اخر الاخبار

الديمقراطية مفقودة في بلاد العِرب، نعيم الهاشمي الخفاجي ‎

طبيعة الزعماء  العرب سواء كانوا ملوك أو رؤساء أو حكام أو زعماء قبليين، هم  تحت سلطات الاحتلال، يعملون لصالح أولياء نعمتهم،  عبر تاريخهم التليد، يحبون الزعامة والمال وكثرة النساء، وإن كان ذلك على حساب كرامته ودمار ابناء قومه، لدينا مثل شعبي متوارث يقول اذا عرف السبب بطل العجب، بما اننا نعرف حقيقة العربان لذلك علينا لانتعجب مما نراه من واقع مرير مؤلم، تعيشه الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.

بل اعتاد العرب على العبودية، بسبب طول فترات الظلم والاضطهاد والقتل والتنكيل الذي تعرضوا اليه، طوال قرون طويلة من الزمان، بل حتى لو تبذل جهودك وتتعرض للظلم والاضطهاد وتقبع بالسجون، وتعيش في المنافي الاجبارية، وتتكلل الجهود في إزالة نظام قمعي مجرم، فإنك لاتستطيع إقناع الكثير أنهم يعيشون في حرية، سيدة أمريكية ناضلت من أجل تحرير العبيد، قالت أصعب مهمة واجهتها بحياتي لا استطيع ان تقنع العبيد أنهم أحرار.

الأنظمة العربية بغالبيتها قمعية، تحكم بعقلية الزعيم الأوحد، انعدام المساواة والعدالة الاجتماعية، وللأسف تجد الفيالق الإعلامية المرتبطة بالأنظمة العربية الجائرة، يكتبون مقالات في نقد ديمقراطيات بدول لها تاريخ حافل في الحكم الديمقراطي والتداول عبر نتائج الصندوق الانتخابي، ولا يمكن مقارنة ذلك، مع أوضاع الدول العربية، لذلك

لا ديمقراطية بالدول العربية دون وجود دساتير حاكمة.

رغم وجود أنظمة ديمقراطية بالعالم الغربي، وقِدَمُ الديمقراطية لايعني أن تعامل الأنظمة الديمقراطية الغربية مع شعوب العالم الثالث تعاون جيد، بل الليبراليين الغربيين يحكمون شعوبهم بطرق ديمقراطية راقية ومحترمة، وبنفس الوقت يدعمون أنظمة بدوية متخلفة تنشر الإرهاب والتطرف بدول العالم الثالث.

رغم وجود انتقائية بتعامل أنظمة الليبرالية الغربية مع شعوب العالم الثالث، لكن شعوب الغرب تملك ثقافة ديمقراطية، يعني البيئة الاجتماعية الغربية صالحة للحكم الديمقراطي.

الأنظمة العربية تنظم إجراء انتخابات، والاعلام يبث صور ولقائات مع مؤسسات تشرف على الانتخابات، لكنها صورية، لا اكثر، تكون النتيجة محسومة لصالح الرئيس المرشح لكي يفوز بنسبة ٩٩%، أو مثل انتخابات البرلمان في مملكة البحرين، نصف النواب يعينهم ملك البحرين بالتزكية، أو مثل انتخابات مجلس الأمة الكويتي، لايحق لنواب مجلس الأمة تسمية وانتخاب رئيس الوزراء.

توجد بدايات للانتخابات الديمقراطية بالعراق، لكن توجد فيالق إعلامية وأكثر من محطات فضائية لعشرين دولة عربية تهاجم الانتخابات العراقية ليل نهار، واظهارهم بمظهر التزوير ودفع الرشاوي، تصرفات الساسة العراقيين  بالتعامل مع المواطنين خاطئة، تم حصر التعيين بيد نواب البرلمان والساسة، يتم توظيف الأقارب فقط، قسموا المجتمع إلى طبقات مستفيدة وطبقات محرومة، أثرت بشكل كبير على المواطنين جعلت الكثير منهم يعزب عن المشاركة في التصويت، وهذا كله بسبب عدم وجود ثقافة انتخابية،   وللاسف الناخبون لايعون اهمية المشاركة والصوت الانتخابي.

