شاهدنا عبر القنوات الفضائية العربية والعالمية، قيام ايران في إطلاق أكثر من ٢٠٠صاروخ بالستي أطلقت من سبع مدن ايرانية، بما فيها العاصمة طهران وشيراز في اتجاه إسرائيل.
قرأت ردود وسائل الإعلام العربية، سواء كانت عبر القنوات الفضائية، أو من خلال الفيالق الإعلامية العربية المرتبطة بدول الخليج، وخاصة من يقود هذه الردود الاعلامية، إعلاميين يجيدون أسلوب التضليل، وذلك لارتباطهم مع مشاريع غربية معينة، ومن هؤلاء الإعلاميين كالعادة فيصل القاسم، الذي يجيد أسلوب قوي في نشر أفكاره التي يأمره بها الجهات المخابراتية الغربية المرتبط بهم هذا الاعلامي الذي كان أحد الإعلاميين البارزين بالحرب الباردة، بهيئة الإذاعة البريطانية بعقد سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
ننقل جزء قليل من تغريدات فيصل القاسم، كتب التغريدة التالية، (مطلوب
مطلوب من كل الغوغائيين والأوباش الذين طبلوا وزمروا لإيران لأنها تدعم المقاومة، وهاجموا العرب بحجة أنهم خذلوا المقاومة، مطلوب منكم اليوم ان تعتذروا للعرب بعد ان دفعتكم إيران الى التهلكة والخراب وجلست تتفرج عليكم وعلى كوارثكم وتعقد الصفقات من وراء ظهوركم. ها هي إيران باعتكم برخص التراب وقطعت الحبل بكم في منتصف البئر. عليكم ان تسألوا انفسكم اليوم: من الذي تآمر عليكم وخذلكم وورطكم وباعكم: العرب أم حليفتكم المزعومة ايران؟).
فيصل القاسم ومعه الفيالق الإعلامية لدول الخليج، الذين تبنوا مشروع التطبيع لأجل قيام دولة فلسطينية على أراضي عام ١٩٦٧، والعجيب أن نتنياهو الرجل اعلنها، واعلنها قبله الجنرال أريل شارون بعام ١٩٩٥، أي بعد عودة عرفات الى الضفة الغربية، بسنة واحدة، وفق حل الدولتين، شارون قال بعد عام من عودة ياسر عرفات تحلم يا عرفات تصافح يدي، ولاوجود إلى شيء اسمه دولة فلسطينية مستقلة، الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بذل جهود كبيرة لجمع عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ومعه شارون في منتجع وارن كريستوفر، احلى كلمة قالها الجنرال شارون إلى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، من الأفضل إلى ياسر عرفات أن يبحث أن يتصافح مع الطاولة الخشبية التي أمامنا من أن يحاول يصافح بيداه يدي الكريمة.
ذهاب عرفات إلى الضفة الغربية استفادت منه إسرائيل في فتح سفارات كثيرة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا، على أساس ذهاب عرفات للضفة، تعني إقامة دولة فلسطين، ومعظم دول العالم، مع حل الدولتين.
وراينا كيف الجنرال شارون قام بقندرة ومسخ الرئيس الفلسطيني الهمام ياسر عرفات، لازلت اتذكر شفلات شارون تهدم في قصر عرفات، وأحلى شيء قام الجنرال شارون بقطع المياه عن خربة عرفات، بحيث عندما كان عرفات يذهب إلى دورة المياه، كان يستعمل الأحجار للاستنجاء ههههه أسوة بما كان يفعله سلف العرب الصالح في الاستنجاء، بطريقة استعمال الأحجار بدل المياه، وبالاخير قام شارون بمسخ عرفات وإذلاله ووعد شخصية فلسطينية لديه طموح يحل محل عرفات بتبؤ الرئاسة، فدس إليه المناضل الوطني الفلسطيني السم للقضاء على عرفات ههههه وتسبب في هلاك ياسر عرفات.
حل الدولتين حسب وجهة اليمين الإسرائيلي بات من حكم الماضي وملغي، لذلك ذهاب العرب للتطبيع كان ليس لاقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل جائتهم أوامر من ترامب بسرعة التطبيع وإلا يقوم في طردهم من مناصبهم في قيادة الدول العربية.
الرد الإيراني بقصف أهداف عسكرية في اسرائيل، الهدف من ذلك، ليس استهداف تجمعات مدنية، لقتل آلاف الأطفال والنساء الاسرائيليين، الفكر الديني الشيعي يرفض ويحرم ويُجرم قتل المدنيين من الأطفال والنساء في الحروب، ورأينا ذلك، بحرب الثمانية سنوات التي شنها صدام جرذ العوجة ضد ايران، طيران صدام اغار على عشرات المدن الإيرانية وقتل آلاف الأطفال والنساء في مدن مثل همدان وكرمنشاه وشيراز وقم…..الخ، بينما إيران كانت تصدر بيانات عبر الإذاعة الإيرانية عندما يجبرها إجرام صدام على قصف المدن العراقية، يطلبون من المدن القريبة على الحدود بمغادرتها، قبل القصف، وللأسف كان نظام البعث يمنع المواطنين من أهالي البصرة من النزوح، أو الكثير من الناس لايملكون اموال، تمكنهم مغادرة البصرة لمحافظات عراقية اخرى، بلا شك تسبب القصف الإيراني قتل أعداد من المواطنين العراقيين بمدينة البصرة بشكل خاص.
صدام استخدم السلاح الكيماوي ضد الجيش والقرى الإيرانية أكثر من ٣١٠ مرات خلال حرب الثمان سنوات، وهذا ثابت لدى إحصائيات منظمات دولية وثقت استخدام صدام الجرذ الأسلحة الكيميائية ضد ايران وضد مدن عراقية مثل حلبجة ووادي لولان والاهوار الجنوبية من العراق.
