اخر الاخبار

الدين والدولة المدنية وحقوق الإنسان

  المعروف جيدا إن  أول إبداعات  عقل الإنسان هو الدين لتنظيم حياة الإنسان وحل مشاكله والتخفيف من معاناته ومن الطبيعي بدأت حياة الإنسان  تتطور وتتغير نحو الأفضل والأحسن تدريجيا ومن الطبيعي بدء عقل الإنسان يتطور  ويرتقي  وهذا التطور بدء ينعكس على   طريقة  تنظيم حياة الإنسان أي على الدين   فالدين في أصله هو الصدق الحق العدل في الحياة   وأخذ الدين يتطور حتى أطلق عليه اسم السياسة  في عصرنا ومن هذا يمكننا القول إن السياسة دين والدين سياسة  ومن واجبات ومهمات الدين إقامة  الحق والعدل وإزالة الباطل والظلم  وهذا لا يمكن تحقيقه إلا في الحكم  لا يمكننا ان نطلب من معاوية او من صدام  ان يكون عادلا صادقا  بل يجب أن نقف ضد ظلمه ضد وحشيته  لهذا وقف الإمام علي ضد وحشية وظلم  معاوية ووقف الإمام  الخميني ضد ظلم و وحشية  الشاه  وصدام فكما الدين صوت وصرخة كل حر مظلوم في الأرض كذلك الظلم والجور هو  هو قوة كل ظالم وجائر في الأرض لهذا ترى الظالمين على دين واحد فمسعود وصدام  والحجاج ومعاوية  دينهم واحد

فلم تحدث صراعات دينية ابدا في كل التاريخ  أنما كانت صراعات ذات  مطامع شخصية  بين الحكام الظالمين أعداء الدين  فاستغلوا الدين كمطية لتحقيق مآربهم الخبيثة   وسيروه وفق شهواتهم ورغباتهم باسم الدين ومن أجل الدين فلم تحدث صراعات بين المسيحيين والمسلمين وبين اليهود والمسلمين وبين  أي دين لا البوذية ولا  الهندوسية  ولا أي دين او فكر اورأي أخر    في كل التاريخ  فالإسلام لم يدعوا الى نشر الإسلام أنما كان يدعوا الى  إقامة الحق والعدل وإزالة  الباطل والظلم  فالجهاد في الإسلام ليس إعلان الحرب على الآخر بل الجهاد كلمة حق بوجه سلطان ظالم جائر  والشهيد في الإسلام هو الذي يقول كلمة حق بوجه سلطان جائر فيقوم ذلك السلطان بقتله لهذا نرى المسلم المحمدي لم يشارك في ما سمي بالحروب او الفتوحات الإسلامية بل حرمها وكفرها وكفر من شارك وساهم فيها

 قلنا ان الذين يعتنقون  أي دين  وخاصة الدين الإسلامي  ليسوا بمستوى واحد هناك من ارتفع الى مستوى الإسلام وتطبع بطباعه وتخلق بأخلاقه  الإنسانية الحضارية   وهناك من أنزل الإسلام الى مستواه  وطبعه أي طبع الإسلام بطابعه البدوي المتخلق وفرض  أخلاقه الوحشية  على الإسلام وقال هذا هو الإسلام  وكانوا هؤلاء الأعراب  الذين وصفهم القرآن الكريم بأنهم أشد كفرا ونفاق وكانوا وراء ضياع الإسلام والمسلمين وراء ضعفهم وتخلفهم وذلهم  ووحشيتهم  حتى جعلوا من الإسلام أداة تدمير للحياة وذبح للإنسان  وسيادة الجهل  والوحشية والظلام  وهذا يتطلب من كل إنسان يبحث عن الحقيقة ان يفرق ويميز بين الدين  وأعداء الدين  فالدين ليس له أعداء  بل أعداء الدين هم الذين يتغطون بالدين أمثال الفئة الباغية ودولتها دولة آل سفيان والوهابية ودولتها دولة آل سعود وكلابها الوهابية القاعدة داعش طالبان وغيرها

