د. فاضل حسن شريف
في القرآن الكريم آيات توضح حق الانسان في المعاملة الانسانية ومنهم المهاجرين ونصرتهم قال عز من قائل “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)” (الانفال 72-75)، و”وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (النحل 41).
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ” ﴿المائدة 55-56﴾ الآيتان كما ترى موضوعتان بين آيات تنهى عن ولاية أهل الكتاب والكفار، ولذلك رام جماعة من مفسري القوم إشراكهما مع ما قبلهما وما بعدهما من حيث السياق، وجعل الجميع ذات سياق واحد يقصد به بيان وظيفة المؤمنين في أمر ولاية الأشخاص ولاية النصرة، والنهي عن ولاية اليهود والنصارى والكفار، وقصر الولاية في الله سبحانه ورسوله والمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، وهؤلاء هم المؤمنون حقا فيخرج بذلك المنافقون والذين في قلوبهم مرض، ويبقى على وجوب الولاية المؤمنون حقا، وتكون الآية دالة على مثل ما يدل عليه مجموع قوله تعالى: “وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ” (ال عمران 68)، وقوله تعالى: “النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ” (الاحزاب 6)، وقوله تعالى في المؤمنين: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” (الانفال 72)، وقوله تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ” (التوبة 71). فمحصل الآية جعل ولاية النصرة لله ولرسوله والمؤمنين على المؤمنين. نعم يبقى هناك إشكال الجملة الحالية التي يتعقبها قوله: “وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ” وهي قوله: “وَهُمْ راكِعُونَ” ويرتفع الإشكال بحمل الركوع على معناه المجازي وهو مطلق الخضوع لله سبحانه أو انحطاط الحال لفقر ونحوه، ويعود معنى الآية إلى أنه ليس أولياؤكم اليهود والنصارى والمنافقين بل أولياؤكم الله ورسوله والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، وهم في جميع هذه الأحوال خاضعون لساحة الربوبية بالسمع والطاعة، أو أنهم يؤتون الزكاة وهم فقراء معسرون هذا. لكن التدبر و استيفاء النظر في الآيتين وما يحفهما من آيات ثم في أمر السورة يعطي خلاف ما ذكروه، وأول ما يفسد من كلامهم ما ذكروه من أمر وحدة سياق الآيات، وأن غرض الآيات التعرض لأمر ولاية النصرة، وتمييز الحق منها من غير الحق فإن السورة وإن كان من المسلم نزولها في آخر عهد رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع لكن من المسلم أيضا أن جميع آياتها لم تنزل دفعة واحدة ففي خلالها آيات لا شبهة في نزولها قبل ذلك، ومضامينها تشهد بذلك، وما ورد فيها من أسباب النزول يؤيده فليس مجرد وقوع الآية بعد الآية أو قبل الآية يدل على وحدة السياق، ولا أن بعض المناسبة بين آية وآية يدل على نزولهما معا دفعة واحدة أو اتحادهما في السياق. على أن الآيات السابقة أعني قوله: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ” (المائدة 51)، تنهى المؤمنين عن ولاية اليهود والنصارى، وتعير المنافقين والذين في قلوبهم مرض بالمسارعة إليهم ورعاية جانبهم من غير أن يرتبط الكلام بمخاطبة اليهود والنصارى وإسماعهم الحديث بوجه بخلاف الآيات التالية أعني قوله: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ” (المائدة 57)، فإنها تنهى عن ولايتهم وتتعرض لحالهم بالأمر بمخاطبتهم ثم يعيرهم بالنفاق والفسق فالغرض في القبيلين من الآيات السابقة واللاحقة مختلف، ومعه كيف يتحد السياق؟
روى ابن إسحاق أن رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم كتب كتاباً بين المهاجرين والأنصار وادَعَ فيه اليهود وعاهدهم وأقر لهم على دينهم وأموآلهم وشرط لهم واشترط عليهم، وهذا نصه: (بسم اللـه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس، وأنه من تبعنا من اليهود فإن لـه النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناحرين عليهم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف، وأن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف، وأن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف، وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف، وأن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف، وأن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، ألا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلاّ نفسه وأهل بيته، وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم، وأنه لم يأثم امرؤٌ بحليفه، وأن النصر للمظلوم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة، وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم) إلى آخر الصحيفة.
