احياء نهاية الأسبوع وحضور مجلس فاتحة مساء السبت 6 جمادي الأول في مسجد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بمدينة تورونتو الكندية:

بسم الله الرحمن الرحيم “وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12)” (القصص 11-12) بعد مجلس الفاتحة المقام على روح أخت الصديق أبو سارة نجاح الابراهيمي رحمها الله وتلاوة آيات من الذكر الحكيم من قبل القارئين أحمد الركابي وفريد النجفي ابتدأ الخطيب الشيخ عبد السلام فرج الله بهذا الذكر الحكيم ضمن خطبة عنوانها (الأخت في القرآن والسنة) وقبلها طلب من الحضور قراءة سورة الفاتحة على المرحومة أخت الصديق أبو سارة الابراهيمي، وقال ان القرآن الكريم وان كان هو كتاب هداية وتثقيف الا أنه كتاب تربية كذلك فقد بين السلوك التربوي اتجاه الوالدين والاخوات وغيرهم من افراد الاسرة. فهذه اخت موسى عليه السلام كيف حنت لاخيها الرضيع، وقد دلت الاخبار القرآنية انها كانت خادمة في بيت فرعون لان فرعون كان يستحي النساء بوضعهن جواري وخدم “وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ” (البقرة 49) فلما علمت بوجود الطفل موسى في بيت فرعون لم تعلمهم بانها اخته خوفا عليه، ولكنها هيأت الظروف لكفالة أخيها موسى عليه السلام.

ان الانبياء وان كانوا معصومين ومنهم النبي شعيب عليه السلام “لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ” (البقرة 285) ولكنه أخذ برأي أبنته عندما قالت له “قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ” (القصص 26) فاذا كان نبي معصوم يأخذ برأي أبنته فكيف بآخرين عندما يترافعون بأخذ مشورة بناتهم أو أخواتهم.

كثير ممن يكثرون الشبهات بأن ارث الولد ضعف البنت “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْن” (النساء 11) في حين ان اي ارث تحصل عليه البنت لا تصرفه على احد بينما من واجب الزوج النفقة على زوجته ولا تنفق الزوجة على زوجها من راتبها أو ارثها، بالاضافة ان الجهاد مفروض على الرجال وليس النساء مما يتطلبه صرف المال لشراء عدة الجهاد، والدية تدفع من قبل الرجال وليس النساء، وغير ذلك. قال الله تعالى “وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ” (النساء 12) في الآية الكريمة كلالة الأُم وهم اخوة الميِّت من جهة الأم فالارث يعطى بالتساوي للاخوة والاخوات في هذه الحالة.

أكد الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم على أهمية اعالة الاخ لاخته فقد جاء في الحديث الشريف (مَن عالَ ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا حتَّى يَبِنَّ، أو يَموتَ عنهنَّ، كنتُ أنا وهوَ في الجنَّةِ). كان للصحابي جابر الانصاري تسع أخوات وقد تزوج امرأة ثيب أي غير بكر لغرض تربية أخواته التسعة كونها تفهم كيفية تربية الأبناء عكس البكر، بالرغم أن البكر عادة تفضل على الثيب ولكنه ضحى بزواج الثيب بسبب أخواته حيث كان مثال للتربية الإسلامية المطلوبة من الأخ لأخواته.

المطلوب من الاخ المناقشة مع اخته بالتي هي احسن وليس بالتعالي ورفع الصوت بل بالاحترام خاصة امام زوجته مهما كانت الزوجة متعلمة مهندسة او طبيبة والاخت قد تكون غير متعلمة، فهي تعتبر الأم الثانية للاخ. وخير دليل قول الإمام الصادق عليه السلام (إن فاطمة تكنى بأم أبيها).

وأفضل مثال في التأريخ الاسلامي على تضحية الاخت عن أخيها هي السيدة زينب عليها السلام التي يصادف ميلادها هذه الأيام فقد تركت كل شيء ورافقت أخاها الإمام الحسين واخيه العباس عليهما السلام وقد نعى الشيخ فرج الله في ختام المجلس عن رثاء زينب لأخيها أبي الفضل العباس عليهما السلام.