نعم إن استشهاد الأحرار محبي الحياة والإنسان والساعين من أجل خلق حياة حرة وإنسان حر يسرع في تحقيق الأهداف والانتصار على الأعداء العبيد ويسهل هزيمتهم أي هزيمة العبيد الأعداء وهذه حقيقة واضحة وملموسة لمس اليد ولا يتجاهلها او ينكرها إلا العبيد الأراذل
كما أن استشهاد الإنسان الحر تضمن له العزة في قلوب الملايين من بني البشر على خلاف العبيد عندما يموتون يتحولون الى نتن قذرة مرمية في مزبلة التاريخ لنأخذ الأمام علي والإمام الحسين والسيد محمد باقر الصدر والسيد حسن نصر الله وغيرهم من الأحرار الذين نالوا الشهادة وحصلوا على رتبة الشهيد من الأحرار ولنأخذ معاوية ويزيد وصدام وغيرهم من العبيد وننظر اليهم فنرى شهداء الأحرار الإمام علي والإمام الحسين والسيد محمد باقر الصدر والسيد حسن نصر الله إن هؤلاء وغيرهم من الشهداء مدفونة في قلوب الملايين من الأحرار من بني البشر وأنهم أقمارا تزداد سموا وتألقا بمرور الأيام والسنين في حين نرى العبيد مثل صدام ويزيد ومعاوية نتن قذرة مرمية في مزبلة التاريخ
وأي نظرة موضوعية عقلانية للتاريخ تثبت وتؤكد هذه الحقيقة ولنأخذ تاريخنا الإسلامي الذي بدأ بنشر الرسالة الإسلامية التي أتى بها الرسول الكريم محمد ص
فهناك من اعتنق الإسلام من أجل مصالحه الخاصة او لخدمة مخططات ونوايا أعداء الإسلام وهؤلاء العبيد وأثبت إن هؤلاء هم الأغلبية وهناك من اعتنق الإسلام من أجل قيمه الإنسانية ومبادئه الحضارية السامية من أجل بناء حياة حرة وخلق إنسان حر وهؤلاء الأحرار و هم أقلية
وفي هذه الحالة تخلى أعداء الإسلام عن محاربة الإسلام والمسلمين بشكل مباشر وعلني و اعتمدوا على عبيدهم في داخل الإسلام هم الذين يشنون الحروب على الرسول على الرسالة الإسلامية على المسلمين الأحرار بالنيابة عنهم ومن هذه العبيد الفئة الباغية ودولتها دولة آل سفيان في صدر الإسلام وفي عصرنا الوهابية الوحشية ودولتها دولة آل سعود
هناك حقيقة علينا الإيمان بها وهي إن الأحرار لا يتصارعون مع الأحرار نعم يختلفون في وجهات النظر ولكنهم متفقون على الهدف لأنهم ينطلقون من المصلحة العامة من بناء الحياة وسعادة الإنسان أما العبيد يتصارعون ويتقاتلون مع العبيد او مع الأحرار لأنهم ينطلقون من مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وهذا يدفعهم الى الحروب الى قتل الشعوب وتدمير الأوطان
لهذا فأن الإنسان الحر يرى الشهادة فوز وانتصار وهذا ما أكده سيد الأحرار الإمام علي عندما ضربه الطاغية أحد عبيد العبد الحقير معاوية على رأسه بسيفه فصرخ بوجه فزت ورب الكعبة كأنه يبحث عن الشهادة في سبيل الحق والعدل في سبيل الحياة والإنسان في سبيل الله وتطبيق شرع الله وكأن شهادته هي التي تحقق كل ذلك فتقبلها بكل سرور حتى إنه لم يغضب من ضاربه ولم يدعوا الى قتله بل طلب ممن حوله أن يطعموه ولا يعذبوه ويحترموه الله ما أعظمك أيها الإنسان فأنت المقياس الذي نقيس به الإنسان فإذا كان بمستوى أخلاقك وحبك للحياة والإنسان وإلا لا يمكن أن نقول عنه إنه إنسان فالإنسان هو الذي يتجرد تماما من مصالحه الخاصة ومن منافعه الذاتية ويصب كل قدرته وطاقته وكل جهده وعمله وعلمه في سبيل الآخرين من أجل حياة حرة وإنسان حر فالإنسان الحر محبا للحياة والإنسان ساعيا من أجل إصلاحها تطورها تقدمها من أجل إقامة الحق والعدل وإزالة الظلم والباطل على خلاف العبد الذي يسعى لإقامة الباطل وإزالة الظلم لتدمير الحياة وتخريبها وظلم الإنسان وذبحه
فالإمام علي كان يرى مهمة الإنسان الحر هي أقامة العدل وإزالة الظلم وهذا ما أكده عندما ساومه بعض العبيد على الخلافة فرفع حذائه بوجوههم وقال لهم خلافتكم إمامتكم لا تساوي فردة هذا الحذاء الممزق إذا لم أقم عدلا وأزيل ظلما
فالصراع في كل التاريخ بين الأحرار والحرية وبين العبيد والعبودية بين محبي الحياة والإنسان وبين أعداء الحياة والإنسان بين البناة المصلحين وبين المخربين الفاسدين
ولو نظرنا الى الحياة وتطورها وما وصلت اليه من تقدم وتطور في كل المجالات وخاصة في مجال حرية الإنسان كرامة الإنسان كلها يرجع لدماء وتضحية الشهداء الأحرار في كل التاريخ
حيث بدأت بشهادة الإنسانة الحرة سمية ام عمار وزوجها ياسر مرورا بشهادة الإمام علي والإمام الحسين وغيره الآلاف حتى وصلنا الى شهادة محمد باقر الصدر ومحمد باقر الحكيم وشهادة حسن نصر الله وحسن نصر الله ولا زالت مسيرة الشهداء مستمرة حتى زوال العبودية والعبيد من الوجود
وهذا أمل كل إنسان حر في الأرض
مهدي المولى