القصر الكبير : مصطفى منيغ
أظهَرَ الطاعة العمياء وحزب العدالة والتنمية يرضخ صاغراً انطلاقاً من تحمله مسؤولية رئاسة الحكومة المغربية ، لتوقيع اتفاقية الذل أو ما سُمِّيَت (للتخفيف المقصود عن سوء نية سياسة العدوان على إرادة الشعب المغربي العظيم) بالتطبيع مع دولة الصهاينة ، فحلَّت الواقعة التي مسحت وجود ذاك الحزب ممَّا كان عليه في الساحة السياسية لينقلب من الأول في الانتخابات التي أوصلته لإشغال منصب رئاسة الحكومة إلى متسوِّل للبقاء كحزب ولو في الذيل حتى ، واليوم يطلع علينا ذاك المُتخيِّل نفسه زعيم الأمة لمناشدة العفو إن تراجع حزبه وطالبَ بإعادة النظر في تلك الاتفاقية المهزلة ، متجاهلاً أن الشعب المغربي العظيم حفظه الله ورعاه ، لا ولن يُسامح مَن ضحك عليه ولو مرَّة ، وليعلم أنه أصبحَ أضحوكة إن ظهر دون أن يتحدث ، أما إن عاود ثرثرته المعهودة فما يفعل سوَى تقليد بطل من أبطال الرسوم المتحرِّكة المُؤلَّفَة لتُعرضَ على إلهاءِ الأطفال قبل أن يداعب الكَرَى جفونهم .
… حينما تم التوقيع تراقص الإسرائيليون فرحا وغبطة بمثل الانجاز الباهر أمام المغاربة المصدومين بما ارتكب العثماني وزبانيته بما اعتبروها طعنة مسمومة موجهة لشرفهم وكرامتهم وعزتهم وقرارهم الدائم المدون بإرادتهم الوفاء والإخلاص للفلسطينيين والوقوف بجانبهم حتى تحقيق النصر المنهي حالة الاحتلال الغاشم لأرضهم الطاهرة ، منذ تلك اللحظة السوداء المُحتفى بها من طرف حزب العدالة والتنمية جنب المسؤولين الإسرائيليين في قلب الرباط ، وهذا الحزب محسوب عند المغاربة الأحرار على الهامش ، ومهما تباكي لن تشبه دموعه دموع التماسيح بل أخرى مشكوك في مصدرها . أما اتفاقية التطبيع فقد جعلها المغاربة أطال الله في عمرهم وسدد خطاهم حجابا معلقا على أعناق المطبعين الرسميين الذين مازالوا على عهدهم مع إسرائيل ولم تحرك ضمائرهم ما صنعوا هؤلاء بالشعب الفلسطيني إذ لو يتركوا وسيلة تعذيب لم يسلطوها على نسائهم قبل رجالهم ، ولا تحركت مشاعرهم لأشلاء الأطفال المتطايرة بين ما تبقَّى من دروب غزة ، ومهما تعاملوا مع الحدث الشعب المغربي على موقف سيفجِّره قريبا بحراك مبارك يعيد الحق لمن يستحق وبالله العلي القدير الحي القيوم ذي الجلال والاكرام التوفيق .
مصطفى منيغ
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا
سفير السلام العالمي