نعم العراق وإيران بلد واحد ووطن واحد ما قبل الإسلام وبعد اعتناقهما الإسلام لا يمكن فصلهما عن بعضهما فقوتهما ونجاحهما بوحدتهما وضعفهما وفشلهما ببعدهما عن بعض كما اثبت أن وحدتهما تخلق حضارة وعلم وعقل ومعرفة ونزعة إنسانية وتخلق إنسان محب للحياة والإنسان فكان بلاد فارس أي العراق وإيران رحم الحركات والمجموعات العلمية والفكرية والحضارية والإنسانية والتجديدية والثورية وهذه الحالة كانت وراء الحروب والهجمات التي شنها بدو الصحراء وبدو الجبل على إيران والعراق من أجل القضاء على النزعة الإنسانية على الحضارة على العلم والمعرفة التي يتميز بها أبناء العراق وإيران الجدير بالذكر كان يطلق على العراق وإيران ما قبل الإسلام بلاد فارس وكان العراق عاصمة بلاد فارس وكانت اليمن تابعة بلاد فارس أي للعراق وإيران وكانت اليمن قد اعتنقت الإسلام قبل دخول جيوش الأعراب إليها وبما أن اليمن كانت من ضمن بلاد فارس فتأثر أبناء بلاد فارس أي أبناء العراق وإيران بأبناء اليمن فاعتنقوا الإسلام حيث ارتفعوا الى مستوى الإسلام وتطبعوا بطباعه وتخلقوا بأخلاقه وأحبوا الرسول وأهل بيته وساروا وفق نهج الرسول وأهل بيته على خلاف إسلام الأعراب الذين استسلموا ولم يسلموا وأنزلوا الإسلام الى مستواهم وطبعوه بطابعهم وفرضوا عاداتهم وأخلاقهم الوحشية القبلية عليه وفرضوا ذلك على المسلمين وشكلوا أي اليمن والعراق وإيران أي بلاد فارس محور للدفاع عن الإسلام عن قيمه الإنسانية الحضارية ولا زال هذا المحور مستمرا في مواجهة أعداء الإسلام بدو الصحراء وبدو الجبل وهذا العداء استغل من قبل آل صهيون وحلفائها حتى تمكنوا من تأسيس تنظيم خاص يعمل لصالحها ويتحرك وفق مخططاتها منذ بدء الرسول بنشر رسالته الإسلامية وكان هدفهم الإساءة للإسلام ووقف تمدده وانتشاره ولا زال هذا التنظيم يعمل وحتى الآن بدأ بتأسيس تنظيم معادي لرسالة الإسلام الإنسانية الحضارية أطلق الرسول على هذا التنظيم الفئة الباغية لكن الصهيونية أطلقت عليه اسم الصحابة واستمر هذا التنظيم في محاربة القيم الإسلامية ونشر قيم الجاهلية بدلها حتى جعل المسلمين في حالة جهل وتخلف وفي حالة ضعف وخنوع وخضوع واستمرت هذه الحالة حتى الآن حيث غيرت أسماء عملائها وعبيدها والطابور الخامس الذي يعمل لصالحها فكانت تطلق عليهم اسم صهاينة الأعراب أخذت تطلق عليهم الوهابية او القومجية رغم الاختلاف الظاهري بين الحركات القومية العنصرية والحركات الإرهابية الوهابية إلا هدفهم واحد وهو الإساءة للإسلام والمسلمين وتشويه صورته الحقيقية واعتباره وسيلة لمواجهة أي صحوة إسلامية لأنهم على يقين لا نهضة ولا تقدم وسعادة للشعوب الإسلامية إلا بالإسلام فالحركات الوهابية الإرهابية تهدم الإسلام من داخل الإسلام والحركات القومية تهدم الإسلام من خارج الإسلام وعند التدقيق في حقيقة هذين الاتجاهين يتضح لك إنهما صناعة إسرائيلية وفي خدمة الصهيونية وتحقيق أهدافها ومراميها
لكن الصحوة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني كانت صرخة إنسانية حضارية جمعت كل صرخات التاريخ الحرة التي كانت تنشد الخير والحق والعدل فأنارت الدروب وحررت العقول وطهرتها من كل الأدران والشوائب التي لحقت بالإسلام من خلال سيطرت هذه المجموعات على الإسلام والمسلمين وإذا المسلمون يعلنون انتمائهم الحقيقي للإسلام ويدخلون في دين الله وكأن الإسلام لأول مرة يتعرفوا عليه وبدأت الصحوة الإسلامية تمدد وتسع حتى ضمت ونالت تأييد ومناصرة الناس من مختلف الأعراق والألوان والعقائد وفي كل مكان وبدأت تسجل انتصارات ونجاحات في كل المجالات فأسست الجمهورية الإسلامية في إيران وكانت أول جمهورية إسلامية تؤسس في تاريخ الإسلام حتى الرسول الكريم عجز عن تأسيسها لأن الإسلام جاء في وقت غير وقته وفي مكان غير مكانه فالآن تهيأ المكان والزمان له وبعد تأسيس الجمهورية الإسلامية حيث أصبحت مركز استقطاب جديد لكل الشعوب الحرة التي تطلع نحو الحرية والكرامة الإنسانية وتحرر العراق من عبودية الفئة الباغية ومعاوية وآل سفيان وتطور محور المقاومة الإسلامية الذي نشأ في زمن الرسول والذي كان يضم اليمن والعراق وإيران أصبح يضم سوريا ولبنان وفلسطين وولدت هناك حركات ومنظمات إسلامية إنسانية تنموا وتكبر وتقرر الانتماء الى محور المقاومة الإسلامية حتى أصبح محور المقاومة الإسلامية قوة ربانية قادرة على سحق أي قوة شيطانية وأصبحت لها القدرة على قيادة الحياة والإنسان لبناء مجتمع إنساني يسوده العدل والحق والحرية والنور ويزيل الظلم والباطل والعبودية والظلام
مهدي المولى