الصومال ضحية الإرهاب
الوهابي، نعيم الخفاجي
الصوماليون ضحية للارهاب الوهابي الدخيل، الذي انتشر بالصومال بحقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بسبب قيام السعودية ودول الخليج، بنشر الوهابية عن طريق حركات الإخوان المسلمين، خدمة لمصالح دول الناتو.
خلال وجودي بالغرب منذ أكثر من ثلاثين سنة، تعرفت على الكثير من أبناء الجاليات الصومالية في مملكة الدنمارك، منهم خريجي كليات مدنية وعسكرية، ورجال اعمال، وبعضهم دبلوماسيين من حقبة نظام الرئيس محمد سياد بري، آخر رئيس جمهورية سقط عقب ثورة شعبية حدثت ضده في شهر نيسان عام ١٩٩١، وفتحت هذه الثورة أبواب دخول المجاميع الإرهابية التكفيرية إلى الصومال.
الإسلام انتشر بالصومال عن طريق التجارة والطرق الصوفية، يعود حقبة دخول الإسلام إلى الصومال ووسط القارة الأفريقية السمراء، لعهد الدولة الشيعية الفاطمية الاسماعيلية، لأن فتوحات العرب موجهة ضد أصحاب البشرة البيضاء والشقراء، فتوحات العرب ونشر الإسلام محرم على أصحاب البشرة السوداء، يذكرني هذا الكلام بموقف جندي كوردي من أهالي كركوك اسمه كاكه جلال، كان يعمل سائق لدى آمر بطريقة مدفعية، في إحدى معارك الهور في مجنون الشمالي، وقع هجوم بوقتها، بحقبة حرب الثمان سنوات، آمر البطرية يكون مكانه، مع آمر فوج المشاة لتقديم الإسناد المدفعي، كاكه جلال رفض يسوق سيارة آمر الوحدة، يمعود جلال سوق السيارة، قال له آمر الوحدة، يمعود يعدموننا، كان جواب كاكه جلال، انا يعرف يسوق السيارة في اتجاه مدينة عمارة لكن في اتجاه الجبهة اني مايروح ههههههه سالفة السائق كاكه جلال تشبه قضية نشر العرب للإسلام يرفضون نشر الإسلام بين الأفارقة أصحاب البشرة السوداء، العرب متخصصون بنشر الإسلام بين أصحاب البشرة البيضاء طمعا بالجواري أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأصفر ههههههه.
شعب الصومال واجهوا الإرهاب الوهابي طيلة ٣٥ سنة، اخر عملية إرهابية وقعت قبل أيام هاجم انتحاري تجمع للمواطنين الصوماليين على ساحل بحر مقديشو وأوقع أكثر من خمسين قتيل، ذنب الضحايا، بسبب إقامة حفلة لهم على ساحل البحر.
نقل لي دبلوماسي صومالي سابق، كيف المجاميع الإرهابية يدخلون البيوت وينكحون زوجات المواطنين بطريقة بسيطة يضعون ايديهم على رأس زوجة الرجل الذي اقتحموا داره ويقولون الله اكبر ثلاث مرات تصبح له حق نكحها وبعد ان يكمل يليه ثاني وايضا يقول الله اكبر ثلاث مرات وهكذا.
رغم إجرام الحركات الوهابية الصومالية طيلة ٣٥ سنة من الإرهاب والقتل، لكن الان هناك تعافي في الصومال، على مستوى العملية السياسية، وهزيمة القوى الإرهابية شيئا فشيئا، يمكن القول الصومال عادت إلى سابق عهدنا، حيث يعيش شعب الصومال بدون افكار التطرف والإرهاب.
شعب الصومال يمثل مكون أفريقي واحد متكامل بإستثناء وجود اقلية عربية بغالبيتهم من أبناء اليمن الشمالي والجنوبي، الشعب الصومالي لايعاني من مشاكل عرقية، ودينية، ولغوية، العرق والدين واللغة شبه كامل، قبل فترة قصيرة زار رئيس جمهورية الصومال العراق، ووقع اتفاقيات متبادلة، وبعد ذلك توجه رئيس الصومال إلى مصر، وقد جرت بين القاهرة ومقديشو في الأسبوع الماضى مباحثات الرئيسين عبدالفتاح السيسى وحسن شيخ محمود فى ثانى زيارة لمصر ، تم خلالها توقيع بروتوكول تعاون عسكرى، الجنرال السيسي خلال الثلاث سنوات الماضية عمل على زيادة التعاون الاقتصادي مع الصومال، تم فتح خط طيران مباشر مابين مصر والصومال، مع تضاعف التجارة المصرية مع الصومال، هناك انفتاح مصري تجاه دول القرن الإفريقي.
الصومال من الدول الأفريقية المهمة لمصر منذ قديم الزمن، ووجود مصر مع الصومال يساعد فى دعم سلطة مقديشو على كل أراضي الصومال، أن الصومال تطل على أهم الممرات البحرية التى تربط دول شرق آسيا بدول غرب أوروبا (قناة السويس فى شمال البحر الأحمر ومضيق باب المندب فى أقصى جنوب البحر الأحمر الذى تطل عليه جيبوتى وإريتريا والصومال واليمن)، الصومال دولة عربية عضو بالجامعة العربية، ودولة افريقية، موقع الصومال الاستراتيجي جعل للصومال موقع مهم في مرور السفن المتجهة لقناة السويس، وهذا الموقع مهم إلى مصر،
في الختام، مع سيطرة دول الاستعمار، ورسم حدود دول الشرق الاوسط، ومع دعم دول الاستعمار الوهابية، تم نشر الجهل و التطرف، ساعد ذلك على بروز التكفير، الذي جعل المنابر الإسلامية من المحيط إلى جاكرتا ينحرفون عن مسارهم المعتدل بنشر التطرف والارهاب، و باتت خطب أئمة المساجد، تلعب أدوارا سلبية و خطيرة، حيث فجرت العنف و نشرت الكراهية و سممت افكار المؤمنين بالتكفير، وشعب الصومال ضحية الفكر الوهابي التكفيري.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
18/8/2024