اخر الاخبار

القنوات المضللة!!

بقلم:تيمور الشرهاني

تعتبر القنوات المُضللة من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على الوعي العام، فقد استخدمت بعض القنوات مفاهيم خاطئة، وأحياناً معلومات مضللة تؤثر على آراء الجمهور. لذا يتوجب علينا جميعاً، وخاصة الأسر، أن يكونوا حذرين تجاه ما يتلقونه من معلومات والتركيز على الفهم الواضح للمحتوى الإعلامي فإنه يعزز من قدرة الأفراد على التمييز بين الحقيقة والخيال، حيث تشكل القنوات المضللة تهديداً لوعي المجتمع، وتساهم في نشر معلومات غير دقيقة وتقسيم الآراء بقصد زعزعة الأفكار وتشويشها. وإن تعرض المتلقي المستمر لمثل هذه المعلومات قد يؤدي إلى فقدان الثقة في وسائل الإعلام، لذلك ينبغي على الناس أن يتخذوا موقفاً حازماً بإزالة مثل هذه القنوات من حياتهم، وأن يلتفتوا إلى تعزيز الوعي الإعلامي، فهو بداية الخطوة الأولى نحو حماية المجتمع والأسر من عبث هذه القنوات المُضللة ومخالفتها لمعايير الإعلام الرصين والمُحايد. نراها في كل حدث، تنشر أخبار مضللة حول الأحداث السياسية دون التأكد من مصادرها، وهي مُشخصة ومعروفة منذ أمد بعيد. فضلاً عن تقديم محتوى ينتهك معايير الحيادية والمهنية، كذلك أثبتت فشلها في الإبلاغ عن الأحداث بصورة موضوعية وشفافة. فبات تركيزها على الأحداث بشكل يثير الفتنة بين فئات المجتمع العراقي بالذات . وبناءً على ذلك، تتعمد بطريقة مُمنهجة على تقديم معلومات مختزلة قد تؤدي إلى مفاهيم خاطئة في كل مرة. كما أن المسؤولية عن نشر تقارير غير موثوقة تؤثر على آراء الجمهور، وبث السموم للمتلقي، وإغراق الأذهان بمعلومات قد تغير نظرة المجتمع للقضايا الواقعية. كما أنها تستخدم عبارات تحريضية غايتها هدم المجتمع وتفتيته. علاوة على ذلك، يتوجب على الأسر تعزيز الوعي الإعلامي لدى الأطفال منذ سن مُبكر، يعد فهم محتوى الإعلام أحد الأمور الحاسمة في تكوين آراء واعية للتقليل من تأثير الإعلام الضار. في هذا الشأن، يمكن أن يحمي الأطفال من الأفكار المضللة، فلا بد للآباء والأمهات توجيه أبنائهم لتحليل المحتوى بدلاً من تقبله بشكل أعمى. لذا، يتطلب الأمر وجود معايير أخلاقية قوية في المحتوى الإعلامي العربي الذي أصبح لا يطاق أحياناً. وعليه، يكون الالتزام بالمسؤولية الأخلاقية ضرورياً للحفاظ على مصداقية الإعلام، وأن يُبنى الإعلام على تزويد الجمهور بمعلومات دقيقة وشاملة. النجاح في هذا المجال سيعتمد على التزام المؤسسات الإعلامية بمعاييرهم الجيدة. من الواضح لنا ان كم هائل من المواطنين الذين يمتلكون القدرة على تحدي المعلومات المضللة من خلال التحليل النقدي وتوضيحه لعامة الناس، لكنه لا يفي بالغرض. اذا لم تتعاضد الجهود من أجل تمييز هذه القنوات التي أثبتت فشلها على مدى السنوات الماضية؟ فيجب أن يشارك كل فرد في المجتمع بمسؤولية في تصحيح المفاهيم الخاطئة، ويعتمد مستقبل الإعلام على الوعي الجماعي والمشاركة الفعالة. لن نحقق التغيير الإيجابي إلا عند التزام المجتمع بمسؤولياته تجاه محاربة المعلومات المضللة.