أقدمت إسرائيل اللقيطة على جريمة الكترونية بارعة التميّز.. أكيد ساعدتها فيها عشرات الدول ذات التكنلوجية المتميزة! حين قامت بتفجير أجهزة اللاسلكي الخاصة المسماة ( البيجر) بترددات حزب الله بعملية ذات تعقيد ومفاجأة عالية السرية! طبعا لم يتكشف السر الالكتروني بالتفجير للاجهزة في ايادي الالاف من اعمال حزب الله…. البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير تم تطويره في الستينيات للاستخدام في حالات الطوارئ، ويعتمد على إرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لإخطار المستخدم بأن شخصا ما حاول الاتصال به، كما يمكن إرسال رسائل نصية قصيرة عبر هذا الجهاز.. ويعتبر جهاز البيجر من التقنيات القديمة نسبيا، والتي لا يمكنها الاتصال بالإنترنت، ولذلك يعتبر آمنا نوعا ما من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع الشائعة عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية، ولهذا فهو لا يزال يستخدم في المجالات العسكرية والأمنية، وهذا على الأرجح السبب الذي يدفع عناصر حزب الله إلى امتلاك هذه الأجهزة وإستيراد جيل جديد منها راقبته إسرائيل بدقّة متناهية!...
لكن التفكير الإجرامي الصهيوني هو إنه أطال المدنيين في الدرجة الاولى في مواقع عامة شعبية وأسواق ودوائر حكومية.. وهذا خلاف المناوشات الاخلاقية للحرب ..التي تخلو منها اسرائيل قطعا…
الغريب العجيب الذي يدعو الى الدهشة هو كمية الحقد والتشفي والتضليل والفرح الغامر الذي أصاب العرب شعبيا وبقت كل مواقع التواصل الإجتماعي والتويتر, تعتبره نصرا كبيرا على السيد نصر الله بغض النظر عن من أرتكب الجريمة! وكذلك نسي الجميع ان الضحايا هم من اللبنانيين ووصل الشهداء الى 9 والضحايا الى مايقارب 2750!! وهو رقم كبير نسبيا يعتبر جريمة حرب من اسرائيل تجاه المدنيين اللبنانيين ..
المسكوت عنه صمت الانظمة العربية ليس بالإدانة فقط بل بموقف قوي واحد.. ولكن الشماتة وجدتها شعبيا بغرابة وكإن المنتصر الصهيوني افرح الليكود العربي .. بالمجاز! ماذا اسمي من يقول هذه ليست جبهة الحسين ويزيد لكن جبهة عمر وكسرى… جبهة اسلام وصفويين!! مع تحفظي على المقارنات! هكذا اصبح الصهاينة؟ جزء من المشروع الاسلامي؟؟ مادام يستهدف حزب الله! مع الاسف على الرجال وهم يشمتون بكل شيء ويعطونه غطاءا مذهبيا مقيتا تستغله إسرائيل وتدمّر غزة والضفة الغربية وحزب الله ..ماذا يكتب المثقف العربي إذا تقولّب عقله النيّر بقالب طائفي تعيس؟ انظروا الكتابات والمنشورات والصياغات التي تمجّد الصهاينة تمجيدا هم لم يتوقعوه!
هل انتهت الثورية وجذوة النضال في العالمين العربي والإسلامي؟ هل انتهت تلك الفورة الشعبية في الذات العربية الشاهقة… لإنها أرتدت آزياء مذهبية بغيضة؟
إذن المهم الحذر من الصهاية في كل موقف فلاتفرحوا بشيء تفعله إسرائيل…واليوم أنتهت الجريمة كما سجل التاريخ اللبناني على إرضه الآف الجرائم الصهيونية باللإغتيالات والتجسس وووو
ماذا سيفعل حزب الله؟ لن أرسم اي سيناريو لانه ليس آملا في الرد فقط بل هو آمل في شهوق كرامة اللبناني بكل دياناته ومذاهبه.. والعربي والمسلم .. لن يسكت حزب الله وستذهب أبواق الشماتة للمزبلة التاريخية والنسيان.. لانها نوتات نشاز في غير السلّم الموسيقي الثوري الذي رسمه الشهداء اللامنسيين!
عزيز الحافظ