نعم الأكراد في شمال العراق وفي ظل قيادة صدامية لكنها بزي كردي تائهون ضائعون وهذا يتطلب من العراقيين الأحرار جميعا مساعدتهم ومناصرة انتفاضتهم لتحريرهم من عبودية صدام وعائلته وأبناء قريته وإلا النيران التي أشعلها أعداء العراق لا تحرق الشمال وحده بل تحرق العراق كله وحتى المنطقة بكاملها
المعروف جيدا إن الإقليم هو نتيجة لنجاح الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية والحقيقة أن الشعب العراقي وخاصة الأكراد في شمال العراق ليسوا في مستوى الديمقراطية لأن الديمقراطية ليست ملابس نلبسها ولا سلعة نستوردها من الخارج فالديمقراطية يخلقها ويصنعها الشعب وهذا يتطلب من الشعب أن يكون في مستوى الديمقراطية أي أن يتخلى عن قيم وأخلاق الدكتاتورية والعشائرية والقومية العنصرية ويتخلق بأخلاق الديمقراطية ويتطبع بطباعها الإنسانية الحضارية وهذا يتطلب من دعاة الديمقراطية من ساسة البلد والداعين لها النزول الى الناس الى الشعب وتحرير عقله وتطهيره من أدران وشوائب الدكتاتورية والاستبداد وقيمها الوحشية
أقول صراحة لا يوجد دعاة للديمقراطية ولا يوجد قادة لها بل يوجد أدعياء أي مستبدين دكتاتوريين بغطاء ديمقراطي وهؤلاء لا يقلون ضررا خطرا على مستقبل الشعب من حكم الطاغية صدام وعائلته وأبناء قريته إن لم نقول أكثر ضررا وخطرا
لا شك إن العراقيين تحرروا من عبودية وحشية دامت أكثر من 1400 عام أي منذ استشهاد الإمام علي واحتلال الطاغية معاوية للعراق وفرض العبودية على العراق والعراقيين وأخذت هذه العبودية تتوارث من طاغية الى يد أكثر طغيانا من الذي سبقه حتى وصلت الى الطاغية صدام حيث جمع كل طغيان الطغاة وكل ظلم الظالمين وصبها على العراق والعراقيين طيلة أكثر من أربعين عاما أي منذ أن تحالف بدو الصحراء مع بدو الجبل وأطاحوا بحكومة الشعب بحكومة 14 تموز في يوم دموي في 8 شباط 1963 حيث حشروا العراقيين في نار جهنم حتى خروج الشعب من نار جهنم في 9-4 -2003 في هذا اليوم الغي عراق الباطل والعبودية وأقيم بدله عراق الحق والحرية
حيث أسسوا دستور وقانون ومؤسسات دستورية وقانونية وبرلمان وحكومة والبرلمان يراقب الحكومة ويحاسبها إذا قصرت في أداء مهمتها ويقيلها إذا عجزت وأسست لكل محافظة حكومة محلية من أبناء المحافظة ومجلس محافظة بمثابة برلمان يراقب عمل الحكومة ومهمة الحكومة المحلية إدارة شؤون المحافظة الصحية والتعليمية والأمنية والخدمية وأسست لكل حي مجلس بلدي مختار من قبل أبناء الحي يدير شؤون الحي الخدمية لا شك أنها حالة من الرقي والتقدم لا مثيل لها في المنطقة
لكن المؤسف والمؤلم أننا لسنا بمستواها كما ليس لدينا ساسة في مستواها وهذا جعلنا نتخبط تخبط عشوائي كالذي يرمى في بحر وهو لا يعرف العوم لولا مواقف المرجعية الدينية الحكيمة والشجاعة لضاع العراق في ظل صراعات دموية عشائرية وعنصرية ودينية وفئوية وفوق كل ذلك مطامع دول وجهات خارجية في أرضه في خيراته وثرواته في موقعه المهم حيث وجدت في ظل فوضى الصراعات والاختلافات وسيلة مهمة لتحقيق تلك المطامع لكن مواقف المرجعية الدينية الشجاعة والحكيمة أفشلت أحلام تلك الدول والجهات وكسرت شوكتهم وحمت العراق من التفتت والانقسام وتمكنت من خلق مجموعة كبيرة من الأحرار العراقيين من كل الطوائف والألوان والمكونات ورفعتهم فوق مستوى الطائفة المكون القومية الى مستوى الإنسان الى مستوى العراقي وأخذ يفتخر ويعتز بإنسانيته بعراقيته ودعت العراقيين جميعا الى الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات وهب العراقيون الأحرار الى تلبية تلك الدعوة وأسست الحشد الشعبي المقدس الذي ضم كل العراقيين الأحرار الإشراف
فبعد تحرير العراق و إقامة عراق الحق والحرية وقبر عراق الباطل والعبودية في العراق وجد أعداء العراق من صهاينة وبقرهم آل سعود وكلابهم الوهابية وجحوش وعبيد صدام وبعض العملاء والخونة في شمال العراق مثل بارزاني وعائلته وأبناء قريته حيث وجدت فيه صدام ثاني لكنه بزي كردي مقابل تحقيق مطامعه في تأسيس أمارة في شمال العراق خاصة به وبعائلته وأبناء قريته استمر العراق واحدا موحدا واستمرت العملية السياسية رغم الخطأ الذي ارتكبه الساسة الجدد الذين استلموا الحكم وهو إقامة إقليم في شمال العراق فتحول هذا الإقليم حجرة عثرة في طريق العملية السياسية السلمية وخلق العراقيل من أجل إفشال العملية السياسية وخلق الفوضى في العراق وزرع الفتنة بين المكونات العراقية وبذلك يسهل لهم تقسيم العراق وتأسيس دويلة خاصة ببدو الجبل يحكمها مسعود وعائلته وأبناء قريته
وهذه الحالة سهلت وساعدت الدول المعادية للعراق من تدخلها من شؤون العراق الداخلية من خلال استخدام هذه المجموعات العراقية من جحوش وعبيد صدام على تحقيق رغباتهم الخبيثة وشهواتهم الوحشية فجحوش صدام يريدون فصل الشمال عن العراق وتأسيس دويلة تابعة الى إردوغان او تأسيس دولة إسرائيل ثانية وعبيد صدام يريدون فصل الغرب عن العراق وتأسيس دولة تابعة الى آل سعود لهذا اتفق العبيد والجحوش على إفشال العملية السياسية إفشال الديمقراطية في العراق والعودة الى حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة من خلال نشر الفوضى والفساد والنزعات العشائرية والقومية والطائفية لكن شعبنا أدرك اللعبة القذرة التي يلعبها أعداء العراق الصهيونية وبقرها آل سعود وعبيد وجحوش صدام في داخل العراق لكن وحدة الشعب العراقي من شماله الى جنوبه بوحدة صرخته الحسينية الواحدة هيهات منا الذل وحدة العراق والعراقيين خط أحمر لم ولن نسمح لعبد ذليل حقير مأجور ان يقترب منه ويدعوا الى تجزئة العراق وتجزئة العراقيين والتفوا حول المرجعية الدينية الحكيمة والشجاعة وحول وليدها الحشد الشعبي المقدس الذي هو سر قوتهم وسر انتصاراتهم وبقائهم
نعود الى حياة الأكراد في شمال العراق في ظل الإقليم والدعوة الى الانفصال وتأسيس دويلة تحت حكم صدام جديد كما قلنا ولكن بزي كردي إذا قال مسعود قال العراق وكلنا نعرف إن صدام ومسعود صناعة صهيونية أمريكية
مهدي المولى الحلقة الأولى