طال به العمر المبارك، فرفع بالعصابة حاجبيه عن عينيه يزيحهما عن نظره، ليلقى بعد ذلك آخر نظراته الموالية الى وجه أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه، فلما راه الإمام بهذه الهيئة وقد تقدم يستأذنه للفتال والشهادة، بكى عليه السلام، ودعا له: شكر الله لك يا شيخ. وبرز الشيخ المسن انس بن الحارث الكاهلي الاسدي رضوان الله عليه في طف كربلاء. ثم حمل انس بن الحارث الاسدي رحمه الله على القوم يقاتلهم منحني الظهر يجهد في ضربهم، حتى قتل منهم ـ على كبر سنه اربعة عشر رجلا من عسكر عمر بن سعد، وقيل: ثمانية عشر رجلاً، ومازال يخوض فيهم حتى حاصروه وقد أجهده القتال فقتلوه، ليستقبل ارض الشهادة بكربلاء مضرجاً بدمه الذي صبغ شيبته الكريمة خضابا يفتخر به الموالون المضحون.

توكل المؤمنون ومنهم أنس بن حارث الكاهلي الأسدي في معركة بدر وهو شاب كما توكل نفسه في معركة الطف وهو شيخ كبير العمر. وفي كلتي المعركتين كانا الغرض منهما دفاعي وليس هجومي. وان كان قد حصل قلق وذلة في بعض الأصحاب بمعركة بدر فإن الأصحاب في معركة الطف كانوا بعزيمة لا تلين. قال الله تعالى “إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” (ال عمران 122) نزلت هذه الآية في معركة بدر حيث ان معارك خاتم الانبياء بدر وخيبر وتبوك وغيرها كانت للدفاع عن قوافل المسلمين من السلب. بعد الخطأ والتنازع الذي وقع فيه الرماة، وما جرَّ ذلك من التفاف خيل المشركين، بدأت جولة ثانية من المعركة، وأصيب الرسول صلى الله عليه وسلم وشُجَّ رأسه وكسرت رباعيته، بعد هذه الجولة تحدّث القرآن وصارح المسلمين بخلجات نفوسهم وعلى حصول الذلة لجيش النبي صلى الله عليه واله وسلم في واقعة بدر”وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّة ” (ال عمران 123)، وعرض ما كان فيها من صراع نفسي واضطراب بين نوازع الثبات أو التخلي، عرض ذلك دون أن يخفي شيئاً تحدثت به نفوسهم، وذلك لأنها نفوس فيها نوازع الثبات والتخلي، و القوة والضعف وحصول القلق قبل المعركة.

ترك أهل الكوفة الامام الحسين عليه السلام وحيدا في معركة الطف الا القلة القليلة من أهله وأصحابه منهم أنس بن حارث الكاهلي الأسدي الصحابي الذي شارك في معركة بدر. تخلف بعض المسلمين في المشاركة بمعركة بدر مما جعل عددهم أقل من عدد مشركي قريش. ولكن الله جعل الرعب يدب في صفوف المشركين “سَنُلْقِى فِى قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعْبَ بِمَآ أَشْرَكُوا۟ بِٱللَّهِ” (ال عمران 151) وذلك بنزول ملائكة مسومين “هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ” (ال عمران 125) ونزول المطر. والاهم من هذا وذاك وجود ابطال مثل علي بن ابي طالب والحمزة عليهم السلام الذين قتلوا ابطال مشركي قريش. اعطى رسول الله راية قيادة المعركة المسماة العقاب الى علي عليه السلام كما أعطى الحسين لاخيه العباس عليهما السلام الراية في معركة الطف. كان ابو جهل اول من هجم على معسكر المسلمين ببدر وطلب من الوليد وابيه وشيبة أن يبرزوا للقتال وأمر الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ان يبرز من جهة المسلمين علي والحمزة وعبيدة بن الحارث فقتل علي عليه السلام الوليد، و اشترك مع حمزة في قتل أبيه. وبنفس الطريقة هجم جيش يزيد على معسكر أهل وأصحاب الحسين عليه السلام الذين منهم الصحابي أنس الأسدي الذي نفسه أشترك مع المسلمين في معركة بدر كما ذكرت كثير من الروايات.