عن جريدة القدس العربي استنفار في العراق لإغاثة لبنان وخطوط جوية وبرية لنقل المساعدات للكاتب مشرق ريسان بتأريخ 24 – سبتمبر – 2024: جسور جوية وبرّية: وعلى خلفية تطورات الأحداث في لبنان، أعلنت الحكومة العراقية إنشاء جسرين (جوي وبري) لإرسال المساعدات إلى هذا البلد، تلبية للدعوة التي أطلقها رجل الدين الشيعي البارز علي السيستاني. وفي بيان منفصل لمكتب السوداني، أشار إلى أنه (في ظل تطوّرات الأوضاع التي يشهدها لبنان الشقيق، يقف العراق، حكومةً وشعباً، وقفة الحق والعدالة والمبادئ، مستنداً إلى كل ما جاء في بيان (السيستاني) الذي تضمّن دعوة سماحته ببذل كل الجهود لوقف العدوان، ومساعدة لبنان وشعبه في مواجهته الشجاعة للاعتداءات الإجرامية ة التي أدت إلى استشهاد المئات من أبنائه البررة، وجرح الآلاف من المدنيين الآمنين). وأضاف أن (هذا الموقف ليس بالجديد على المرجعية العليا في النجف الأشرف، التي طالما أعلنت وعلى مدى سنوات، عن تشخيصها الحكيم لأصل وجود الكيان واحتلاله لفلسطين، ومحاولاته زرع الفتنة وتوسعة الصراع في المنطقة). ولفت البيان إلى أن (المواقف المعلنة لحكومتنا كانت واضحة وصريحة منذ البداية برفض العدوان الغاشم على غزّة، وعلى كل فلسطين الصامدة، فضلاً عن اعتداءات الكيان الغاصب على سيادة بعض الدول في المنطقة. وأكد السوداني، حسب البيان (مثلما دعونا باستمرار الدول الكبرى والمنظمات الأممية والدولية، وجميع الدول العربية والإسلامية، للعمل على إيقاف آلة الحرب ة المجرمة، وبناءً على هذه التطوّرات، يدعو ويعمل العراق لعقد اجتماع طارئ لقادة وفود الدول العربية (المتواجدين حاليا في نيويورك) والعمل لعقد قمة إسلامية، لبحث تداعيات العدوان على شعبنا الآمن في لبنان، والعمل المشترك لوقف سلوكه الإجرامي، وتحشيد الرأي العالمي، الذي لم يكن عبر تاريخ القضية الفلسطينية، بأكثر اطلاعاً بالظلم الواقع على الفلسطينيين، وما يطال اليوم لبنان الآمن المستقر).
عن جريدة الصباح العراق يستنهض العالم لنصرة لبنان بتأريخ 2024/09/26: أكد عضو لجنة الخدمات والإعمار النيابية، علاء سكر، في حديث لـ”الصباح”، أن “العدوان على لبنان الشقيق أمر مدان ويقع في فلك الإجرام الذي اعتاد عليه الكيان، ولا يمكن أن يستمر هذا العدوان، لذلك على مجلس الأمن والأمم المتحدة أن يتخذا إجراءات ضد المعتدين على لبنان وعلى الحكومة العراقية أن تتخذ إجراءات عبر العديد من الطرق منها الدبلوماسية، وإجراءات أخرى إنسانية لدعم الشعب اللبناني الشقيق”. وأضاف، أن “من الواجب الوقوف مع الشعب اللبناني في هذه المواجهة ضد العدو الغاشم الذي انتهك حقوق الإنسان واستهدف المدنيين من المواطنين اللبنانيين، والعراق يقف مع الشعب اللبناني بصف وجدار واحد ضد الاعتداءات ة المتكررة والاستهدافات التي قتل فيها العديد من المدنيين جرَّاء الغارات الجوية المعتدية على لبنان”. ولفت إلى أن “المرجعية الرشيدة أكدت على أهمية دعم الشعب اللبناني في معركته ضد العدو الغاشم، وتجهيز الدعم اللوجستي من الغذاء والدواء وكل ما يلزم لدعم شعب لبنان”. حديث الخارجية: في سياق متصل، دعا العراق ومصر والأردن، أمس الأربعاء، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لوقف العدوان. وذكرت وزارة الخارجية في بيان تلقته “الصباح”، إن “وزراء خارجية المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، عقدوا اجتماعاً على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك”، مبينة أن “الوزراء بحثوا مسار العمل في إطار آلية التعاون الثلاثي، وذلك تحضيراً للقمة الثلاثية المرتقبة على مستوى القادة في القاهرة”. وأضافت، أن “الوزراء تناولوا التصعيد الخطير الجاري في المنطقة، وشددوا على أن وقف هذا التصعيد يبدأ بوقف العدوان على غزة”، لافتة إلى أن “الوزراء أدانوا العدوان على لبنان، وأكدوا أن الكيان يدفع المنطقة نحو حرب شاملة”. ودعا الوزراء، بحسب البيان، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى “تحمّل مسؤولياتهم ذات الصلة لوقف الحرب”، مشيرين إلى أن “الكيان المحتل يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور، الذي ستكون له تبعات خطيرة”.