هل تشعر بالتعب المستمر، أو ضعف التركيز، أو ما يسميه البعض «ضبابية الدماغ»؟ قد لا يكون السبب مجرد التوتر أو الإجهاد بسبب العمل أو الدراسة أو حتى الخلافات الأسرية، فقد كشف تقرير جديد نُشر في مجلة «لانسيت» عن حقيقة صادمة، وهي أن 5.1 مليار شخص (68% من سكان العالم)، لا يحصلون على ما يكفي من مادة اليود، التي تعد من أهم العناصر الضرورية للوظائف الإدراكية لدى الإنسان.
ونقلت صحيفة «إكسبريس» عن الطبيبة نعومي نيومان، أخصائية التغذية البريطانية، تأكيدها أن عواقب نقص اليود في جسد الإنسان قد تكون أكثر خطورة مما نعتقد، حيث يلعب عنصر اليود دوراً رئيسياً في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، التي تساعد على تنظيم كل شيء بداية من عملية التمثيل الغذائي لدى الإنسان، إلى وظائف المخ.
مخاطر نقصان اليود لدى الإنسان
وقالت الطبيبة نعومي نيومان: «بدون كمية كافية من اليود، قد تبدأ في ملاحظة مجموعة من الأعراض بما في ذلك التعب المستمر وضعف التركيز وضبابية الدماغ»، وتساءلت الطبيبة قائلة: «هل يبدو مألوفاً أن تشعر طوال أيامك بضبابية الدماغ؟ قد يكون نقص اليود هو الجاني الخفي».
وأشارت الطبيبة إلى أن المصادر الأساسية لليود هي منتجات الألبان والأسماك، وكلاهما لا يستهلكه العديد من البريطانيين بكميات كافية، وعلى عكس العديد من البلدان الأخرى، لا تستخدم المملكة المتحدة الملح المعالج باليود، وغالباً ما تكون أنظمتها الغذائية مثقلة بالأطعمة الشديدة المعالجة التي تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية مثل اليود، مضيفة: «في حين قد نعتقد أننا نحصل على كل ما نحتاجه من طعامنا، فقد نفتقد هذا المعدن الحيوي بشكل خطير».
أفضل الأطعمة التي تحتوي على اليود
وتوضح الطبيبة نعومي نيومان أن «الأطعمة البحرية هي غذاء خارق يتجاهله الكثيرون، ونظراً لغناها باليود فإنه من الضروري إضافة الأسماك البحرية والروبيان والمحاريات إلى النظام الغذائي، حيث إنها تساعد على استعادة مستويات الطاقة وتساهم في تحسين التركيز».
وأوضحت الطبيبة أنه بالنسبة إلى النباتيين أو أولئك الذين لا يحبون الأسماك ومنتجات الألبان التي يوجد فيها اليود، يمكنهم تناول مكمل غذائي لتعزيز مستويات اليود لديهم بعد استشارة الطبيب وإجراء التحاليل اللازمة، موضحة أن هناك بعض المكملات مصنوعة من أعشاب بحرية، وتحتوي بعض الكبسولات على مستويات من اليود تماثل حصة واحدة من سمك القد.