اخر الاخبار

المدينة الأكثر تكلفة عالميًا توجد في قلب أوروبا

في عالم تتسارع فيه وتيرة الثروات وتتحول فيه المدن إلى مراكز مغلقة للأثرياء، تبدو بعض العواصم وكأنها تحلق في مستوى اقتصادي لا يُقارن بغيره.

وبحسب لوسوار، فقد كشفت شركة Henley & Partners مجددًا، من خلال تقريرها السنوي المنتظر، عن أغلى المدن في العالم من حيث أسعار العقارات الفاخرة، واضعة موناكو على رأس القائمة دون منازع، في مشهد لم يعد يثير الدهشة بقدر ما يعكس اتساع الفجوة بين مستويات المعيشة حول العالم.

موناكو، تلك الإمارة الصغيرة الواقعة على ساحل الريفييرا الفرنسية، لا تزال تتربع على عرش المدن الأغلى، بأسعار عقارات تفوق الخيال.

بسعر يبلغ نحو 38.800 دولار للمتر المربع في الشقق الراقية التي تتراوح مساحتها بين 100 و200 متر مربع، تفرض الإمارة نفسها كرمز عالمي للفخامة والرفاهية.

ولا يأتي هذا التميز من فراغ، فموناكو تُعدّ ملاذًا ضريبيًا آمنًا، وتضم شبكة من الخدمات الفاخرة، وتوفر بيئة حصرية جذبت أكثر من 40% من سكانها من أصحاب الملايين، في أعلى نسبة تواجد للثروة الفردية على وجه الأرض.

ورغم هيمنة الإمارة الأوروبية، فإن المنافسة تظل محتدمة من مدن عالمية أخرى تتسم بارتفاع تكلفة الحياة وأسعار العقارات الفارهة.

نيويورك، بعظمتها الاقتصادية وصورتها الثقافية المتجددة، تأتي في المركز الثاني بسعر يقارب 27.500 دولار للمتر المربع.

أما هونغ كونغ، ورغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها، فما زالت تحافظ على موقعها بين المدن الأعلى تكلفة، بثمن يقارب 26.300 دولار للمتر المربع، مما يعكس استمرار الطلب على العقارات الفاخرة فيها.

اللافت في هذا التصنيف هو الحضور اللافت للمدن الأمريكية؛ فبجانب نيويورك، تدخل كل من لوس أنجلوس، وميامي، وبالم بيتش ضمن العشرة الأوائل، مما يشير إلى استمرار هيمنة الولايات المتحدة على سوق العقارات الفاخرة رغم التقلبات الاقتصادية.

هذه المدن باتت تجذب فئات النخبة من المستثمرين العالميين، بفضل بنيتها التحتية المتطورة، ونمط الحياة الراقي الذي توفره.

أما أوروبا، فتمكنت فرنسا من فرض نفسها بقوة في القائمة. وإلى جانب باريس التي حلت سادسة، برزت بلدة سان جان كاب فيرات في المركز الخامس، لتتجاوز العاصمة الفرنسية وتؤكد مكانة كوت دازور كمغناطيس للثروات.

مدن مثل نيس وكان وأنتيب، بالإضافة إلى إيز، أكدت بدورها على هذا التوجه، ورفعت من تمثيل فرنسا على خارطة الفخامة العالمية.

لكن ما يميز تقرير هذا العام هو رصده لنقاط التحول المستقبلية، حيث سلّط الضوء على مدن ناشئة يتوقع أن تشهد نموًا ملحوظًا في عدد الأثرياء بحلول 2035.

مدن مثل مراكش وكيب تاون ونيروبي وسان خوسيه تبدو وكأنها تسير بخطى ثابتة نحو التحول إلى مراكز جذب للثروات العالمية، بدعم من التغيرات الجيوسياسية والتحولات الاقتصادية الجديدة.

بلجيكا 24