اخر الاخبار
الإسلام كدين وشريعة هو ضد مبدأ التكفير والكراهية، لكن انقلاب السقيفة أبعد واجهض النموذج الإسلامي الذي أراده الله عز وجل ورسوله ص، لحكم البشرية، من خلال إبعاد الإمام علي ع وبنيه واحفاده من تطبيق نموذج راقي من الحكم الإسلامي الذي أراده الله عز وجل، وحل محله اسلام يحكم وفق العقلية القريشية الجاهلية.
اول يوم أحداث السقيفة تم قتل الصحابي الجليل مالك بن نويرة وزواج زوجته وضع رأسه ثاة وطبخوا على رأسه الطعام، وهذا التصرف البغيض تصرف جاهلي وليس من الإسلام، والدليل حتى عمر بن الخطاب نفسه رفض ذلك وقال قتلني الله إن لم اقتل خالد، يعني خالد بن الوليد الذي قتل الصحابي مالك بن نويرة وزنا بزوجته بيوم قتله.
أصبح بعد وفاة رسول الله ص اسلام يتبع ال البيت ع وإسلام يتبع مدرسة الخلافة، ومن ثم تحول إسلام مدرسة الخلافة إلى مذاهب مدعومة سياسيا، لإبعاد المسلمين من الأخذ من أئمة آل البيت ع، لذلك دخل التعصب والتطرف الطائفي والقومي للمسلمين وأصبح مشرع من قبل فقهاء السلطان.
الانتماء المذهبي شيء طبيعي، لكن التطرف والتكفير يكون بغيض، أصدر فتاوى السلطان عشرات فتاوى التكفير بتكفير الشيعة وقتلهم والكذب والافتراء عليهم، والعراق مر بحقبات من قتل وتكفير الشيعة، وما يشهده الوضع الحاضر بالعراق لم يكن جديدا، والدليل العمليات الإرهابية كانت تستهدف التجمعات الشيعية لقتل أكبر عدد من المواطنين، مجزرة سبايكر نفذتها قبائل من تكريت قتلوا الضحايا الشيعة واطلقوا سراح الضباط والجنود السنة، وهذا أكبر مثال حقيقي لتكفير الشيعة وقتلهم، مضاف لذلك سبي نساء التركمان والشبك الشيعة وكيف قاموا بقتلهن بطريقة الحرق بالنار وهن أحياء حسب شهادة الناجية الايزيدية السيدة مراد، التكفير الطائفي الحالي الذي يعشه العراق والشام والجزيرة العربية، هو امتداد للتفكير الطائفي بالسابق.
هناك الكثير من الكتاب والصحفيين المعادين للشيعة، وفي محاولة للتغطية على جرائم الدهس والطعن بالسواطير والسكاكين، التي تشهدها وشهدتها مدن في القارة الأوروبية نفذها وهابيون تكفيريون، هؤلاء الكتاب والصحفيين الغير منصفين، يريدون الكذب ويقولون هؤلاء المتطرفين مثل الشيعة الذين يعيشون في أوروبا، رغم أن شعوب أوروبا نفسها يقولون وجود الشيعة في أوروبا لايشكل خطر على المجتمعات الأوروبية لأن الشيعة مسالمون و يلتزمون بالقوانين، كل عام يحيي الشيعة بدول أوروبا ومنها الدنمارك ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع ونخرج بمسيرة راجلة تجوب شوارع كوبنهاكن، قبل عدة سنوات نشرت وسائل الإعلام، تصريح لمدير شرطة كوبنهاكن قال الشيعة مسالمون ومتلزمون بقوانين الدولة الدنماركية، وقال أفضل الشيعة هم الشيعة العراقيون، هذا كلام مدير شرطة العاصمة الدنماركية كوبنهاكن وليس كلامي.