 وهكذا اعتقد  أعداء الحياة والإنسان  أعداء الدين إن الدين يتعارض مع حقوق الإنسان  مع المدنية  مع العلم مع الحب والسلام وهذه أكاذيب وافتراءات  الظلمة الفجرة   بحجة إن الدين لا  يقر بالدستور ولا القانون ولا المؤسسات الدستورية ولا القانونية ولا حقوق الإنسان    وهذا خلاف  حقيقة الدين إن كل تلك  الأسماء والمصطلحات نشأت من رحم الدين  لكن الإنسان ليس بمستواها فاخذ  يخلق أحكام وقوانين خاصة تلبي رغباته الخاصة وشهواته الذاتية ويبرر ظلمهم وجورهم ووحشيتهم  لهذا قرروا  ركوب الدين وجعله مطية لتحقيق تلك الرغبات  والشهوات الخبيثة  والوصول الى غاياتهم الشريرة وذبح الروح الإنسانية  الدينية التي ولدت في داخل نفوس بعض المسلمين   الذين رفضوا الظلم والعبودية

لهذا نرى  هؤلاء العبيد  أعداء الحياة والإنسان  يستغربون من تجربة  المسلمين في العراق  ويقولون ما يحدث في  إيران  وفي العراق وفي اليمن وبلدان أخرى التي انتصرت فيها الصحوة الإسلامية  لم يحدث  في كل العالم لا في هذا الزمان ولا في كل زمان  وهو تشريع القوانين  الدينية في دولة مدنية   وهذا لا يجوز في نظر هؤلاء العبيد الأراذل  لأن الدين لا يؤمن ولا يقر بالدستور ولا القانون وكأن صدام ومسعود  ومعاوية من قبلهم  وغيرهم من الطغاة يؤمنون بالدستور والقانون  ويقيمون العدل ويزيلون الظلم

لهذا  نرى أعداء الحياة والإنسان دعاة العبودية والاستبداد والعنصرية عبيد وجحوش صدام وكلاب آل سعود يرون في انتصارات ونجاحات الصحوة الإسلامية  في كل المجالات  خطرا كبيرا على وجودهم حيث أثبت أن  أنصار الصحوة الإسلامية  ومؤيديها أكثر ديمقراطية  وتمسكا  والتزاما بها  وأكثر إيمانا بالتعددية  الفكرية والسياسية كما اثبت إن ما يطلق عليهم بالمدنيين  والعلمانيين  وحتى اليساريين  مجرد أسماء بعيدة كل البعد عن الشعارات التي يرفعوها والأسماء التي ينشروها    فهذا الطاغية المقبور وحزبه الصهيوني العشائري الطائفي العنصري  وصبيه  مسعود وآل سعود يؤمنون بالديمقراطية  والتعددية الفكرية والسياسية إذا قال صدام قال العراق  هل في أمريكا وهي أكبر وأقوى دولة  تدعي إنها الحامية  للديمقراطية ولحقوق الإنسان في العالم  إنها تحمي  أكثر الأنظمة  وحشية واستبداد ودكتاتورية في العالم  من أمثال حكم ’ل سعود  وغيره  وتدعم المنظمات الإرهابية الوهابية  القاعدة داعش  وتعلن الحرب على الشعوب الحرة التي تنشد الحرية  والتقدم والتطور مثل الشعب الإيراني والشعوب الأخرى لأنها اختارت  الإسلام المحمدي دين الحياة الحرة والإنسان الحر

 ومن هذا يمكننا ان نعرف الدين هو حب الحياة والإنسان وحب التضحية من أجلهما والسعي المتواصل من أجل بناء حياة حرة  وخلق إنسان حر محب للحياة والإنسان  فمن أجل هذا عاش واستشهد الإمام علي حتى إنه في لحظة الضربة التي وجهها  الطاغية معاوية التي أدت الى استشهاده قال فزت ورب الكعبة  وسار الأمام الحسين على هذا النهج هل من المعقول أن تترك الحياة لمعاوية  والحجاج وصدام ومسعود ليعبثوا ويفسدوا ويذبحوا  ويهتكوا الحرمات ويغتصبوا الأعراض  بحجة لا يجوز للدين وأهله التدخل في شؤون الحكم   لا وألف لا فالدين هو الحكم وهو الحاكم   العادل الصادق

 إنه عصر الدين  وسينتصر الدين الذي بدايته الصحوة الإسلامية التي طهرت عقول المسلمين والناس أجمعين وحررتها من أدران وشوائب الطغاة المجرمين

مهدي المولى