أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 17) (فاستغاثه الذي من شيعته)
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ” ﴿القصص 15﴾ قوله: “فوجد فيها رجلين يقتتلان” أي يتنازعان ويتضاربان، وقوله: “هذا من شيعته وهذا من عدوه” حكاية حال تمثل به الواقعة، ومعناه: أن أحدهما كان إسرائيليا من متبعيه في دينه فإن بني إسرائيل كانوا ينتسبون يومئذ إلى آبائهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهما السلام في دينهم وإن كان لم يبق لهم منه إلا الاسم وكانوا يتظاهرون بعبادة فرعون والآخر قبطيا عدوا له لأن القبط كانوا أعداء بني إسرائيل، ومن الشاهد أيضا على كون هذا الرجل قبطيا قوله في موضع آخر يخاطب ربه: “وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ” (الشعراء 14). وقوله: “فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه” الاستغاثة: الاستنصار من الغوث بمعنى النصرة أي طلب الإسرائيلي من موسى أن ينصره على عدوه القبطي. وقوله: “فوكزه موسى فقضى عليه” ضميرا “وكزه” و”عليه” للذي من عدوه والوكز – على ما ذكره الراغب وغيره – الطعن والدفع والضرب بجمع الكف، والقضاء هو الحكم والقضاء عليه كناية عن الفراغ من أمره بموته، والمعنى: فدفعه أو ضربه موسى بالوكز فمات، وكان قتل خطإ ولولا ذلك لكان من حق الكلام أن يعبر بالقتل. وقوله: “قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين” الإشارة بهذا إلى ما وقع بينهما من الاقتتال حتى أدى إلى موت القبطي وقد نسبه نوع نسبة إلى عمل الشيطان إذ قال: “هذا من عمل الشيطان” و”من” ابتدائية تفيد معنى الجنس أو نشوئية، والمعنى: هذا الذي وقع من المعاداة والاقتتال من جنس العمل المنسوب إلى الشيطان أوناش من عمل الشيطان فإنه هو الذي أوقع العداوة والبغضاء بينهما وأغرى على الاقتتال حتى أدى ذلك إلى مداخلة موسى وقتل القبطي بيده فأوقعه ذلك في خطر عظيم وقد كان يعلم أن الواقعة لا تبقى خفية مكتومة وأن القبط سيثورون عليه وأشرافهم وملؤهم وعلى رأسهم فرعون سينتقمون منه ومن كل من تسبب إلى ذلك أشد الانتقام. فعند ذلك تنبه عليه السلام أنه أخطأ فيما فعله من الوكز الذي أورده مورد الهلكة ولا ينسب الوقوع في الخطأ إلى الله سبحانه لأنه لا يهدي إلا إلى الحق والصواب فقضي أن ذلك منسوب إلى الشيطان. وفعله ذاك وإن لم يكن معصية منه لوقوعه خطأ وكون دفاعه عن الإسرائيلي دفعا لكافر ظالم، لكن الشيطان كما يوقع بوسوسته الإنسان في الإثم والمعصية كذلك يوقعه في أي مخالفة للصواب يقع بها في الكلفة والمشقة كما أوقع آدم وزوجه فيما أوقع من أكل الشجرة المنهية فأدى ذلك إلى خروجهما من الجنة. فقوله: “هذا من عمل الشيطان” انزجار منه عما وقع من الاقتتال المؤدي إلى قتل القبطي ووقوعه في عظيم الخطر وندم منه على ذلك، وقوله: “إنه عدو مضل مبين” إشارة منه إلى أن فعله كان من الضلال المنسوب إلى الشيطان وإن لم يكن من المعصية التي فيها إثم ومؤاخذة بل خطأ محضا لا ينسب إلى الله بل إلى الشيطان الذي هو عدو مضل مبين، فكان ذلك منه نوعا من سوء التدبير وضلال السعي يسوقه إلى عاقبة وخيمة ولذا لما اعترض عليه فرعون بقوله: “وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين” أجابه بقوله: “فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ” (الشعراء 20).
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ” ﴿القصص 15﴾ المراد بالمدينة هنا مصر. وفي ذات يوم دخل موسى بعض شوارعها دون أن يشعر أحد به، فرأى رجلين يتشاجران ويقتتلان: أحدهما قبطي من أتباع فرعون، والآخر إسرائيلي من جماعة موسى، وكان الأقباط بوجه العموم يضطهدون الإسرائيليين، ويحسبونهم خدما لهم وعبيدا، فاستنجد الإسرائيلي بموسى، فوكز موسى القبطي بيده أو بعصاه بقصد التأديب والردع عن البغي، لا بقصد القتل، فوقع جثة هامدة، ويسمى هذا بقتل الخطأ “قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُو مُضِلٌّ مُبِينٌ”. هذا إشارة إلى الشجار والقتال الذي وقع بين القبطي والإسرائيلي، لا إلى الوكز أو القتل غير المقصود، والمعنى ان القتال بين الاثنين مصدره وسوسة الشيطان واغراؤه بالمعاصي والذنوب.