السياسات الغربية التي صدرت خلال السنوات الماضية المتشددة في التعامل مع الفئات الإرهابية الوهابية وليس استهداف إلى المسلمين، لكن بالتأكيد جرائم الإرهابيين في طعن ودهس المواطنين الأوروبين، يعطي انطباع سيء عن كل المسلمين، نحن الشيعة مسالمون مع المجتمعات التي نقيم بها، ومتصالحون مع أنفسنا، ونطبّق القوانين، صدرت فتاوى من مراجع شيعة منهم السيد محمد حسين فضل الله قال التوقيع على ورقة الإقامة يعني توقيع تعهد بالالتزام بالقوانين ويجب الالتزام بذلك، الشيعة يحترمون الأديان والمذاهب الأخرى وهذا النموذج الشيعي لم يأتي من فراغ بل بدافع عقائدي من العقيدة الإسلامية الشيعية التي نؤمن بها، وليس بسبب البيئة الاجتماعية التي نعيش بها، وإن كان للبيئة الاجتماعية تأثير في طبيعة التفكير، ولو كانت البيئة الاجتماعية الغربية مفيدة بدون عقيدة معتدلة تقبل الآخر لما حدثت عمليات الدهس والضرب بالسواطير والطعن بالسكاكين التي ينفذها أتباع التيارات الوهابية.
من حق الدول الغربية مراقبة نشاطات المسلمين الشيعة، بل مساجد الشيعة أصبحت مكان لزيارة وفود من أبناء المجتمعات الأوروبية للتعرف عن الفكر الشيعي.
اول مرة بحياتي استطعت أن أعبر عن عقيدتي واعبد الله بما انا اعتقدة كان يوم التاسع من آب عام ١٩٩٤ يوم وصولي لاجئا سياسيا إلى مملكة الدنمارك،
بلا شك البيئة المجتمعية الدنماركية لها الفضل في توفير أجواء العيش لي ولغيري من بني البشر بسكينة روحية داخلية وترك لنا حق الإيمان بعقائدنا بحرية.
وفق مذهب الشيعة ال البيت ع يحرم قتل حتى البهائم والحشرات الغير مضرة، لذلك الإسلام وفق مذهب ال البيت ع مسالم، رغم الهجمة التكفيرية ضد الشيعة، وتم استئصال وترحيل الاقليات الشيعية من مناطق الاكثريات السنية بالانبار وتكريت وبيجي وبعض قرى مناطق ديالى وجنوب وغرب كركوك، لكنك عندما تذهب إلى مدن الاكثريات الشيعية تجد بها شركاؤنا بالوطن من السنة والمسيح والصابئة يعيشون بين اخوانهم الشيعة، اتكلم عن محافظتي واسط وعن مدينتي قضاء الحي، موجود الإخوة السنة يعيشون بسلام، وياويل الذي يعتدي عليهم الجميع يقف مع الإخوة السنة، لذلك الفكر الشيعي يقبل التعايش مع الجميع، لذلك الشيعة متصالحون مع المجتمعات التي يعيشون بها، سواء كانت مجتمعات غربية أوروبية أو مجتمعات عربية وهندية …..الخ.
الحالة التصالحية لدى الشيعة لم تأتي من فراغ، انها نابعة من الدين الإسلامي الذين يؤمنون به الشيعة، وفق مذهب ومدرسة ال البيت ع، حيث توجد عقوباته بالعقيدة الإسلامية الشيعية تحرم وتجرم من يعتدي على أصحاب الديانات والمذاهب والمعتقدات الأخرى.
بالمناطق والبيئات الشيعية تجد بها، حرية، كاملة حتى للملحدين، بل أئمة ال البيت ع دارت بينهم وبين الملحدين حوارات بتقبل الرأي والرأي الآخر، والملحد والكافر وفق مذهب الشيعة لايعني إقامة الحد بقتله، مثل مايفعل اتباع التيارات الوهابية والسنية الأخرى التي تكفر وتقيم حدود بحسب ظنهم انها ترضي الله عز وجل، الوهابية يرون كفر ونجاسة الشيعي الرافضي، رحم الله الإخواني الأردني ليث شبيلات وعبر قناة الجزيرة بعد سقوط نظام صدام، قال ساعد الله الشيعة على اتباع تنظيمات القاعدة والتيارات السلفية، قال انا احلق لحيتي بنظرهم كافر يجب قتلي، فكيف هؤلاء السلفيين الوهابيبن التكفيريين يتعاملون مع الشيعي الذين هم بنظرهم الشيعي كافر يجب قتله.
مع خالص التحية والتقدير والاحترام والود.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
3/9/2024