الطائرات المسيرة بدون طيار اسمها في الإنجليزية الدرونز، وهذا الاسم يطلق على الطائرات التي يجري التحكم فيها من بعد، أول مرة تم استعمال الطائرات المسيرة بعام ١٩١٧، اكتشفتها بريطانيا ثم بدأ تطويرها عام ١٩٢٤ من القرن الماضي، منذ الحرب العالمية الأولى بريطانيا وأمريكا وألمانيا لدى جيوشهم طيران مسير.
بالحرب العالمية الثانية من عام ١٩٣٩ لعام ١٩٤٥ تم استخدامها بشكل كبير، و استعملتها أمريكا في الحرب الكورية بين عام ١٩٥٠ وعام ١٩٥٣، كان الاستخدام بذلك الوقت محدود واستعملت في التصدي للطيران الحربي، لكن كان الاستعمال الطائرة مرة واحدة، استعملتها الولايات المتحدة في مجال الاستخبارات، في عام ١٩٩٩ تم تزويد الطيران المسير بصواريخ في حرب كوسوفو ضد الصرب في عمليات هيكلة دول الاتحاد اليوغسلافي.
في العقدين الماضيين الكثير من الدول أعطت اهتمام إلى الطيران المسير، بل الكثير من الدول قامت في تطوير الطيران المسير ليكون بديل أفضل من الطيران الحربي مثل القاذفات العملاقة التي تحتاج مطارات كبيرة، ونفقات مالية باهظة، بل حتى الجماعات الإرهابية قامت بتصنيع الطيران المسير لمهاجمة مواقع للدول التي تعاني من صراعات داخلية، أكبر الدول التي تصنع الطائرات المسيرة هي أمريكا وإسرائيل، لكن حاليا أضيفت لها دول أخرى كثيرة في تصنيع الطيران المسير والعمل على تطويره، مستخدمين تقنيات الاتصالات، إسرائيل الدولة الأولى المصدرة والمصنعة للطيران المسير حسب تقرير لوكالة رويترز، يتم التحكم بالطائرة من خلال أدوات تحكم يدوية أو من خلال اللاسلكي أو من خلال الأقمار الاصطناعية، يتم تسيير الطائرة المسيرة وفق برنامج جي بي أس، المتخصص لتحديد الأماكن بشكل دقيق جدا، يتعذر كشف الطائرات المسيرة من رادارات الدفاع الجوي، الرادارات مصممة أساسا للطائرات الكبيرة.
ثمن صاروخ الباتريوت أو الاس س ٣٠٠ ثمنه باهض، عندما يتم إسقاط طائرة مسيرة كلفتها بضع مئات من الدولارات، تكلفة صاروخ باتريوت يصل مليون دولار، سعر الطائرة المسيرة أقل من ٥٠٠ دولار فقط، في أحد التقارير المنشورة، إسرائيل استعملت الطيران المسير بحرب تشرين عام ١٩٧٣ في إسقاط ط 28 طائرة حربية سورية.
استعملتها إسرائيل عام ١٩٨٢ بغزو الجنوب اللبناني وفي دخول بيروت الشرقية بمساعدة حزب الكتائب والبطريرك الماروني ألبير جميل، وابنائه قادة ميليشيات حزب الكتائب المتعاونين سابقا وحاليا مع اسرائيل، استعملتها أمريكا في حربها ضد الإرهاب في اغتيال قيادات القاعدة في السودان وأفغانستان وباكستان والعراق …..الخ.
بسبب حرب نتنياهو ضد شعب غزة الفلسطيني السُني، دخلت القوى الشيعية المقاومة في الحرب للضغط لإيقاف الحرب بغزة والعودة إلى المفاوضات، رغم أن الكنيست الإسرائيلي قبل ثلاثة أيام اتخذ قرار بالإجماع برفض حل الدولتين.
إسرائيل تملك تقنيات متطورة في تكنولوجيا الطيران المسير، ولديها من عملائها السابقين من بيت البير جميل أمثال سمير جعجع الصديق القديم إلى الجنرال الإسرائيلي شارون الذي دخل بيروت الشرقية بمساعدة قوات سمير جعجع بحرب عام ١٩٨٢، بالتأكيد يزودون إسرائيل بمعلومات تستهدف قيادات أو شخصيات من المقاومة الشيعية اللبنانية لتصفيتهم، هناك من الفيالق الإعلامية العربية يقولون ان إسرائيل مخترقة إلى القوى المقاومة الشيعية اللبنانية، وفي الحقيقة لدى إسرائيل أصدقاء من أنصار ميليشيات سمير جعجع التي قاتلت تحت قيادة الجنرال الإسرائيلي اريل شارون الذي دخل إلى بيروت الشرقية واحتل الجنوب بمساعدة المكون الماروني المسيحي وميليشيات حزب الكتائب والتي كان عددها يصل إلى مائة ألف مقاتل أكثر من تعداد الجيش اللبناني بوقتنا الحاضر.