الرد الإيراني الذي حدث امس ضد اسرائيل، هو بمثابة رسائل معينة إلى نتنياهو زعيم حكومة الحرب الاسرائيلية، أن استهداف مواقع عسكرية وننووية ومواقع محطات كهرباء وبنى تحتية ايرانية، تقابله ايران بقصف المفاعل النووي الإسرائيلي والمعسكرات ومواقع البنى الإسرائيلية، اعتقد الرسالة التي أرسلتها إيران أن صواريخها وصلت الى كل الأهداف في فلسطين، وحتى لو استطاعت القبة الحديدية الإسرائيلية إسقاط بعضها، وصول الصواريخ الإيرانية إلى إسرائيل، يعني وجود قوة ردع، نتنياهو لم يفكر وفق المنطق الأخلاقي للأسف، وإلا كان في استطاعة نتنياهو إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال إعطاء الفلسطينيين دولتهم، حتى لو على جزء من أراضي عام ١٩٦٧، ويخلص الشعب اليهودي والعرب الفلسطينيين من الحروب والقتل المبرح، ويحل مكان الحرب السلام والاستقرار.
انا شخصيا لست فلسطينيا أكثر من الإخوة الفلسطينيين، ولست أكثر فلسطينية من زعماء وقادة العرب وشعوبهم العربية السنية، بل انا ابقى بنظر المتطرفين الوهابية العرب الفلسطينيين والسعوديين شيعة كفرة يجب قتلنا والافتراء والكذب علينا، لتشويه سمعتنا، بطرق مبتذلة قل نظيرها بالتاريخ البشري.
الا يكفي نتنياهو توسل ملوك ورؤساء العرب المطبيعين معه به بوقف الحرب، وإيقاف مشاهد قتل الأطفال والنساء، ألا ينظر المستر نتنياهو بعين العطف لتوسل أخوانه الكثيرين، من الملوك والرؤساء العرب لوقف الحرب، وإعطاء الفلسطينيين جزء صغير من أراضيهم، ويتم ربطها مع سليل الأسرة الهاشمية أحفاد مفتي مكة شريف حسين الذي كان له الدور الكبير والفضل الأول في إسقاط الدولة العثمانية وتجزىة دول الشرق الاوسط وإقامة دولة اسرائيل، لايعقل أن الملك الأردني يتوسل في نتنياهو، ونتنياهو لايعير اي أهمية إلى جلالة ملك العرب الهمام عبدالله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية، وكذلك ربط ولو قرية من أراضي غزة إلى سيناء مصر أم الدنيا، مع إلزام الإدارة الأمريكية الدول البترولية الخليجية بدفع أموال إلى مصر مقابل ربط القرية الفلسطينية من غزة في مصر أم الدنيا.
المفكر المصري سامح عسكر وجه رسالة الى ملوك ورؤساء الدول العربية، وفيالقهم الاعلامية، والذين أسماهم
بالصهاينة العرب هذا نصها ( أعلم جيدا تقديس أغلبكم مبدأ القوة سيأتي العديد منكم نادما ومراجعا نفسه فور تدمير هذا الكيان، أو ظهور ضعفه واهترائه الذي كان مخفيا بفعل فاعل، سينتقل بعضكم لصف المقاومة ويبدأ في نقد إسرائيل، ليس لأن ضميره دفعه لذلك، ولكن فقط..لأنه (عبد) وليس (حرا)، فالعبيد دائما يقدسون القوة ويهابوها، لكن الحر يراها شرفا للدفاع عن الحق، ونقمة إذا كانت ضد المظلوم والضعيف..وبما أنكم بلا شرف وأخلاق فلن تعوا هذه العبارة جيدا، فقط اقرأوها في عيون الناس، وفي سطورهم وأقلامهم وهم يبتهجون بأي ضرر يقع لهذا الكيان..
بالضبط هذه الدول التي هرعت للتطبيع مع إسرائيل لحمايتها من الخطر الإيراني الذي زرعه الأمريكي فيهم تحت اسم المفاعلات النووية الإيرانية و انتاج قنبلة نووية سيتلاشى بمجرد تلاشي هذا الكيان و سيعلمون انه هناك قوة اكبر من هذا الكيان وهي قوة العدة و الإيمان).
انتهى كلام المفكر المصري سامح عسكر، في الختام على القوى الشيعية المقاومة الوضع بحساباتها، يجب التفكير بمصالح أبناء الشيعة، والكف عن أسلوب لطم شمهودة تلطم مع الكبار وتأكل مع الصغار، يجب التفكير في مصالح أبناء الشيعة، ولابأس بدعم الفلسطينيبن لكن وفق الممكن وعدم الانسياق لخوض حرب نيابة عن العرب المطبعين الاراذل التكفيريين عديمي الضمير والشرف والانسانية، لاداعي في زج الشيعة بحروب نيابة عن أراذل العربان، رأيت ابتهاج الكثير من العربان في حادثة قصف الضاحية مساء يوم الجمعة الماضية، أمة العرب منكوحة وبشهادة الصادق الأمين محمد ص حيث ورد في الاثر، أنه قال رسول الله ﷺ: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) فقال قائل: ومِن قِلَّة نحن يومئذ؟ قال:(بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن). فقال قائل: وما الوهن؟…..إلخ، اذا كان رسول الله ص قد تطرق لحال العربان المزري بزمننا هذا، فلاداعي أن يقف الشيعة وحدهم في وجه التحديات،
بالختام يضرب العربان الف مرض وذل هو هذا هو قدرهم ويستحقون ذلك، مع خالص تحياتي وتقديري.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.