تتجلى أزمة شح المياه والجفاف في مناطق الأهوار في جنوب العراق كتهديد حقيقي للحياة الطبيعية والنظام البيئي، إذ تعتبر الأهوار مصدرًا حيويًا للرزق لسكانها، الذين يعتمدون على الصيد والزراعة وتربية المواشي.
لكن التغيرات المناخية والاحترار العالمي أدت إلى انخفاض نسبة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من تفاقم الأوضاع في هذه المنطقة الحساسة.
تعتبر السياسات المائية المتبعة في الدول المجاورة عاملًا رئيسيًا في تقليص تدفق الأنهار التي تغذي الأهوار، مثل دجلة والفرات، مما يؤثر سلبًا على البيئة المحلية.
إضافةً إلى ذلك، فإن سوء إدارة الموارد المائية داخل العراق أسهم بشكل كبير في تعقيد الأزمة الحالية.
نتيجةً لهذه الظروف القاسية، اضطر العديد من سكان الأهوار إلى ترك قراهم والهجرة إلى المدن المجاورة بحثًا عن فرص عمل، مما يهدد بنقص كبير في أعداد الطيور والأسماك والنباتات المائية.
يتحدث “علي” أحد سكان الأهوار، قائلًا: “لقد اعتدنا على الحياة هنا، ولكن الآن، لم يعد بإمكاننا البقاء. المياه شحيحة، وصيد الأسماك أصبح خطرًا.”
أما “فاطمة”، وهي مربية مواشي، فتقول: “نواجه مخاوف حقيقية من خطر الجفاف وتأثيره على حياتنا اليومية. إذا استمر الوضع على ما هو عليه، سنفقد كل شيء.”
وبدوره، يشير “أحمد”، صياد محلي، إلى أن “شح المياه أدى إلى زيادة نسب التلوث في المياه، مما جعل الصيد أكثر صعوبة.”
من أجل مواجهة هذه التحديات، يتطلب الأمر تجهيز مناطق الأهوار بالكهرباء وزيادة الإطلاقات المائية.
و وفقًا لتقارير أممية، يتصدر العراق دول المنطقة المتأثرة بالتغيرات المناخية، مما يستدعي تحركًا عاجلًا من الحكومة والمجتمع الدولي.
و أشار ديفيد هاردن، المدير السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى أهمية الدعم المالي الذي قدمته الوكالة لمواجهة التصحر والجفاف في العراق، مشددًا على أن هذه الجهود تحتاج إلى تعزيز واستدامة.