اخر الاخبار

الجالية و خطب صلاة الجمعة لليوم الرابع من صفر بمدينة تورونتو الكندية (ح 26) (مفهوم أسماء الله الحسنى)‎

د. فاضل حسن شريف

صلاة الجمعة لليوم الرابع من صفر:

بسم الله الرحمن الرحيم “وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (الأعراف 180) تحدث خطيب جمعة مسجد الامام الحسين عليه السلام في مدينة تورونتو الكندية الشيخ حسن العامري باللغة الانكليزية عن موضوع (مفهوم أسماء الله الحسنى). ابتدأ الشيخ العامري خطبته بهذه الآية المباركة وقال: هذه الآية أشارت الى آثار أسماء الله على حياة الإنسان في الدنيا والآخرة. وجاء في الحديث المتفق عليه عند المذاهب الاسلامية (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ). كيف يمكن معرفة الأسماء الحسنى وما هي تأثيراتها على حياتنا؟ أولا أن أسماء الله الحسنى ليس كما هي أسماء يسمى بها الناس فقد يسمون بها ولكن لا يتصفون بها. فاسم الإنسان فقط نستعمله لتميزه عن آخر وقد يغير اسمه مثل اسم محمد وآخر علي. وقد يتغير اسم زيد الى اسم عمرو ويبقى نفس الشخص بصفاته. ولكن اسم الله عز وجل الحسنى تدل على ذاته لا تتغير.

وبما أن الله تعالى غير محدود فليس 99 اسم هي وحدها يتصف بها الله عز وجل فتوجد مئات الأسماء الأخرى فمثلا دعاء الجوشن الكبير يتضمن 1000 اسم لله عز وجل. ولكن 99 اسم من هذه الأسماء لها أهمية وفعالية أكبر من غيرها. والسؤال كيف تؤثر هذه الأسماء على الانسان هل بحفظها فقط حتى يدخل الجنة أم هناك تأثير آخر؟ والجواب أن حفظ 99 اسم لا أهمية له بدون تطبيق، فمثلا يزيد ومعاوية قد كانا حافظين لهذه الاسماء ولكنهما طبقا عكس مفاهيم الأسماء. فكل اسم من هذه الاسماء اذا تعاملنا بمفهوم الاسم في الدنيا فحين ذاك يصبح الإنسان مؤهلا لدخول الجنة.

عليك ان تسأل الله عن الاسم الذي يلائم حاجتكم فمثلا عندما تمرض تسأله عن صفة الشفاء وهي المشافي. وذا جابه الناس شخص مجرم عليهم أن يسألوا الله عز وجل بصفة موت هذا المجرم وهي المميت للتخلص من شره. والله تعالى يملك صفة المعطي بشرط أن الإنسان نفسه الذي يسأل الله العطاء عليه أن يملك صفة العطاء للآخرين. لذلك علينا فهم الاسماء الحسنى المقابلة لكل نعمة فهذه الأسماء هي مفاتيح النعم. فعليك معرفة الرحمن والرحيم لتصبح هذه الاسماء في قلبك لتشعر بها شعور وجداني كما اشارت الى ذلك آيات قرآنية عديدة “فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا” (الروم 50) وكما جاء في الحديث القدسي (إن كنتم تُريدون رحمتي فارحَموا خَلقي). عليك أن تحمل في قلبك كل نعمة من نعم الله عز وجل.

فعطاء الله تعالى يعتمد على عطاء الانسان “إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ” (محمد 7)، و “وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ” (المائدة 56)، و “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا” (الطلاق 2)، و “إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ” (التغابن 17). عليك أن تعطي حتى يعطيك الله سبحانه. اصرف لله تعالى تحصل على الجزاء الحسن. اذا اردت أن يحبك الله عز وجل عليك بحب الآخرين، وأن تكون محسنا لهم، فكما ورد فان العطاء طاقة وليست علاقة، وبتعبير آخر بعض الناس يساعدون الآخرين لان علاقتهم معهم جيدة فتعطي وتزور هؤلاء، ولكن حتى ترضى الله تعالى عليك ان تعطي وتزور المحتاج حتى بعدم وجود علاقة معه لان الله تعالى طلب منك مساعدة المحتاج وان لم تكن معه علاقة وكما جاء في قول الرسل والأنبياء “إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ” فالكرم والجود من اسماء الله وما عليك الا ان تتحلى بها. والجبار يعني جبر الخواطر كما جاء ( جابر العظم الكسير).