عمليات الرد المتبادل بين الدول المتحاربة، يكون رد معنوي وإن كان رد عسكري، لأن الأصل من عملية الرد، هو رد الاعتبار لدولة ما، تعرضت لقصف أو انتهاك سيادتها، والرد العسكري لايعني استخدام أسلحة دمار شامل لابادة الدولة المستهدفة.

كنت طالب في الثاني متوسط وتوفى والدي رحمه الله، كان بزمني معظم الولادات كلها تقرأ واحد تموز١/٧/١٩٦٠ وما قبلها، يعني تجد عمره ١٢ سنة وهو بالصف الأول ابتدائي، كان معي طالب بالصف الثاني متوسط، لديه لحية كثيفة، ربما عمره يتجاوز العشرين، للاسف دون أي اعمل له ذنب، رأسا التفت لي قال لي نعيم، قلت له نعم، رأساً شتم والدي دون أي سبب، والدي كان متوفي قبل اسبوعين، وكنت بوقتها اشعر بفقدان سندي،  كانت ردة فعلي سريعة،  رأسا مسكت فرجال الهندسة، بعد شيبي مصنوع من الحديد، ووجهت له ضربة خفاجية من ال شمخي بيده، وجرحته، قال لي ولك نعيم اليوم اذبحك، قلت له اذبحني اقتلني المهم جرحتك، تدخل بعض الطلاب الاشقياء لهم صلة قرابة معي ومعه انتهت بصلح، لكن بقيت النفوس غير مألوفة، مسكين ذهب ضحية في قادسية صدام جرذ العوجة.

في خطابات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حضر رئيس الاتحاد السوفياتي لإلقاء كلمة، سبقته كلمة إلى رئيس دولة الفليبين، وفود لحلف الناتو انسحبوا، لمقاطعة كلمة الزعيم السوفياتي، ردت فعل   الزعيم خوروشوف (Shoe-banging incident)،  خلع حذائه، أمام وفود دول العالم، الحادثة وقعت،   أثناء الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 902 التي عُقدت في نيويورك يوم 12 أكتوبر عام 1960 عندما ضرب خوروشوف طاولة الوفد السوفيتي بحذاءه اعتراضاً على خطاب رئيس الوفد الفلبيني لورينزو سومولونغ، رئيس الفيليبين كان مع المعسكر المعادي إلى السوفيت، رد الزعيم السوفياتي لخلع حذائه وضرب الطاولة وضج أنصار وأصدقاء السوفيت بالتصفيق المتواصل، كان  باستطاعة الزعيم السوفياتي شن حرب عسكرية، اكتفى بضرب الطاولة بحذائه، واكيد رئيس الفيليبين أصابه اسهال دموي دزنتري.

مايحدث في سوريا ولبنان والعراق والخليج صراع بين الدول العظمى،من خلال الأنصار والأدوات بل يدعمون حتى العصابات الإرهابية.

إسرائيل نفذت عمليات طالت عواصم عربية وطالت شخصيات فلسطينية في بيروت وتونس والأردن……الخ.

إسرائيل احتلت أراضي عربية واحتلت بيروت الشرقية عام ١٩٨٢ ولم تستطع الدول العربية توجيه اي عملية رد عسكري أو حتى إعلامي، ضد اسرائيل، خوفا من سلخ جلود القادة العرب الاشاوس.

بسبب قيام نتنياهو في مهاجمة عزة وقتل شعبها العربي السُني، لم يقف مع الفلسطينيين سوى الشيعة دون غيرهم، إسرائيل وجهت قصف طالت به أماكن تواجد المقاومة الشيعية في لبنان وسوريا واليمن …..الخ.

هناك جبهة مفتوحة بجنوب لبنان، وقصف متبادل مابين المقاومة الشيعية وجيش إسرائيل، يوجد فيلق اسرائيلي بشمال فلسطين أو إسرائيل يتبادل القصف المتبادل مع المقاومة الشيعية اللبنانية.

قبل فترة اغتالت إسرائيل قيادي كبير في المقاومة الشيعية اللبنانية اسمه  فؤاد شكر، المقاومة الشيعية قالت سوف نرد على عملية الاغتيال، قبل ثلاثة أيام تم الإعلان بقيام المقاومة الشيعية اللبنانية بالرد على عملية اغتيال القيادي فؤاد شكر. وبقيت  المواجهة العسكرية اليومية بينهما مستمرة، فالضربة التي وجهتها المقاومة الشيعية اللبنانية استهدفت  مواقع عسكرية في إسرائيل، وليست مواقع مدنية، والهدف من الرد هو رد ضربة طالت مسؤول عسكري شيعي لبناني في استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية.

قرأت تحليلات الإعلاميين العرب حول عملية الرد، وقالوا الرد ليس بالمستوى المطلوب، هؤلاء العربان يريدون رد في قصف أهداف مدنية لقتل مئات الأطفال والنساء المدنيين  الإسرائيليين،   عندها يقتنعون بالرد العسكري من المقاومة الشيعية اللبنانية، الفكر الشيعي ضد قتل الأطفال والنساء.