بظل تفوق إسرائيل بصناعة الطيران المسير وامتلاكها التكنولوجيا استطاعت خلال العشر أشهر الماضية من قتل ٣٠٠ لبناني من المقاومة اللبنانية الشيعية، هذا الرقم وأن كان كبير، لكن بظل تفوق إسرائيل التكنولوجي يبقى أن المقاومة الشيعية اللبنانية تمكنت من تقليل عدد الخسائر، رغم يبقى فقدان روح بشر واحد هو خسارة لانسان لديه زوجة ووالدين واطفال، لولا رفض قادة إسرائيل من قيام دولة فلسطينية لما نشبت هذه الحروب، ولو إسرائيل اكملت انسحابها من كل الأراضي اللبنانية وتم ترسيم الحدود البرية مع الدولة اللبنانية، مثل ماتم ترسيم الحدود البحرية، لما كان وجود مبرر للمقاومة الشيعية اللبنانية الدخول بحرب غزة، عدم انسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية يعطي حجة للقوى المقاومة مبرر للدخول بحرب لتحرير ماتبقى من الأرض اللبنانية.
الطيران المسير مرتبط مع الأقمار الاصطناعية، لذلك الطيران المسير الإسرائيلي مرتبط مع الأقمار الاصطناعية تمكنهم من الوصول إلى ضرب مناطق دقيقة، مضاف لذلك وجود سمير جعجع وانصاره لايتحرجون في ايصال معلوماتهم عن أماكن وجود المقاومة اللبنانية، سمير جعجع وأنصاره يقومون بإيصال المعلومات لأصدقائهم الإسرائيليين، مضاف لذلك وجود أجهزة الاتصالات الحديثة والتليفونات الحديثة تمكن الأجهزة الاستخبارية والمخابراتية تحديد أماكن العناصر المستهدفة، نحن الان بزمن تطور التكنولوجيا، امس حدث خلل فني أوقف رحلات الطائرات بغالبية دول العالم، والدول التي لم تتاثر في هذا الخلل يستخدمون أجهزة حماية بدائية وليس أجهزة حماية حديثة، لذلك مطارات العراق لم تتأثر بهذا الخلل الفني.
نحن الآن نستخدم التليفونات الحديثة، لذلك اذا أرادوا مصنعي هذه الأجهزة ومالكي تقنيات الاتصالات، أن يسمعون مايدور من أحاديث خاصة في بيوتنا لاستطاعوا عمل ذلك، بل تم استخدام التكنولوجيا الى التعرف على البصمة الصوتية عند التنصت على الهواتف أو الاتصالات اللاسلكية، لتحديد هوية الشخص المستهدف، وتسجيل كلامه، وإذا كان مطلوب على قوائم الإرهاب وفي أماكن يصعب عليهم الوصول الية، يحددون مكان المتحدث، وتسلم إلى جهاز امني لتصفيته بطائرة درون إن كان مطلوباً.
بالوضع اللبناني يوجد مخبرين في مناطق عمليات المقاومة من أصدقاء إسرائيل بالحرب الاهلية اللبنانية التي أنهت وجود ياسر عرفات وتم طرده إلى تونس تمهيدا لاتفاق أوسلو، لذلك الكثير من القوى التي تعتقد أنها مستهدفة، بالتأكيد عادوا إلى استخدام طرق بدائية بالتواصل فيما بينهم لضمان عدم استهدافهم، جوهر دوداييف قائد القوة الجوية السوفياتية بعد تهيكل السوفيت أعلن استقلال الشيشان، ونشبت حرب كبيرة بين روسيا و شيشانيين مدعومين في آلاف الإرهابيين الذين قدموا إلى الشيشان من أفغانستان بذلك الوقت، منهم الإرهابي السعودي خطاب صاحب الشعر الطويل، بثت قناة الجزيرة مقاطع من قتاله الروس في غروزني عاصمة الشيشان، جوهر دوداييف لم يتمكن الروس من قتله، لذلك تطوع بالمهمة أمير المؤمنين ملك المغرب الحسن الثاني، تم استضافة جوهر للقاء تلفزيوني مع قناة فضائية مغربية، وتم قصفه بصاروخ وقتله هههههه.
بالتأكيد توجد كاميرات تعمل في تكنولوجيا حديثة تمكن الطائرات المسيرة من التعرف على وجوه الأشخاص وتحديد هويتهم عبر تكنولوجيا ويتم استهدافهم وقتلهم.
يلعب العملاء والجواسيس وهم كثيرون في البلدان العربية دور مهم في مساعدة القوى الأجنبية في اغتيال الأشخاص المؤثرين أو المطلوبين لقوى دولية لديها مشاكل معهم.
في الختام وجود التكنولوجيا غير الكثير من الحروب التقليدية السابقة، أصبح الطيران المسير برخص ثمنه قادر على تدمير بوارج حربية ويستهدف أشخاص وقيادات مطلوبة، البشرية قادمة على عصر الذكاء الصناعي، اكيد جميع الامم تسعى إلى اللحاق في تطوير امكانياتهم نحو الذكاء الصناعي، إلا العرب، يبقون ساحة لسيطرة الدول الاستعمارية العظمى، ويفترض بوضعنا العراقي على عقلاء ساسة المكون الشيعي العراقي نبذ خلافاتهم وأن كانت خلافات عميقة في وجهات النظر، لأن التشرذم يضر الجميع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
20/7/2024