اخر الاخبار

أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 8) (وعزروه ونصروه)‎

د. فاضل حسن شريف

عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (الأعراف 157) ثم وصف سبحانه، الذين يتقون بصفة أخرى، فقال: “الذين يتبعون الرسول النبي” أي: يؤمنون به، ويعتقدون بنبوته، يعني نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم “الأمي” ذكر في معناه أقوال أحدها أنه الذي لا يكتب ولا يقرأ وثانيها: إنه منسوب إلى الأمة، والمعنى أنه على جبلة الأمة قبل استفادة الكتابة. وقيل: إن المراد بالأمة العرب، لأنها لم تكن تحسن الكتابة وثالثها: إنه منسوب إلى الأم، والمعنى إنه على ما ولدته أمه قبل تعلم الكتابة ورابعها: إنه منسوب إلى أم القرى، وهي مكة، وهو المروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام. “الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل” معناه: يجدون نعته وصفته ونبوته، مكتوبا في الكتابين، لأنه مكتوب في التوراة، في السفر الخامس: (إني سأقيم لهم نبيا من إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فيه فيقول لهم كل ما أوصيه به) وفيها أيضا مكتوب: (وأما ابن الأمة، فقد باركت عليه جدا جدا، وسيلد اثني عشر عظيما وأؤخره لأمة عظيمة) وفيها أيضا (أتانا الله من سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران). وفي الإنجيل بشارة بالفارقليط في مواضع منها: (نعطيكم فارقليط آخر يكون معكم آخر الدهر كله). وفيه أيضا قول المسيح للحواريين: (أنا أذهب، وسيأتيكم الفارقليط روح الحق، الذي لا يتكلم من قبل نفسه، إنه نذيركم بجميع الحق، ويخبركم بالأمور المزمعة، ويمدحني ويشهد لي) وفيه أيضا: (إنه إذا جاء فند أهل العالم). “يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر” يجوز أن يكون هذا مكتوبا في التوراة والإنجيل، ويكون موصولا بما قبله، وبيانا لمن يكتب له رحمة الولاية والمحبة، ويجوز أن يكون ابتداء من قول الله تعالى مدحا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمعروف: الحق، والمنكر: الباطل، لأن الحق معروف الصحة في العقول، والباطل منكر الصحة في العقول. وقيل: المعروف: مكارم الأخلاق، وصلة الأرحام، والمنكر: عبادة الأوثان، وقطع الأرحام، عن ابن عباس. وهذا القول داخل في القول الأول “ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث” معناه: يبيح لهم المستلذات الحسنة، ويحرم عليهم القبائح، وما تعافه الأنفس. وقيل: يحل لهم ما اكتسبوه من وجه طيب، ويحرم عليهم ما اكتسبوه من وجه خبيث. وقيل: يحل لهم ما حرمه عليهم رهابينهم وأحبارهم، وما كان يحرمه أهل الجاهلية من البحائر، والسوائب، وغيرها، ويحرم عليهم الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما ذكر معها. “ويضع عنهم إصرهم” أي: ثقلهم. شبه ما كان على بني إسرائيل من التكليف الشديد بالثقل، وذلك أن الله سبحانه جعل توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا، وجعل توبة هذه الأمة الندم بالقلب، حرمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن الحسن. وقيل: الإصر: هو العهد الذي كان سبحانه أخذه على بني إسرائيل أن يعملوا بما في التوراة، عن ابن عباس، والضحاك، والسدي، ويجمع المعنيين قول الزجاج: الإصر: ما عقدته من عقد ثقيل. “والأغلال التي كانت عليهم” معناه: ويضع عنهم العهود التي كانت في ذمتهم، وجعل تلك العهود بمنزلة الأغلال التي تكون في الأعناق، للزومها، كما يقال هذا طوق في عنقك. وقيل: يريد بالأغلال ما امتحنوا به من قتل نفوسهم في التوبة، وقرض ما يصيبه البول من أجسادهم، وما أشبه ذلك، من تحريم السبت، وتحريم العروق، والشحوم، وقطع الأعضاء الخاطئة، ووجوب القصاص دون الدية، عن أكثر المفسرين. “فالذين آمنوا به” أي: بهذا النبي، وصدقوه في نبوته “وعزروه” أي: عظموه، ووقروه، ومنعوا عنه أعداءه “ونصروه” عليهم “واتبعوا النور” معناه القرآن الذي هو نور في القلوب، كما أن الضياء نور في العيون، ويهتدي به الخلق في أمور الدين، كما يهتدون بالنور في أمور الدنيا “الذي أنزل معه” أي: أنزل عليه، وقد يقوم مع مقام على كما يقوم على مقام مع. وقيل: معناه أنزل في زمانه، وعلى عهده. ويروى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: أي الخلق أعجب إيمانا؟ قالوا: الملائكة. فقال: الملائكة عند ربهم فما لهم لا يؤمنون؟ قالوا: فالنبيون. قال: النبيون يوحى إليهم فما لهم لا يؤمنون؟ قالوا: فنحن يا نبي الله. قال: أنا فيكم، فما لكم لا تؤمنون؟ إنما هم قوم يكونون بعدكم، يجدون كتابا في ورق، فيؤمنون به، فهو معنى قوله “واتبعوا النور الذي أنزل معه”. “أولئك هم المفلحون” أي: الظافرون بالمراد، الناجون من العقاب، الفائزون بالثواب.

جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (الأعراف 157) وله: ﴿الذين يتبعون الرسول النبي الأمي﴾ الآية أخذ فيه ﴿يتبعون﴾ موضع يؤمنون، وهو من أحسن التعبير لأن الإيمان بآيات الله سبحانه كأنبيائه وشرائعهم إنما هو بالتسليم والطاعة فاختير لفظ الاتباع للدلالة على أن الإيمان بمعنى الاعتقاد المجرد لا يغني شيئا فإن ترك التسليم والطاعة عملا تكذيب بآيات الله وإن كان هناك اعتقاد بأنه حق. وذكره صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الأوصاف الثلاث: الرسول النبي الأمي، ولم يجتمع له في موضع من كلامه تعالى إلا في هذه الآية والآية التالية، مع قوله تعالى بعده: ﴿الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل﴾ تدل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان مذكورا فيهما معرفا بهذه الأوصاف الثلاث. ولو لا أن الغرض من توصيفه بهذه الثلاث هو تعريفه بما كانوا يعرفونه به من النعوت المذكورة له في كتابيهم لما كانت لذكر الثلاث: (الرسول النبي الأمي) وخاصة الصفة الثالثة نكتة ظاهرة. وكذلك ظاهر الآية يدل أو يشعر بأن قوله: يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر إلى آخر الأمور الخمسة التي وصفه صلى الله عليه وآله وسلم بها في الآية من علائمه المذكورة في الكتابين، وهي مع ذلك من مختصات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وملته البيضاء فإن الأمم الصالحة وإن كانوا يقومون بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما ذكره تعالى من أهل الكتاب في قوله: ﴿ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة إلى أن قال ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين﴾ (آل عمران 114). وكذلك تحليل الطيبات وتحريم الخبائث في الجملة من الجملة الفطريات التي أجمع عليها الأديان الإلهية، وقد قال تعالى: ﴿قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق﴾ (الأعراف 32). وكذلك وضع الإصر والأغلال وإن كان مما يوجد في الجملة في شريعة عيسى عليه السلام كما يدل عليه قوله فيما حكى الله عنه في القرآن الكريم: ﴿ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم﴾ (آل عمران 50) ويشعر به قوله خطابا لبني إسرائيل: ﴿قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه﴾ (الزخرف 63).