بالتأكيد الرد وضع في الاعتبار عدم قصف أهداف مدنية تشعل حرب كبيرة، هدف مشاركة المقاومة الشيعية بالصراع للضغط على حبيب العرب نتنياهو لوقف حربه ضد شعب غزة العربي السني، والعودة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

الغاية من الرد لايمكن إزالة دولة من الوجود، وإنما اعادة الاعتبار، في ساحات الحروب، يتم استخدام الجانب الاعلامي والحرب النفسية، تصوروا غالبية المطارات باليل توقف حركتها الى العراق والخليج خوفا من الرد الإيراني على اغتيال الزعيم الفلسطيني السني اسماعيل هنية ، قبل فترة سافرت للعراق، كان موعد إقلاع الطائرة التركية إلى بغداد الساعة الحادي عشر مساء، تم توقيف حركة الطيران الى شروق الشمس ههههه وبتنا في مطار صبيحة في تركيا بظل ازدحام شديد بحيث أصبح حصول المسافر في الترانزيت على كرسي رحمة الهية، بسبب الخوف من الرد الايراني على اسرائيل،  تأخبر الرد يدخل ضمن الحرب النفسية.

المقاومة الشيعية تقاتل ليس لإزالة دولة اسرائيل من الوجود، هذا الأمر غير ممكن، المقاومة الشيعية تضغط من اجل إقرار قرار وقف إطلاق النار بغزة، وعودة المفاوضات الفلسطينية العربية مع نتنياهو، الموقف الشيعي هذا كشف كذب ابن تيمية والوهابية القائل ان الشيعة يتعاونون مع اليهود لقتال المسلمين، بل حدث العكس تعاون أنصار ابن تيمية الوهابيين وحكومات الدول العربية السنية مع نتنياهو للقضاء على المقاومة الفلسطينية المتمثلة في حماس والجهاد.

أعجبني مقال لاحد الكتاب الشرفاء نشره بمنصة اكس يقول به( ‏ليس هناك مناضل شريف تخلى عن شرفه فجأة وأصبح خائناً وعميلاً، كما أنه ليس هناك خائن عميل أصبح مناضلاً شريفاً بين ليلة وضحاها..

هناك حتماً جذور للانحراف تعود للحظة زمنية غير مرئية في سيرة من صدمنا بسقوطهم اليوم.

الخيانة هي إختلال في العقل والسلوك وفي البيئة التي تربى فيها الخائن والقيم والمفاهيم التي استقاها منها فالخيانة ليست سلوك طارئ في مرحلة عمرية معينة نتيجة ظروف معينة بل هي نزعة أو ميول تسيطر على الأنسان في سن مبكرة من حياته  مثلها مثل السرقة والقتل وغيرها من السلوكيات المختله

‏‎الورقة عندما تسقط من الشجرة

لا تسقط فجأة بل تسقط لأن هناك. خلل في مكونات عناصر التربة

هناك نقص شديد أدى للسقوط

كذلك هو الإنسان …).

انتهى

اقول لكل علة سبب، ولكل سقوط أخلاقي وإنساني ولكل خائن وعميل جذور، وتوجد جينات وراثية حسب قول صديق لي وابن عم يصف الجيانات بالقول جينات قندرية وراثية، لذلك

كل سقوط له جذور المناضل  الوطني الشريف المتمسك بالقيم والمبادئ والمؤمن بقضيته وان اختلفنا معه  لا يبيعها بالمال، قدمت الحركة الوطنية الشيوعية شهداء من أجل الخلاص من النظام الإقطاعي، ولازالت الساحة التي اعدم بها المناضلين الشيوعيين الثلاثة في وسط سوق مدينة الحي تسمى في اسماؤهم، الشيخ علي حمود وعطا الدباس لم أكن مولودا بذلك التاريخ لذلك معلوماتي اخذتها من أبناء مدينة الحي الذين يقدرون تضحياتهم من أجل تحرير الفلاحين من العبودية والذل من النظام الملكي صنيعة الاستعمار، و طبقة الإقطاعيين الظالمين الذين استعبدوا الفلاحين.

أعجبني تعليق إلى أحد النشطاء في منصة إكس يقول(  الفرق بين الشريف والغير شريف هو من يبيع نفسه ويشترى بالمال . وتتغير اقواله وافعاله بحسب الجهة الممولة).

في الختام للأسف الأنظمة العربية السُنية فاشلون بالحرب والسلام، فشل مع ذل وجُبن ونتانة، مع ديوثية وخيانة، لذلك هؤلاء العربان لم يقبض منهم الشرفاء سوى التآمر والتعاون مع الأعداء لقتلهم، لكن لابد إلى للحق أن يعلو، ولابد أن تنتصر الشعوب المغلوبة، لأن الظلم والظالمين لابد أن ينتهي ظلمهم  ولو بعد حين.

نتمنى أن يعم الأمن والسلام والعدالة والمساواة، ويعيش الجميع بسلام، خالص التحية والتقدير

نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.