لننظر إلى اسرائيل، بغض النظر عن احتلالها لفلسطين، لكن الشعب الإسرائيلي يقول كلمته، امس نقلت القنوات الفضائية قيام مجاميع من الشباب من اليمينيين في اقتحام معسكر للجيش الإسرائيلي، تم سجن جنود اسرائيليين بأمر قضائي من المحكمة الإسرائيلية بسبب قيامهم بتعذيب مواطنين فلسطينيين، بينما يقبع في فنادق عراقية آلاف من الذباحيين قتلوا مئات آلاف المواطنين العراقيين من أبناء المكون الشيعي، ولم نجد خروج أقارب وذوي الضحايا وشيوخ عشائرهم، أن خرجوا بمظاهرات تطالب في الاقتصاص من الذباحين، بتنفيذ قرارات القضاء العراقي الصادرة بحق الذباحين، الفرق بين عقلية الشعب الإسرائيلي وبين عقلية أبناء الشعب العراقي واسع، نحن بالعراق بشكل عام وأبناء الشيعة بشكل خاص، نجهل استخدام الأطر الديمقراطية وحق التظاهر في معاقبة الإرهابيين والمتآمرين والسراق واللصوص.

بالتأكيد كلامي هذا يرفضه الغالبية من الإخوة الكتاب العراقيين الشيعة، ويعتبروني متصهين وعميل وخائن، لأنهم يعيشون في وهم وسراب شعارات الوحدة الوطنية مع اراذل فلول البعث وهابي.

لا توجد في الدول العربية، دساتير حاكمة، يعش العرب تحت سلطة أنظمة قمعية، لذلك الديمقراطية الحقيقية،   تحتاج وجود ثقافةُ مجتمعية تقوم على احترام التعدد والتنوع والاختلاف، وقبول الآخر مهما كان الخلاف معه، والاعتراف بالخسارة ومن ثم السعى إلى تعويضها،  بالله عليكم هل هذا الكلام يؤمن به فلول البعث وهابي؟.

انا شاركت في الانتخابات الدنماركية كناخب وجربت نفسي أن أكون مرشح في انتخابات بلدية، هدف القوى السياسية المشاركة في الانتخابات الفوز والغاية من الفوز، لتنفيذ البرامج الانتخابية التي رفعوها لكسب أصوات الناخبين، والعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين، بالدول العربية القوى السياسية تحب السلطة والمنصب ويستأثرون في حق التوظيف لهم ولاقاربهم إلا ماندر للاسف، ومن يتقلد منصب كوزير أو وظيفة يكون المنصب بقدر وزير، يتفنن في ظلم العباد، ويضرب فقرات الدستور التي يتغنى بها صباح مساء بالقندرة، يوجد نص دستوري بالدستور العراقي، النص واضح يقول كل عراقي سجن أو اعتقل داخل وخارج العراق لأسباب مذهببة وقومية وحزبية وعرقية من شباط عام ١٩٦٣ الى نيسان عام ٢٠٠٣ يعتبر سجين سياسي، هل يوجد نص أوضح من هذه الفقرة الدستورية، وانا اخوكم بالانسانية  سجنت بالسعودية ووضعت مع محتجزي رفحاء اربع  سنوات، كيف يتم حرماني ومعي اربع أشخاص أو بالاكثر عشرة أشخاص من هذا الحق؟ كيف الدكتور حسين السلطاني حرمنا من ذلك؟ رغم اننا لدينا ملفات في الأمم المتحدة وعلى ضوئها حصلت على لجوء سياسي في مملكة الدنمارك، تصوروا اذا كانت عقلية الدكتور حسين السلطاني مدير مؤسسة السجناء للأسف بهذا المستوى الظالم، لايميز بين الأسير الذي لديه ورقة صليب احمر وعاد إلى العراق وبين من عارض صدام وتحمل سجون السعودية والقهر والألم ويملك ملف في الأمم المتحدة، بالله عليكم هل سمعتم أن اسرى حرب الخليج لديهم ملفات امم متحدة ام لديهم فقط أوراق من الصليب الاحمر، اذا كانت عقلية المسؤول الغضنفري الهمام قائم الليل والنهار بهذا المستوى الظالم  فكيف يتم بناء ديمقراطية وتفعيل دستور يضمن حقوق كل مواطن عراقي، عندما اذكر قصتي الغاية للدلالة لوجود ظلم، ووجود خرق وتجاوز على  احكام الدستور العراقي لا اكثر، مع خالص التحية والاحترام والتقدير للجميع.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

30/7/2024