تم تعريف الانتخابات، أنها عملية رسمية لاختيار شخص لتولي منصب رسمي، وطبقت الانتخابات على مراحل عديدة إلى أن وصلت إلينا بزماننا هذا، والانتخابات لها أشكال والوان، وليس كل من ادعى تطبيق نموذج الانتخابات هو يتبع أساليب صحيحة، رؤساء العرب يفوزون بنسبة ٩٩،٩% من أصوات الناخبين، وراينا هذه الانتخابات الصورية بالعراق بزمن نظام صدام جرذ العوجة الهالك وعارها.
الصندوق الانتخابي لم يكن موجود بثقافة الكثير من الامم، بل بطبيعة البشر يستخدمون اساليب لشرعنة اعمالهم، في الشرائع السماوية ومنها الاسلام، نزلت نصوص قرآنية، في كل مجالات الزواج والميراث، والعدالة والمساواة، والانتخاب، لكن الله عز وجل أمر نبيه محمد ص في تنصيب الإمام علي ع خليفة وامام، ورسول الله ص تحدث كثيرا، عن أفضلية الإمام علي ع على سائر الصحابة، وذكر رسول الله محمد ص أن هناك ١٢ خليفة يلونه من بني هاشم يكونون قادة على أمة الاسلام، والهدف من ذلك، اعداد أمة الإسلام اعداد جيد في تطبيق نموذج إلهي عادل يحكم البشرية، لكن بطبيعة العقلية العربية، لم يقبلون بذلك، لذلك بعض الصحابة رفضوا وصية الرسول محمد ص ورفضوا الذهاب في جيش أسامة بن زيد عندما علموا أن رسول الله ص يعيش أيامه الاخيرة، قال زعيم الرافضين للوصية، ان رسول الله يهجر وغلبه الوجع، ودبروا انقلاب السقيفة مستغلين وجود نص الشورى، ورغم ذلك من وصل للسلطة عندما وصلته المنية خالف نص الشورى واوصى من بعده إلى عمر بن الخطاب، وعندما طعن عمر أوصى في شورى اختار اسماء ووضع مواصفات للانتخابات وبشرط مع فريق عبدالرحمن بن عوف لأنه يعلم أن بن عوف يبايع صهره عثمان بن عفان، وبعد مقتل عثمان بايعت الأمة علي بن أبي طالب ع بيعة علنية وشعبية وكان انتخاب حر بمعنى الكلمة، لكن قوى الشر والظلام بقيادة معاوية الذي اعدوه طيلة ثلاثين سنة ومكنوه من السيطرة على الشام ، قاد حركة تمرد ورفع السلاح وقاد تمرد مدعوم من الإمبراطورية الرومانية لمواجهة الإمام علي بن أبي طالب ع، انتهت قيادة الأمة من أئمة ال البيت عليهم السلام، في يوم استشهاد الإمام علي ع ووصول معاوية لكرسي الحكم، وبمشورة من الرومان قضى على نظرية الشورى التي يتبجح بها أهل السُنة، وأوجد نظام ولاية العهد حسب الطريقة الرومانية.
شعوب الغرب هي التي طورت تفسها، واوجدت الانتخابات في انتخاب الرئيس والزعيم ونواب الشعب، وفي بداية اتباع أساليب الانتخابات في الغرب، لم يكن حق التصويت متاحاً للجميع، وإنما ارتبط تطبيقه بعدد من القيود، كان التصويت يحق لمن يملك أموال وعقارات وأراضي زراعية، وأن يكون متعلم يقرأ ويكتب…..الخ.
اول نموذج بالانتخابات نص عليها الدستور الأمريكي للدولة الفدرالية، ودساتير الولايات الأمريكية عند الاستقلال، وكان حق التصويت لايشمل الجميع وإنما تم حصر التصويت عند أصحاب رؤوس الأموال بحيث من سيطر وعمل بناء مؤسسات الدولة هم طبقة أصحاب الأموال واعتبروا الأغنياء الذين يدفعون الضرائب ويتحملون الأعباء العامة هم الأكثر قدرة على التعبير عن مصلحة المجتمع، لكن بمرور الزمن وإلى قبل منتصف القرن التاسع عشر، كان حق الانتخاب، مختصر على الطبقات التي تملك الأموال.
في أوروبا بدأت حركات قبل وبعد الثورة الفرنسية تطالب بتطبيق الديمقراطية والانتخابات، سويسرا هى أول دولة اوروبية وبدول العالم جميعا، طبقت حق الانتخاب العام للرجال عام 1830 وتلتها فرنسا عام 1848 وتبعتهم ألمانيا عام 1871 ثم سائر الدول الأوروبية الأخرى، وبعدها انتقلت نماذج الانتخابات لكل دول العالم وتم إشراك النساء وتم تشريع قوانين، وتم تطوير أنواع الانتخابات وأصبحت انتخابات عامة وانتخابات بلدية …..الخ.