جاء في كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: قصة موسى عليه السلام في القرآن بحسب تسلسلها التاريخي: خروج موسى من مصر: ودخل موسى المدينة في يوم ما (على حين غفلة من أهلها) (القصص 15) (متنكرا) فوجد فيها رجلا من شيعته (من الإسرائيليين) يقاتل رجلا آخر من أعدائه (الفرعونيين) فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه، فوكزه موسى فقضى عليه ولم يكن ينتظر موسى أن تؤدي هذه الضربة إلى الموت، ولذلك ندم على هذا العمل المتسرع الذي انساق إليه، فاستغفر ربه عليه. وأصبح موسى في المدينة خائفا يترقب أن ينكشف أمره فيؤخذ بدم الفرعوني، فينزل إلى المدينة مرة أخرى فإذا به يواجه قضية أخرى متشابهة، وإذا الذي استنصره بالأمس فنصره يستصرخه اليوم أيضا، فعاتبه موسى على عمله ووصفه بأنه غوي مبين يريد توريطه واحراجه، ثم لما (أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما) (موسى والإسرائيلي) ظن الإسرائيلي أن موسى يقصد البطش به لا بالفرعوني، فقال لموسى: (أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس ان تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض) وبذلك كشف الإسرائيلي عن هوية قاتل الفرعوني الأول وفضح قتل موسى له، فعمل الملا وهم علية القوم على قتله بدم الفرعوني. (وجاء رجل من أقصى المدينة) وأعاليها يخبر موسى بالامر يقول له: (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك) وطلب منه المبادرة إلى الخروج والهروب من الفرعونيين. فخرج موسى من المدينة خائفا يترقب ان يوافيه الطلب أو تصل إليه أيدي الفرعونيين فدعا ربه أن ينجيه من القوم الظالمين (القصص: 15 21، وطه: 40).
عن موقع السومرية جامعات العراق تنظم وقفة لمناهضة العدوان على لبنان وفلسطين بتأريخ 25 أيلول 2024: نظمت الجامعات العراقية، اليوم الأربعاء، وقفات مناهضة للعـدوان الذي يطال الشعبين الفلسـطيني واللبناني ويهدد المنطقة وشعوبها الحرة. وبحسب بيان لوزارة التعليم العالي ورد لـ السومرية نيوز، رفع منتسبو الجامعات أساتذة وتدريسين وموظفين وطلبة أعلام فلـسـطين ولبـنـان تعبيرا عن الدعم والمؤازرة والإسناد من العراق ومؤسساته الى قوى البطولة والتضحية التي تواجه الظلم والاستكبار. وبحسب البيان، فإن وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي دعا إلى وقفات مناهضة للتوحش وإطلاق حملات إنسانية للشعب اللبناني.
جاء في موقع ويبنكاه عن دعوة جهة عراقية أخرى لنصرة شعب لبنان المظلوم بتأريخ 25 سبتمبر 2024: صدر آية الله الشيخ محمد اليعقوبي الإذن من السلطات العراقية بصرف الحقوق الشرعية لتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب اللبناني الشقيق وتقديم المساعدات لغرض التعاطف والمساعدة. وفقًا لتقرير المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، مكتب آية الله علي اليعقوبي من البرلمان العراقي وشددت الهيئة: على الاهتمام بالوضع الحرج الذي يعيشه وطن لبنان الشقيق وتعرض مدنه لهجوم غاشم من قبل الصهاينة أدى إلى استشهاد وجرح المئات من المؤمنين وتهجير وتهجير أهله. آلاف المدنيين الأبرياء، سمح آية الله الشيخ محمد اليعقوبي لكل من يريد قضاء حقوقه الشرعية بشراء الاحتياجات الأساسية لإخواننا في لبنان أو تقديم مساعدات ملموسة، من أجل التعاطف معهم ومساعدتهم. وسيتم إرسال هذه المساعدات بإذن الله تعالى عبر مكتبه في لبنان. نسأل الله تعالى أن يعز جنوده ويقوي قلوبهم ويعينهم على كافة الجبهات ويدفع عنهم مخططات الشر. عاد الأعداء كما نطلب منه الرحمة والفضل للشهداء المباركين والشفاء التام للجرحى والمصابين إنه سميع الدعاء. وقبل ذلك مكتب آية الله السيستاني المرجع الأعلى للثورة الإسلامية. وأدلى الشيعة في العراق، ببيان حول الهجمات التي نفذها النظام الإسرائيلي على لبنان واغتيال العشرات من الأشخاص في جريمة مستمرة وقصف متواصل للمناطق السكنية، فيما أعلنوا تضامنهم مع اللبنانيين، ودعوا إلى بذل الجهود لوقف هذه الجرائم الهمجية. وشدد على بذل كل الجهود الممكنة لوقف هذه الاعتداءات الهمجية المتواصلة ودعم الشعب اللبناني في مواجهة نتائجها وآثارها المدمرة، مطالبا المؤمنين بفعل كل ما يساعد على تخفيف معاناة الشعب اللبناني وتلبية احتياجاته الإنسانية.