نعم الانتخابات تحرر عقول الشعوب وتطهرها وتطورها وتجعلها منفتحة على كل شيء قابلة بكل ما تطرحه عقول الآخرين بكل احترام وتقدير وهذا ما يسعى الإنسان إليه وما يريده وما يبتغيه وفي هذه الحالة يمكننا القول إن الإنسان وصل الى مستوى الإنسان
لا شك إن للانتخابات ظروفها وقيمها وأخلاقياتها الخاصة التي على الشعوب أن تكون في مستواها أي أن يكون الشعب حرا بدون أي قيود ولا ضغوط لا ترغيب ولا ترهيب وأن يكون محترم رأيه وموقفه بمثل ما يحترم رأي الآخر وموقفه
ومع ذلك بالانتخابات تعتبر كالسباحة كتعلم سياقه السيارات كتعلم أي مهنة يتطلب النزول الى الميدان والعمل برغبة وعقل ويمكنه أن يكون من أمهر العاملين في تلك المهنة ويمكن أن يفشل لأسباب خاصة وكذلك الانتخابات في الانتخابات
المعروف إن الشعب العراقي بعد تحريره من عبودية قاسية ظالمة دامت أكثر من 1400 عام أي بعد استشهاد الإمام واحتلال العراق على يد الطاغية معاوية وزمرته الفئة الباغية فرض العبودية على العراق والعراقيين واستمرت هذه العبودية حتى يوم 9-4- 2003 في هذا اليوم قبر العراقيون الأحرار عراق الباطل والعبودية وأقاموا بدله عراق الحق والحرية أقاموا بدل حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة حكم الشعب كل الشعب حكم الدستور والقانون والمؤسسات القانونية والدستورية
فمثل هكذا نظام هكذا حكم ليس سهل يحتاج الى شعب في مستوى الحرية والديمقراطية أي متخلق بأخلاق وقيم الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية متخليا تماما عن قيم القبلية البدوية والعشائرية المتخلفة والقومية العنصرية وأخلاقياتها وهذا غير موجود من المؤسف والمؤلم والمحزن إن شعبنا ليس بمستوى الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية بل بمستوى الدكتاتورية والاستبداد والعبودية وهذا كان وراء تعرقل وتعثر مسيرة الديمقراطية في العراق وفي دول عربية وإسلامية حتى أنها أعطت نتائج أكثر سوءا من حكم صدام الفردي الدكتاتوري الطائفي العنصري
وبفضل العراقيين الأحرار والمرجعية الدينية الرشيدة والحشد الشعبي المقدس توجه شعبنا في طريق الديمقراطية والحرية والتعددية الفكرية والسياسية فهناك دستور وهناك قانون وهناك مؤسسات دستورية وقانونية وهناك انتخابات وهناك برلمان يمثل كل مكونات الشعب وهذا البرلمان يراقب الحكومة ويقيلها إذا عجزت عن أداء مهمتها ويحاسبها إذا قصرت وكل محافظة تختار حكومتها المحلية لإدارة شؤون المحافظة الأمنية والخدمية في كل المجالات وهكذا أصبح كل عراقي له الحق في المشاركة في القرارات التي تصدرها الحكومة المركزية او حكومات المحافظات المحلية
نعم كل ذلك لم يحقق المطلوب لا لأن الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية والحرية غير صالحة بل لأننا لسنا بمستواها لأننا لا زلنا نعيش في قيم البداوة والقبلية في قيم ساعد أخاك ظالما أم مظلوم نرى احترام القانون وتقديسه إذلال وشعور بالنقص ومثل هكذا مسئول لا يمكنه بناء الديمقراطية ولا يمكنه ان يحقق أحلام وآمال الشعب ويزيل آلامه ومعاناته بل يؤدي الى العكس يزيد في آلامه ومعاناته ويقضي على أحلامه وآماله
ومع ذلك أقول صراحة أن شعبنا سار في طريق الديمقراطية وتمسك بالعملية السياسية السلمية رغم المصاعب والمتاعب والتحديات التي كان ورائها أعداء العراق والعراقيين الذين يرون في عراق الحق والحرية عراق الديمقراطية خطرا على وجودهم على أحلامهم ومخططاتهم أمثال الصهيونية وبقرها آل سعود وكلابها الوهابية القاعدة داعش وعبيد وجحوش صدام
فطالما شعبنا دخل بحر الديمقراطية والعملية السياسية السلمية سيتعلم العوم وسيتغلب على كل الصعاب ويزيل كل العثرات والعراقيل التي يضعها أعداء العراق وسيكون ماهرا في الديمقراطية وسيكون جامعة يعلم شعوب المنطقة الديمقراطية والحياة الحرة
وهكذا أن الديمقراطية تحرر العقول وتطهرها وتخلق الإنسان الحر المحب للحياة والإنسان
مهدي المولى