لم يكن للعرب اي دور في اختراع الانتخابات رغم وجود نص الشورى في القرآن الكريم، لأن طبيعة العرب يعيشون بعقلية صحراوية، بحيث حتى نبيهم نبي الإسلام والإنسانية محمد ص لم يسلم من شرهم وشرورهم، قتلوا أبناءه وأحفاده وسبوا نسائه والعجيب في اسم الشريعة التي جاء بها الرسول محمد ص، ابن تيمية أمام المفخخين، يقول الحسين قتل بسيف جده، ويرفض القول إن الحسين ع قتل بسيوف بني امية يزيد وابيه معاوية الضال الذي ولاه ومكنه من رقاب المسلمين.
في زماننا هذا نشاهد إجراء انتخابات في العديد من دول العالم، كل شهر نشاهد إجراء انتخابات عامة في دول عديدة من دول العالم، كل هذه الانتخابات التي تجرى بالعالم يوجد بينهم رابط مشترك هو الصندوق الانتخابي، لكن تلعب السياسة والبيئات المجتمعية دورا مهم وفعال في نوعية الانتخابات، لايمكن مقارنة إجراء انتخابات في الكويت والبحرين والأردن والمغرب وغالبية الدول العربية، مع انتخابات دول اوروبا، في الدول العربية، يكون لدى الحاكم والامير والملك حق في انتخاب نصف نواب البرلمان في التزكية، تزكية لنواب من الأمير والملك، وليس من خلال التصويت، ولايحق للاحزاب والشخصيات الفائزة في الانتخابات تسمية رئيس الوزراء مثل مايحدث في الانتخابات بالكويت والبحرين، وإنما الأمير ينصب ابن عمه أو شقيقة رئيس وزراء، وياويل النواب اذا طالبوا استجواب وزير يكون رد الأمير أو الملك في إصدار مرسوم في حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
خلال هذا الشهر شاهد العالم إجراء انتخابات حرة في كل من بريطانيا وفرنسا وإيران، مارست الشعوب الثلاثة حق التصويت للانتخاب.
الفيالق الإعلامية بدول البداوة التي لاتعرف ولم تجرب انتخاب حتى شيخ عشيرة جديد، تراهم يدسون انوفهم للحديث عن الديمقراطية وعن انتخابات فرنسا وبريطانيا وايران، بكل الاحوال الشعوب الحية هي التي تنتخب، نعم تتغير الاساليب والطرق بالدول الثلاثة، لكن لننظر إلى تلدول الثلاثة أنتخبت ماتريده الشعوب، فرنسا انتخب نسبة عالية اليمين وبريطانيا انتخبوا حزب العمال، وفي ايران انتخب الشعب الإيراني المرشح الاصلاحي الدكتور بزيشكيان بتولي منصب رئيس الجمهورية.
ماكرون اراد فوز قوى اليسار لكن للشعب الفرنسي له راي اخر، في بريطانيا الشاب الجميل سوناك من أصول هندية اراد الفوز لكن الشعب صوت إلى زعيم حزب العمال، في إيران هناك من اراد انتخاب السيد سعيد جليلي لكن الغالبية انتخبت المرشح الإصلاحي، أن ما جمع تلك الشعوب الثلاثة، هو صندوق الانتخاب، في بريطانيا يفوز حزب العمال بعدد تاريخي من النواب، ويخسر حزب المحافظين خسارة تاريخية غير مسبوقة، وهما الحزبان اللذان سادا في السياسة البريطانية لأكثر من قرن من الزمان.
طبيعة البريطانيين والأمريكيين يحبون التغير، شعب بريطانيا صوتوا للعمال ربما ليس حباً في حزب العمال، بل بسبب بقاء المحافظين في السلطة أربعة عشر عاماً، أمريكا انتخبوا بايدن وهاهم يريدون انتخاب ترامب واقصاء بايدن، في فرنسا هناك تطور كبير لأنصار الحزب اليميني بل في كل أوروبا، هناك شعبية قوية لدى الأحزاب اليمينية، ظهرت بشكل واضح في انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي الأخيرة، والتي أجريت بشهر حزيران الماضي.
لايحق للفيالق الإعلامية بدول البداوة أن تتكلم عن خيارات شعوب فرنسا وبريطانيا وإيران، العالم بعد عدة أشهر، ينتظر الانتخابات الامريكية، لايحق لكتاب دول البداوة، تعليم شعب أمريكا في انتخاب بايدن أو ترامب، أمريكا وبقية الدول الديمقراطية، دول تحتكم إلى الدساتير اما العربان يحكمهم ملك وامير أو رئيس يصل بانقلاب عسكري ويبقى جاثم على صدورهم إلى أن يزاح في انقلاب عسكري، أو يبقى عليهم وعند وفاته يحل محله ابنه أو أحد قادة حزبه.
كاتب خليجي ورغم انه دس أنفه للحديث عن انتخابات بريطانيا وفرنسا وايران تراه بكل ذل وخسة يختم مقاله يحذر شعوب الخليج من إجراء الانتخابات تقود إلى الفوضى، وفي نهاية الأمر يخسر الناس مرتين، لأنهم يكونون أمام خيار البقاء في المكان والتصلب المجتمعي، أو خيار السقوط في المجهول.
هههههههه ههههه اي خسة ونذالة هذه.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
11/7/2024