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: ورد في الآية (72) من سورة الأنفال حيث نقرأ: “وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ” (الانفال 72) هذا البرنامج الإيجابي البناء يحذر الظالمين من مغبة ظلم المؤمنين، حيث أنّهم لا يسكتون على ذلك و يقفون بوجوههم. و هو أيضا يؤمّل المظلومين بأن الآخرين سوف ينصرونكم عند استغاثتكم.”ينتصرون” من كلمة (انتصار) و تعني طلب النصر، إلّا أن البعض فسرها بمعنى (التناصر) و النتيجة واحدة للتوضيح الذي ذكرناه. على أية حال، فأي مظلوم إذا لم يستطع أن يقف بوجه الظلم بمفرده، فعليه ألا يسكت، بل يستفيد من طاقات الآخرين و النهوض بوجه الظلم، و مسئولية جميع المسلمين الاستجابة لاستغاثته و ندائه. و لكن بم أنّ التناصر يجب أن لا يخرج عن حد العدل و ينتهي إلى الانتقام و الحقد و التجاوز عن الحد، لذا فإن الآية التي بعدها اشترطت ذلك بالقول: “وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها” (الشورى 40) يجب أن لا تتجاوزوا عن الحد بسبب أن أصدقاءكم هم الذين ظلموا فتنقلبوا إلى أشخاص ظالمين، و خاصة الإفراط في الرد على الظلم في مجتمعات كالمجتمع العربي في بداية الإسلام، لذا يجب التمييز بين نصرة المظلوم و الانتقام. و عمل الظالم يجب أن يسمى ب”سيئة ” إلّا أن جزاءه و عقابه ليس (سيئة) و إذا وجدنا أنّ الآية عبّرت عن ذلك بالسيئة فبسبب التقابل بالألفاظ و استخدام القرائن، أو أنّ الظالم يعتبرها (سيئة) لأنّه يعاقب، أو يحتمل أن يكون استخدام لفظة (السيئة) لأنّ العقاب أليم و مؤذ، و الألم و الأذى بحدّ ذاته (سي‌ء) بالرغم من أن قصاص الظالم و معاقبته يعتبر عملا حسنا بحد ذاته. و هذا يشبه العبارة الواردة في الآية (194) من سورة البقرة: “فَمَنِ اعْتَدى‌ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى‌ عَلَيْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ‌” (البقرة 194).

عن قناة العالم شاهد دلالات ورسائل الهبة العراقية لمساندة لبنان بتأريخ 24 – سبتمبر – 2024: حدث بيان المرجعية الدينية في النجف الأشرف، ممثلة بسماحة السيد السيستاني، الذي دعا فيه للتضامن مع لبنان تحولًا كبيرًا في الموقف العراقي على كافة المستويات. وقال مدير مكتب قناة العالم في بغداد إن بيان المرجعية الدينية في النجف الأشرف، ممثلة بسماحة السيد السيستاني، الذي دعا فيه إلى بذل كل الجهود الممكنة لوقف العدوان الإسرائيلي. أعطى إشارة واضحة بضرورة التحرك لنصرة لبنان على المستويات السياسية، الاجتماعية، الإنسانية. منذ صدور هذا البيان المهم والتاريخي، شهدت الساحة العراقية تحولات كبيرة.على الصعيد الداخلي، شهدت المدن العراقية من شمالها إلى جنوبها حملات تبرع واسعة لنصرة الأهالي في لبنان. وشاركت في هذه الحملات المواكب الحسينية، الحشد الشعبي، والجامعات العراقية. كما فتحت الحكومة العراقية حدودها أمام اللبنانيين وأكدت استعدادها لاستقبال النازحين وتسهيل إجراءات الإقامة والدخول إلى العراق.

عن القاهرة الاخبارية بيان مصري أردني عراقي: العدوان على لبنان يدفع المنطقة إلى حرب شاملة بتأريخ 25 سبتمبر 2024: اجتمع وزراء خارجية مصر والأردن والعراق، أمس الثلاثاء، على هامش أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وبحث الوزراء مسار العمل في إطار آلية التعاون الثلاثي، تحضيرًا للقمة الثلاثية المرتقبة على مستوى القادة بالقاهرة، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية. وتناول وزراء الخارجية للدول الثلاث التصعيد الخطير الجاري في المنطقة، وشددوا على أن وقف هذا التصعيد يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وأدان الوزراء العدوان على لبنان، وأكدوا أن إسرائيل تدفع المنطقة إلى حرب شاملة. ودعا الوزراء المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهم ذات الصلة لوقف الحرب، وأشاروا إلى أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور الذي سيكون له تبعات خطيرة على المنطقة برمتها.