اخر الاخبار

الدون.. وسعدون ابو الصمون !

بقلم: مسلم الركابي

يبدو ان مباراة الشرطة والنصر السعودي كشفت المستور وفضحت بشكل واضح العقلية الاحترافية عندنا في العراق ، لا نعرف كيف تعاملت الجهات المعنية بالامر وهي ادارة نادي الشرطة واتحاد الكرة العراقي والاعلام الرياضي العراقي ؟ بماذا نفسر ان تتحول مباراة كرة قدم تجري على ارض الوطن الى ازمة ؟ نحن لسنا البلد الوحيد الذي يستقبل فرقاً كروية فيها نجوم ، وان هذا الامر سيتكرر سواء كانت الفرق على مستوى المنتخبات ام على مستوى الاندية ، لذلك علينا ان نعترف اليوم باننا لازلنا غير قادرين على استثمار هكذا احداث رياضية لمصلحة الوطن ورياضته، اليوم اصبحت الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص احدى الواجهات التي تمثل البلد ، فهل نحن اليوم قادرين على استغلال هذه الواجهة خدمة لبلدنا العراق، العقلية الاحترافية العراقية اليوم لازالت تبحث عن الشو الاعلامي ولازالت قاصرة وعاجزة عن تحقيق متطلبات العملية الاحترافية مثلما نشاهدها في بقية بلدان العالم، نحن اليوم في بلد فيه منشئات رياضية متميزة على مستوى المنطقة وهذه المنشئات تحتاج الى من يستثمرها بشكل صحيح ، لذلك نحن نتسائل بصدق مالذي جعل ادارة نادي الشرطة تختار ملعب كربلاء من دون بقية الملاعب وهي تعرف بانها ستقابل فرق فيها نجوم عالمية كبيرة ؟ اليس من الاجدر ان يكون ملعب جذع النخلة في البصرة هو ملعب نادي الشرطة ؟ ملعب فية كل المواصفات ويعتبر اليوم من خيرة الملاعب العالمية ؟ ولو فكرت ادارة نادي الشرطة بالجمهور فالجمهور العراقي دائماً وابداً هو سيد الحدث فهو من يخلق المتعة والبهجة والدعم والاسناد للفريق العراقي ( نادي الشرطة) ، للاسف ان يتحول هذا الحدث الرياضي الكبير والمهم الى مجرد سجالات على مواقع التواصل الاجتماعي وان يكون هناك تحشيد شعبوي وليس شعبي او جماهيري كما يظن البعض فهذا الاسفاف والتسطيح الذي عرضه البعض من اعلامنا الرياضي للاسف جعل الحدث يخرج عن طبيعته ويتحول الى سوق للتنمر وطرح اراء وافكار ما انزل الله بها من سلطان وحتى رابطة مشجعي نادي الشرطة سقطت في الفخ للاسف حيث خرج علينا رئيسها بتصريح غريب يقول فيه ( لانسمح لمن لايشجع الشرطة بالدخول لارض الملعب ) هذا التصريح يحتاج الى اكثر من وقفة من قبل ادارة نادي الشرطة اولاً ومن الجهات المعنية بالتنظيم مرة اخرى ، كان الاحرى بادارة نادي الشرطة ان تعرف كيف تستغل هذه المباراة لصالحها بكل الشيء واهم هذه الاشياء الجانب التسويقي ، ان فقر الفكر الاحترافي لادارة نادي الشرطة هو من ضيع على نادي الشرطة والبلد فرصة تاريخية لتسويق كرة القدم العراقية بشكل صحيح وان بغداد يمكنها استقبال الفرق العالمية مهما كانت متخمة بالنجوم بعيداً عن شعبوية الفنان الذي اصر على ان يغني للدون اغنية خاصة على غرار اغنيته الشهيرة صمون عشرة بالف ! حيث انشغل المسؤولين بموضوع الدون رونالدو وكيف يأخذون معه صور هم وعوائلهم متناسين بانهم يمثلون وطن هو بالنتيجة اكبر منهم واكبر من نجومية الدون والذي تحول حضوره من عدمه الى فقاعة سرعان ماتبخرت بفعل سخونة اغنية سعدون ابوالصمون.